مـــــادورو يتحــــدّى العقوبـــــات الأمريكيــــة
تسابق الإدارة الأمريكية الزمن في محاولة صناعة السبب الذي يمكّنها من التدخل مباشرة في الشأن الفنزويلي، لذلك تعمل على زيادة معاناة الشعب الفنزويلي عبر العقوبات والحصار لإثارة القلق في صفوفه، بينما يصرّ الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو على مقاومة هذه الأساليب باجتراح الحلول للمشكلات التي تتم صناعتها في واشنطن، ففي مواجهة أزمة المياه، التي نتجت عن الهجوم المتعمّد على أنظمة الطاقة في فنزويلا، أعلن الرئيس الفنزويلي أن حكومته ستطلق برنامج الخزان الأزرق لتلبية حاجات كل عائلة في البلاد من المياه، في تحدٍّ للعقوبات الأمريكية وعمليات التخريب المتعمّدة لقطاع الطاقة.
وقال مادورو في حديث بث على تويتر: “قرّرت البدء بخطة يطلق عليها اسم الخزان الأزرق التي تهدف إلى إنشاء احتياطي دائم من المياه لكل أسرة”، لافتاً إلى أن الخطة ستنفذ على الفور.
وأدّت عملية تخريب متعمّدة من جانب الولايات المتحدة الخميس الماضي إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في 21 ولاية من أصل 23 في فنزويلا، إضافة إلى العاصمة كاراكاس، وبالتالي حدوث نقص في إمدادات المياه. وحثّ مادورو الفنزويليين على توفير الكهرباء، كما دعا إلى العمل من أجل إحلال السلام في فنزويلا.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى العودة إلى الرشد، والعمل بشكل طبيعي تحت مظلة الأمم المتحدة لعودة الاستقرار إلى فنزويلا، وقالت في بيان: إن “التهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لشركة روس نفط الروسية لتعاونها مع فنزويلا لا معنى لها، فالشركة خاضعة للعقوبات منذ عام 2014، لكنها تواصل العمل بنجاح”.
وأضاف البيان: إنه وفيما “يتعلق بتوسيع واشنطن للعقوبات بسبب تعاون مصرف يفروفينانس موسناربنك مع الشركات الفنزويلية، فإننا نحث الولايات المتحدة على التفكير مرة أخرى، وبدلاً من فرض حظر على الشركات والبنوك الأجنبية عليها أن تنتقل إلى العمل المشترك الطبيعي تحت رعاية الأمم المتحدة للمساعدة في استقرار الوضع في فنزويلا استناداً إلى مبادئ القانون الدولي”.
وتواجه فنزويلا تدخلات أمريكية في شؤونها الداخلية في محاولة لزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية في محاولات مستميتة لإحياء مخططات واشنطن للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على رئيسها الشرعي نيكولاس مادورو الذي يرفض الخضوع لإملاءات الإدارة الأمريكية وسياساتها.
وفي هافانا، أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتسبب بانقطاع التيار الكهربائي في فنزويلا مؤخراً، وقال في تغريدة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “إن العدوان الإجرامي الأمريكي على فنزويلا مستوحى من أبشع الممارسات النازية وهو شبيه بحصار النازيين لمدينة لينينغراد الروسية الذي هدف إلى تجويع سكانها”.