زياد قات.. أعمال صاغتها الخبرة والعاطفة
ضم معرض الفنان زياد قات الذي افتتح مؤخرا في صالة كامل للفنون مجموعة من أعماله النحتية المنفذة خلال السنوات الماضية وقد تنوعت الخامات من خشب وبرونز وبولستر وغيرها، وتعود تجربة قات إلى سنوات طويلة قضاها في أعمال النحت والبحث عن خصوصية لتجربته التي يميزها التنوع في التقنيات وفي الموضوع، كما تتصف بالجدية والمثابرة.
ويعرف فن النحت بأنه فن مكلف على المستوى المادي حيث قيمة الخامات وندرة توفرها وارتفاع تكاليف بعضها، فضلا على ضرورة المكان “المحترف أو المشغل” حيث البيئة الصحيحة لإنجاز العمل النحتي، وربما يقتصر نشاط بعض النحاتين على تنفيذ الأعمال الصغيرة، أما الأكبر من ذلك فتحتاج إلى دعم من قبل مؤسسات، أو تنفذ خلال ملتقيات محددة متخصصة ترعاها الجهة الرسمية.
استطاع الفنان قات رغم ظروفه إنجاز حصيلة طيبة من الأعمال التي توزعت في معرضه الجديد بعد غياب طويل، وقد تميزت هذه الأعمال باللطافة والتنوع كما تتصف هذه التجربة بجانبيها التزييني الحرفي وتوفر لغة بحث واضحة تسعى إلى التأليف بما تسمح به إمكانيات الخامة كالخشب والبرونز، كما نلحظ نزوع الفنان نحو خطاب بصري محافظ على أسس فن النحت حيث القوام الثابت والمرتكز على قاعدة مدروسة مع مراعاة حضور العمل وإخراجه النهائي في دلالة واضحة على خبرة الفنان الأصيلة التي لم تغويها نزعات التجريد أو الحداثة، مكتفيا بالتلخيص حينا وبالتوشيح والزخرفة أو كتابة بعض الأدبيات على سطح العمل لتقريبه من المتلقي وجعله محببا ومألوفا للعين.
أكسم طلاع