لافروف: تسوية في إطار “أستانا” ولا حاجة لمجموعات عمل أخرى ضربات مركّزة على تجمعات الإرهابيين في ريف حماة
في إطار ردها على خروقات الإرهابيين المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، وجهت وحدة من الجيش أمس ضربات مركّزة على تجمعات وتحركات المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد، في وقت أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تسوية الأزمة في سورية تبحث في إطار صيغة أستانا بنجاح، ولا حاجة لتشكيل مجموعات عمل أخرى.
فقد نفّذت وحدة من الجيش رمايات مكثفة على مواقع ونقاط تحصن إرهابيين من “كتائب العزة” في بلدة لطمين رداً على خروقاتهم ومحاولات مجموعات منهم الاعتداء على المناطق الآمنة بالريف الشمالي، وأسفرت الرمايات عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أوكار ومواقع محصنة وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم، كما قضت وحدات من الجيش على مجموعات إرهابية في مدينتي مورك واللطامنة.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية مشيخة قطر في الدوحة أمس: إنه لم يتطرق خلال محادثاته في العاصمة القطرية إلى مسألة تشكيل مجموعة عمل جديدة تُعنى بإعادة الاستقرار إلى سورية نظراً لوجود ما يكفي من أطر وآليات لمعالجة الأزمة في سورية.
وعقد أحد عشر اجتماعاً بصيغة أستانا، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، أكدت في مجملها الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً، واتفق رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا في البيان الختامي لقمتهم التي عقدت في سوتشي في الرابع عشر من شباط الماضي على عقد اجتماع أستانا المقبل حول الأزمة في سورية في نيسان المقبل.
في الأثناء، أوضح مدير معهد أمريكا وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية فاليري غاربوزوف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يلتزم بتعهداته بشأن سحب قوات بلاده من سورية، حيث عدل عنها فيما بعد، مؤكداً أن هذه التصريحات لا تختلف عن تصريحات سلفيه باراك أوباما وجورج بوش حول سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والتي مازالت باقية هناك حتى يومنا هذا.
وبيّن غاربوزوف أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية تسبب بمآسٍ وأضرار مادية ومعنوية للسكان، ومازال الدمار والموت يلاحقان أهالي الرقة والجزيرة السورية وجنوب سورية وفي منطقة التنف، حيث لا يسمح الأمريكيون للمهجرين السوريين بالخروج من مخيم الركبان رغم الاتفاق مع الأمم المتحدة على ذلك، واصفاً سلوك القوات الأمريكية في الأراضي التي يوجدون فيها بأنه سلوك المحتلين والغازين.
من جانبه، اعتبر كبير الباحثين العلميين في المعهد فيكتور سوبيان أن الرئيس الأمريكي لم يتمكن من سحب قوات بلاده من سورية بسبب الضغوط الكبيرة عليه من جانب المتحكمين الفعليين بالإدارة الأمريكية منتقداً التناقض الحاصل داخل الإدارة الأمريكية حول الوجود الأمريكي في سورية، ولفت إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مصنعي ومهندسي التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً أن خبرة واشنطن في صنع تنظيم القاعدة في أفغانستان تؤهلها لتشكيل العديد من المجموعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وأكد سوبيان أن واشنطن ساهمت بصورة نشطة في تشكيل ودعم وتسليح تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وهذا ليس سراً على أحد.
بدوره أكد كبير الباحثين العلميين في المعهد فلاديمير باتيوك أن مشكلة الولايات المتحدة على الرغم من القوة الاقتصادية والمالية والعسكرية التي تمتلكها هي في استخدامها التدخل في شؤون البلدان الأخرى المستقلة لفرض إملاءاتها عليها، مذكراً بأن الهدف الرئيسي المعلن للولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة هو سعيها لتغيير العالم ليصبح على صورتها ومثالها.
وعزا باتيوك تراجع الولايات المتحدة عن تصريحات رئيسها بسحب قواتها من سورية إلى خشيتها من خسارة حلفائها في المنطقة في إشارة إلى الهزيمة التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن الأمريكيين سيضطرون مهما بلغت قوتهم إلى إخلاء الكثير من المواقع وإلى إجلاء قواتهم من سورية، وقد يحتفظون هناك ببعض الأجهزة السرية المكونة من عملاء محليين لا أكثر للاحتفاظ بدور ما في المستقبل.
وفي براغ، أكدت عضو البرلمان الأوروبي عن جمهورية التشيك كاترجينا كونيتشنا أن الحرب في سورية تقترب من نهايتها، مشيرة إلى أن الكثير من المواطنين السوريين الذين اضطروا إلى ترك بلادهم بسبب الإرهاب سيعودون إليها للمشاركة في إعادة إعمارها، وقالت: إن الحكومة السورية تدعم عودة مواطنيها الى بلدهم وعلى أوروبا أن تتفهم ذلك وتأخذه في حساباتها، وتساهم في تسهيل عودتهم.
وفي القاهرة، أكد سيد حسن الأسيوطي، نائب رئيس حزب الشعب الديمقراطي المصري، أن ما تقوم به الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي من اعتداءات على سورية هدفها حماية عملائهم من التنظيمات الإرهابية، وقال: إنه سبق ونفّذت واشنطن عمليات إجلاء لإرهابيين وعائلاتهم وقدمت لهم الحماية، كما قام كيان الاحتلال الإسرائيلي بتقديم السلاح والدعم والعلاج لهم، وهو ما يؤكد ويكشف مدى ارتباط تلك الجماعات التخريبية بواشنطن وكيان الاحتلال.
وأوضح الأسيوطي أن الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب كسرت أوهام كل من تآمر على سورية، وكشفت كل المخططات التي وضعت لتقسيم المنطقة، مشدداً على أهمية إعادة العلاقات العربية السورية وبخاصة المصرية إلى طبيعتها، فلا يمكن قبول قطع أو تخفيض العلاقات مع دولة شقيقة تحمّلت مسؤولية التصدي للمؤامرة وكشفها، كما أن سورية دولة ذات ثقل عربي وإقليمي ودولي، وتحمل للعالم رسالات الحضارة والسلام.