الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بمشاركة وفود عربية.. مهرجان مركزي في حماة بمناسبة عيد المعلم الهلال: المعركة واحدة في مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري

 

حماة- سرحان الموعي – منير الأحمد:

بمناسبة عيد المعلم العربي، وتقديراً لجهود المعلمين ودورهم في مواجهة الفكر الظلامي وبناء الأجيال والإنسان، أقامت نقابة المعلمين، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي، مهرجاناً مركزياً على مدرج دار الأسد للثقافة في مدينة حماة، وذلك بمشاركة عدد من الوفود العربية، ونقل الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب إلى المشاركين في الاحتفال، ومنهم إلى المعلمين في سورية والعالم العربي، تحية ومحبة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، الذي يؤكّد دائماً على دور المعلمين في بناء الوطن وتقدّمه، وأشار إلى أن المعلم كان ومازال المنارة، يقدّم العلم والمعرفة، ويبني الإنسان والوطن، والمعلمون بنوا الوطن بيد، وحاربوا الإرهاب باليد الأخرى، فقدّموا التضحيات والشهداء دفاعاً عنه.
ولفت إلى أن المرحلة القادمة تستدعي الكثير من الجهد والعمل لإعادة بناء وإعمار ما دمّره الإرهاب، وخاصة إعادة بناء المدارس والمنشآت التعليمية، التي ستبقى مراكز إشعاع للنور والعلم والمعرفة، والتركيز على إعمار البنى الفوقية قبل التحتية.
ورحّب الرفيق الهلال بالأشقاء العرب، وأكد أن الشعب العربي في خندق واحد في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الإرهابي، ومعركته واحدة مع الفكر التكفيري الإرهابي، الذي عصف بهذه المنطقة، ويعمل على ضرب هويتها القومية والوطنية، ولفت إلى أن سورية حينما راهنت على الشعوب لم تكن مخطئة، وقد كانت منذ بداية الحرب تميّز بين مواقف الحكام العرب ومواقف شعوبهم الشريفة، التي ترفض كل محاولات الصهاينة للقضاء على العروبة والأمة العربية، مشدّداً على أن سورية ستبقى متمسكة بثوابتها الوطنية والعروبية مهما تعاظمت التحديات واشتدت الخطوب، وستبقى فلسطين قضيتها المركزية، وقد أثبتت أنه عندما يتخاذل الكثيرون تبقى هي رافعة راية الكرامة والعروبة، وسيكتب التاريخ أن شعبها كان المدافع الأول عن القضايا العربية ضد كل أشكال الاستعمار.
وأكد الرفيق الهلال أن الحرب الكونية ضد سورية تختزل صراعاً فكرياً بين الشعب السوري من جهة، وقوى الإرهاب التكفيري والقتل والتدمير من جهة أخرى، وشدّد على أن انتصار سورية الأسطوري- رغم كل الأدوات التي استخدمت في الحرب ضدها – كان بفضل حكمة قائدها السيد الرئيس بشار الأسد، الذي كان خير ربان وقاد السفينة باقتدار في ظل هذه الحرب الشرسة، وبفضل تضحيات جيشها العقائدي، وصمود شعبها الأبي، ودعم الحلفاء والأصدقاء، مضيفاً: قضيتنا قضية حق، وندافع عن كرامة وعزة الوطن والأمة العربية، ولذلك كان النصر حليفنا، وأوضح أن سورية اليوم أكثر عزيمة وإصراراً على متابعة مسيرتها التنموية والاقتصادية، وهي مصمّمة أكثر من أي وقت مضى على تطهير كامل تراب الوطن من دنس الإرهاب، سواء بالعمل العسكري أو بالمصالحات الوطنية.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الشعب السوري قرّر منذ البداية مواجهة الإرهاب، وهو يضحي من أجل خلاصه وخلاص العالم من شرور هذا الإرهاب، لافتاً إلى أن التضحيات التي يقدّمها شعبنا هي على طريق تحرير الإنسانية وصيانة الأعراف والقوانين الدولية، وفي مقدمتها حق الشعوب في الاستقلال وتقرير المصير، مضيفاً: إن الشعب السوري أثبت أنه يتمسك بتقاليده الكفاحية مهما تكالبت قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية عليه، فالامتحان هو نفسه والنتيجة ذاتها، وسورية كانت البلد الأول في المنطقة الذي نال استقلاله بعد كفاح طويل ضد الاستعمار القديم، إلى جانب ما قدّمته للإنسانية من أول حبة قمح، إلى أول محراث، إلى أول سفينة، وكانت البلد الأول في تحقيق إرادة العالم، المتمثّلة في القضاء على الإرهاب، باعتباره الخطر الأكبر على العالم.
وأشار الرفيق الهلال إلى أهمية دور المعلمين في تنشئة الأجيال على حب الوطن، والتحرّر من عقد الجهل والتخلف، والوقوف في وجه الفكر التكفيري، وبناء العقول والنفوس، بعد أن عاثت في سورية، وعلى مدى ثماني سنوات، أيادي الغدر والإرهاب العالمي، وبناء جيل محصّن ضد أي فكر هدّام لتعود سورية رمزاً للتطوير والازدهار.
من جانبه أكد وزير التربية عماد العزب أن المعلمين هم الحامل الرئيسي للعلم والمنتج الأساسي لقوة المعرفة ومربي الأجيال والشريك الأكبر في تكوين العقول وبناء الحضارات في الماضي والحاضر، وأضاف: رغم الحرب الظالمة على سورية، المعلمون لم يكتفوا بالصمود في مدارسهم مع أبنائهم الطلبة، بل شكّلوا رديفاً فعالاً لأبطال جيشنا العربي السوري، وقدّموا الشهداء دفاعاً عن الوطن.
وأكد وحيد الزعل نقيب المعلمين في سورية على دور المعلمين في هذه الظروف في ترسيخ القيم الوطنية، والانتماء الحقيقي للوطن، ومواجهة الفكر المتطرّف، ومعالجة مفرزات الأزمة.
وأوضح هشام مكحل، الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب، أن من يحارب الأمة التي تنجب أبناء كأبناء سورية لابد أن يهزم، فسورية صدّرت العلم والسلام والثقافة للعالم بأسره، مؤكداً دعم المعلمين العرب كافة للوطن الأم سورية التي لم تبخل يوماً بتقديم دماء أبنائها وشبابها فداء للأمة العربية، وأن المعلمين العرب سيبقون مع المقاومة فكراً ونهجاً وممارسة، ومرابطين في خط الدفاع الأول عن هوية الأمة، يذودون عن عملية التربية والتعليم من كل محاولات الاختراق من أجل الأمن القومي العربي، لغة وأرضاً وتاريخاً وثقافة ومقدرات، لتظل البوصلة العربية صوب فلسطين.
من جانبه وجّه خلف الزناتي رئيس اتحاد المعلمين العرب، نقيب المعلمين في جمهورية مصر العربية، التحية لسورية، قائداً وحكومة وشعباً، لصمودها في وجه الإرهاب، مشيراً إلى أن سورية حافظت على المنطقة العربية وحمتها بتصديها للتنظيمات الإرهابية التكفيرية، التي تلقت الدعم الاستخباراتي واللوجيستي والمادي من دول غربية وإقليمية، وأضاف: لقد شكّلت العلاقات بين الشعبين الشقيقين أنموذجاً يحتذى به، حيث يرتبطان بأواصر تاريخية وثقافية وعلاقات متميّزة في المجالات كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تؤكّد المصير الواحد والمشترك، إلى إعادة العلاقات المصرية السورية إلى طبيعتها.
وألقت المعلمة رنا المصري، والدة الشهيد محمد قصي جهاد الحمدي، كلمة أسر الشهداء، أكدت فيها أن رسالة العلم والمعرفة تزينت في وطننا بدماء الشهداء الأبرار من مدرسين وطلاب ضحّوا في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته، وكانت تضحياتهم نبراساً نقتدي به جميعنا، مشدّدة على أن الوطن هو الأمل والكرامة والشرف، والدفاع عنه واجب مقدس.
وتخلل المهرجان افتتاح معرض فني، وفقرات قومية ووطنية من وحي المناسبة قدّمتها فرقة كورال “معهد إعداد المدرسين”، وفيلم وثائقي بعنوان “أبجدية الحياة”، ومسرحية غنائية بعنوان “أمي سورية” لطلائع البعث، ورقصات فلكلورية لفرقة طلائع البعث، وتكريم أسر الشهداء من الأسرة التربوية في جميع المحافظات السورية.
حضر المهرجان الرفيقان ياسر الشوفي وعمار السباعي عضوا القيادة المركزية للحزب والدكتور بسام إبراهيم وزير التعليم العالي وفعاليات حزبية ورسمية وشعبية.

لقاء قيادات المعلمين في المحافظات

كما التقى الرفيق الهلال قيادات فروع نقابة المعلمين في المحافظات، وأكد أهمية دور المعلمين في تحصين جيل المستقبل ضد الفكر التكفيري المجرم والهدّام، ونشر قيم المحبة والتسامح، بالتوازي مع تطوير مهارات الطلاب المعرفية والوجدانية والعلمية والاجتماعية، مشدّداً على أن مرحلة البناء والإعمار تبدأ ببناء الإنسان أولاً، الذي يعد الرافعة الحقيقية والقاعدة الأساس لهذه المرحلة، وقال: إنه عندما توجد الإرادة والتصميم نفعل المستحيل، وعلى المعلمين مسؤولية أخلاقية كبيرة، وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن التفرّد، والعمل بسياسة المؤسسات، لتكون مصلحة الوطن فوق كل شيء.
من جانبه أشاد الرفيق الشوفي بجهود الكادر التربوي، الذي ظل صامداً خلال سنوات الحرب، وعمل في ظروف صعبة واستثنائية، معرباً عن ضرورة تضافر الجهود من أجل الشهادات العليا الصادرة عن الجامعات السورية، وتهيئة الظروف والأجواء المناسبة لحسن سير العملية الامتحانية القادمة.
وقدّم وزير التربية عرضاً تفصيلياً عن واقع عمل الوزارة، مشدداً على ضرورة تقديم الدعم لترميم المدارس في المناطق المطهرة، ورفدها بالكوادر اللازمة لمحو ما بثه أعداء الأمة في عقول أبنائنا من أفكار الإرهاب والتطرف والتكفير.
وتركّزت مداخلات الحضور حول دراسة زيادة أجور المعلمين وإحداث معاهد لإعداد المدرسين في ريف حلب المحرر، وإعادة التوصيف لوظيفة المرشد النفسي.
حضر اللقاء وزير التعليم العالي.