عودة دفعة جديدة من المهجّرين في الأردن عبر معبر نصيب الجيش يدمّر أوكاراً للإرهابيين في ريف حماة.. والعثور على 8 أطنان من “السي فور” في المنطقة الجنوبية
ردت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على حماية المدنيين في ريف حماة الشمالي أمس على خروقات المجموعات الإرهابية وانتهاكاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد بعمليات مركّزة، أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار ومقتل وإصابة من فيها من إرهابيين.
وخلال إتمام أعمال تأمين المناطق المحررة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة على 8 أطنان من مادة “السي فور” شديدة الانفجار من مخلفات المجموعات الإرهابية في المنطقة الجنوبية، في وقت عادت دفعة جديدة من المهجرين قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب/ جابر الحدودي، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى الوطن.
وفي التفاصيل، وجهت وحدات من الجيش ضربات بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ ضد أوكار الإرهابيين في محيط اللطامنة وكفرزيتا بالريف الشمالي رداً على استهدافهم محطة محردة لتوليد الكهرباء، وأسفرت الضربات عن تدمير منصات لإطلاق القذائف وتجمعات، وأوقعت العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين.
واعتدت المجموعات الإرهابية مساء أمس بـ 20 قذيفة صاروخية على محطة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية، ما تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة في المحطة.
وفي وقت سابق وجهت وحدة من الجيش ضربات مكثفة على تحركات لمجموعات إرهابية على أطراف بلدتي حصرايا وكفرزيتا، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها.
وتنتشر في بلدتي كفرزيتا وحصرايا مجموعات إرهابية تتبع لما يسمى “كتائب العزة” تحاصر الأهالي في البلدتين، وتعتدي على القرى المجاورة بالقذائف، حيث استهدفت خلال اليومين الماضيين مدن وبلدات محردة وسلحب والسقيلبية بعشرات القذائف، ما تسبب باستشهاد مدني وجرح 7 آخرين وإلحاق دمار كبير بالمنازل والبنى التحتية.
كما وجهت وحدة من الجيش ضربات بالمدفعية على محاور تسلل مجموعات إرهابية من بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة بنحو 35 كم باتجاه المناطق الآمنة والنقاط العسكرية المنتشرة بالريف الشمالي، وأسفرت الضربات عن إحباط محاولة التسلل وإيقاع أغلب أفراد المجموعات الإرهابية المتسللة بين قتيل ومصاب بينما لاذ الباقون بالفرار.
وخلال المتابعة الدقيقة لوحدة مكافحة الإرهاب في الجيش العربي السوري تم العثور على كميات كبيرة من المواد المتفجرة الحربية ويدوية الصنع في المنطقة الجنوبية، وهي عبارة عن 8 أطنان من مادة “السي فور” كانت مطمورة تحت الأرض داخل أحد الأوكار على شكل مكعبات مغلفة بالنايلون خبأتها المجموعات الإرهابية قبل اندحارها من المنطقة.
ومادة “السي فور” قوامها عجيني وبيضاء اللون ذات قدرة تدميرية كبيرة، حيث يعادل الواحد كيلوغرام من هذه المادة قوة نحو 13 كيلو غراماً من مادة الـ تي ان تي، وكانت المجموعات الإرهابية تستخدم هذه المواد في حشو القذائف الصاروخية التي يتم تصنيعها محلياً، إضافة إلى تفخيخ الآليات والسيارات واستهداف المدنيين ونقاط الجيش العربي السوري.
وقال مصدر عسكري: إن هذه الكمية الكبيرة من “السي فور” تم إدخالها عن طريق الدول المجاورة وهي مواد غالية الثمن، ويتم تسليمها حصراً للجيوش بموجب صفقات وعقود، مؤكداً أن وجود هذه المواد بحوزة الإرهابيين يعكس الدعم الذي تلقوه من الدول الداعمة للإرهاب.
من جهة ثانية، شهد معبر نصيب الحدودي أمس عودة عشرات المهجرين قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن تمهيداً لنقلهم إلى قراهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وأشارت مراسلتنا في درعا “دعاء الرفاعي” إلى أن الجهات المعنية في المحافظة أرسلت عدداً من الحافلات لتقل العائدين إلى قراهم وبلداتهم بعد استكمال إجراءات الدخول البسيطة وتقديم الخدمات الأساسية لهم من طعام وشراب ودواء.
وعبّر عدد من العائدين عن فرحتهم بتخليصهم من المعاناة التي سلبت منهم سنوات من أعمارهم ومستقبل أطفالهم في مخيمات اللجوء التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، موجهين الشكر للجيش العربي السوري الذي كان له الفضل الأول في عودتهم إلى وطنهم بعد دحره الإرهابيين عن مناطقهم.
وعبّر سميح الإبراهيم من بلدة عابدين بريف درعا عن فرحته بالعودة إلى الوطن، في حين أشارت تهاني الحميد إلى أن عودتها مع أسرتها إلى إنخل بدرعا ممهورة بتضحيات الجيش العربي السوري، ولفت كل من زياد الريابي ومهند النايف العائدين إلى إنخل إلى التسهيلات المقدمة في معبر نصيب الحدودي، داعين الجميع للعودة والمشاركة في إعادة إعمار الوطن.
اعتدال الشيخ عائدة إلى العتيبة بالغوطة الشرقية، وسناء حسين إلى الغارية الغربية بدرعا، أكدتا أن العودة إلى الوطن بمثابة ولادة جديدة لهما ولأسرهما الذين عانوا من ويلات الإرهاب ومرارة البعد عن الوطن بمخيمات تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم.
من جانبه بيّن رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب العقيد مازن غندور أن الجهات المعنية في المحافظة أرسلت حافلات لنقل المهجرين العائدين إلى مناطقهم وشاحنة لحمل أمتعتهم وسط جملة من التسهيلات، مبيناً أن عدد السوريين المهجرين القادمين بموحب تذاكر مرور بلغ منذ افتتاح المعبر في منتصف تشرين الأول الماضي حتى يوم أمس13780 مواطناً.