شويغو: استقرار الوضع في سورية أولوية مؤتمر موسكوالجيش يحبط هجمات إرهابية على ريف حماة
في إطار ردها على خروقات الإرهابيين المتكرّرة لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، قضت وحدات من الجيش العربي السوري على مجموعات إرهابية حاولت التسلل والاعتداء على النقاط العسكرية والمناطق الآمنة بريف حماة الشمالي، فيما عثرت الجهات المختصة، وخلال متابعة تمشيطها المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب، على أسلحة وذخائر، بعضها غربي الصنع، من مخلفات التنظيمات الإرهابية بريف حمص الشمالي.
فقد نفّذت وحدات من الجيش رمايات دقيقة بعد رصدها تحركات لآليات تابعة لإرهابيي “جيش العزة” في بلدتي اللطامنة ولطمين بالريف الشمالي، وأسفرت الرمايات عن إيقاع 10 قتلى من إرهابيي “جيش العزة”، الذي يضم مئات المرتزقة الأجانب، وتدمير عدد من آلياتهم وأسلحة وذخيرة كانت على متنها.
كما رصدت وحدات من الجيش تحرّك مجموعات إرهابية انطلقت من الأطراف الشرقية لقرية لحايا، وتحرّكت باتجاه نقاط عسكرية ومناطق آمنة بريف حماة الشمالي للاعتداء عليها، وتعاملت وحدات الجيش مع المجموعات الإرهابية المتسللة بالأسلحة المناسبة، وقضت عليها، ودمّرت ما بحوزتها من أسلحة وذخائر. وفي منطقة سهل الغاب بالريف الشمالي الغربي، دمّرت وحدة من الجيش أوكاراً للمجموعات الإرهابية في قرية جسر بيت الراس، وقضت على العديد من أفرادها.
كما دمّرت وحدات الجيش بضربات صاروخية ومدفعية أوكاراً لإرهابيي “جبهة النصرة” في كفرزيتا رداً على اعتداءاتهم بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي.
واعتدت المجموعات الإرهابية، أمس، بعدد من القذائف الصاروخية على منازل الأهالي في بلدة شطحة بالريف الشمالي، وتسببت الاعتداءات الإرهابية بوقوع دمار في منازل المواطنين وممتلكاتهم.
وفي حمص، عثرت الجهات المختصة خلال استكمال أعمال تأمين القرى والبلدات بريف حمص الشمالي على كمية من الأسلحة والذخائر من مخلفات الإرهابيين كانوا يستخدمونها للاعتداء على النقاط العسكرية والمدنيين الآمنين في القرى المجاورة، ومن بين الأسلحة صواريخ ورشاشات متوسطة وبنادق حربية وقناصات، بعضها غربي الصنع، إضافة إلى أجهزة بث فضائي.
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مؤتمر موسكو الدولي الثامن للأمن سيناقش الوضع في الشرق الأوسط، وسيركّز على استقرار الوضع في سورية.
وفي كلمة إلى الضيوف والمشاركين في المؤتمر، الذي سيبدأ أعماله في نيسان القادم نشرت على موقع وزارة الدفاع الروسية الالكتروني أمس، قال شويغو: “ستتم خلال المؤتمر مناقشة الوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على الاستقرار الشامل للوضع في الجمهورية العربية السورية، إضافة إلى بحث قضايا حفظ السلام، وتوسيع التعاون العسكري والأمن الإقليمي في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية”.
وأشار شويغو إلى أنه إلى جانب الجلسات العامة التقليدية وأقسام المناقشة سيتم تنظيم اجتماعات المائدة المستديرة، حيث يمكن للخبراء تبادل الآراء فيها حول القضايا الراهنة للأمن العالمي والإقليمي.
وتنظم وزارة الدفاع الروسية سنوياً خلال شهر نيسان مؤتمر موسكو للأمن الدولي بمشاركة عدد كبير من الدول.
وشارك في مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي وفود من 95 دولة بينهم 30 وزيراً للدفاع و15 من رؤساء الأركان العامة ونواب وزراء دفاع وممثلو منظمات دولية وعدد كبير من الخبراء في مجال الأمن.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال ألكسندر فومين أن مؤتمر موسكو حول الأمن الدولي سيبحث هزيمة الإرهابيين في سورية، وسيركّز أيضاً، وفق فومين، على “تقييم تهديدات انتقال الإرهابيين” إلى بلدان أفريقيا وآسيا.
وأوضح فومين في إحاطة صحفية للملحقين العسكريين الأجانب في موسكو أنه سيتم تخصيص إحدى الجلسات العامة لمواضيع الشرق الأوسط حول هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي وتسوية الأزمة وإعادة الإعمار في سورية بعد انتهاء الحرب عليها، إضافة إلى عدد من الجوانب المهمة كمسألة الهجرة غير الشرعية، وأشار إلى أنه من المزمع أيضاً مناقشة المشكلات التي تواجهها ليبيا وآفاق حل الأزمة فيها وهجرة اللاجئين الأفارقة إلى أوروبا والتهديد الناشئ عن انتشار الإرهاب في دول أوروبا. وبيّن فومين أن طاولة مستديرة ستعقد على هامش المؤتمر المقرر في الفترة بين الـ23 و الـ25 من الشهر المقبل بشأن “التعاون العسكري والأمن الإقليمي”، قائلاً: إنه “سيتم تخصيصها بشكل أساسي لبحث قضايا الأمن في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وللجوانب المختلفة للتعاون العسكري والعسكري التقني مع دول المنطقة”.
وفي وقت سابق، جدّدت روسيا والصين دعوتهما للقضاء النهائي على الإرهاب في سورية ودعمها المستدام لتعجيل التسوية السياسية للأزمة فيها على أساس القرار الدولي رقم 2254.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان بأن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى سورية شيه شياويان شددا خلال لقائهما في موسكو على “ضرورة القضاء نهائياً على الوجود الإرهابي على الأراضي السورية، وتقديم المجتمع الدولي الدعم لعودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وإعادة الإعمار فيها مع ضمان سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”، وأوضح البيان أن الجانبين أعربا عن الرضا عن فعالية التنسيق السياسي الخارجي الوثيق حول سورية بينهما لجهة الدعم الصيني والروسي للحل السياسي للازمة فيها على أساس قرار مجلس الأمن الدول رقم 2254.
ويؤكّد القرار 2254 الذي أقره مجلس الأمن الدولي بالإجماع أن السوريين هم من يحددون مستقبل بلادهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي.
وفي بيروت، أعلن مدير المديرية العامة للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن المديرية مستمرة في تنظيم عودة المهجرين السوريين إلى مناطقهم وتسهيلها بالتنسيق مع الدولة السورية.
وأوضح إبراهيم أن تنظيم عودة المهجرين يجري “بما يضمن سلامتهم والعودة الآمنة لهم مع تأمين جميع الحاجات اللوجستية لهذه العملية تخفيفاً لمعاناتهم، وكل ذلك يتم بالتنسيق مع الدولة السورية”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون جدد خلال لقائه بيدرسون دعوته إلى العمل جدياً لإعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم، مؤكداً أن سورية بدأت تستعيد أمنها واستقرارها.
وفي حديث خاص إلى وسائل الإعلام الروسية بمناسبة زيارته المرتقبة إلى موسكو مطلع الأسبوع المقبل، جدّد الرئيس عون التأكيد على ضرورة العمل لإعادة المهجرين السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن بعض الأطراف في المجتمع الدولي يتحمّل المسؤولية عن وضع العراقيل بوجه عودتهم.
وحمّل عون المجتمع الدولي المسؤولية عن “السعي إلى أخذ المهجرين رهينة”، كاشفاً أن هناك “ضغوطاً دولية تمارس على لبنان وبعض الدول من أجل ربط قضية إعمار سورية وعودة المهجرين إليها بالحل السياسي للازمة”.
كما بحث رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أمس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة وقضية عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وأشار بري إلى وجود مصلحة لبنانية سورية بعودة المهجرين بفعل الإرهاب إلى بلدهم سورية في أقرب وقت، مؤكداً أن التعاطي مع الذين عادوا بإرادتهم كان تعاطي الوطن مع مواطنيه، ويجب بذل كل الجهود لحل هذا الموضوع.
وفي مصر، جدد حسن ترك رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي تضامنه مع سورية في مواجهتها للإرهاب وتصديها للمؤامرة التي تتعرض لها المنطقة العربية بأسرها، وقال: “إن سورية حافظت على المنطقة العربية، وحمتها بصمودها وتصديها للتنظيمات الإرهابية التي تلقت الدعم الاستخباراتي واللوجيستي والمادي من دول غربية وإقليمية”، وأدان بشدة الاعتداءات والجرائم التي يرتكبها التحالف غير الشرعي الذي تقوده واشنطن ضد السوريين، داعياً الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب قواتها فوراً من كافة الأراضي السورية.