265 مليون ليرة تعويضات للفلاحين عن الأضرار
طرطوس – رشا سليمان
تعرض المحصول الزراعي في طرطوس هذا العام لأضرار كبيرة جراء العواصف والأمطار الغزيرة التي أثرت في عدد من المرات سلباً على المحاصيل، وكانت نسب الضرر التي تعرضت لها المزروعات بليغة حيث تضرر البعض منها بالكامل مخلفة خسائر مادية فادحة، وربما حرمت بعض الأسر من مصدر عيشها الوحيد، وكان لزاماً على الجهات المعنية التعويض خاصة أن الأسعار أيضاً في سوق الهال لا تتناسب مع تكلفة المحاصيل. وبحسب م.علي يونس مدير زراعة طرطوس فإن معظم الأضرار التي لحقت بالموسم الزراعي الحالي اقتصرت على الزراعة المحمية والخضروات المكشوفة، وبلغ عدد البيوت المتضررة /7356/ بيتاً محمياً مزروعاً بالبندورة والفليفلة والباذنجان والكوسا والفاصوليا والفريز والخيار من أصل /129016 / بيتاً مستثمراً موزعاً معظمها في طرطوس وبانياس وصافيتا، وحسب التقديرات الأولية كانت نسبة الضرر ما بين 20 – 100% تركزت في منطقتي طرطوس وبانياس وصافيتا ناتجة عن الأمطار الغزيرة والعواصف المطرية الهوائية القوية (تنين).
ولفت يونس أنه يتم التعويض عن طريق صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية، وتقوم دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية بالتعويض عن الخسائر المادية والأضرار التي تصيب الإنتاج الزراعي بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية أو الأحوال المناخية، البيئية والحيوية من ( صقيع، برد، عواصف، سيول، فيضانات، موجات حر شديدة، عواصف غبارية..) وفق شروط ونسب معينة، وينجم عنها خسائر تزيد عن 50% في الإنتاج الزراعي، إضافة لتجاوز المساحة المتضررة /5/% من مساحة الوحدة الإدارية بالنسبة للإنتاج النباتي، ويحسب التعويض من تكلفة الإنتاج فقط، لا يشمل ذلك المناطق المعلنة أضراراً عامة.
وبين مدير الزراعة أنه تم صرف تعويضات مالية في هذا الموسم لمزارعي التبغ والتفاح والكرز والحمضيات الذين تضرر إنتاجهم نتيجة موجة البرد والسيول التي حدثت بتاريخ 12 أيار 2018 في قرى من مناطق القدموس وبانياس والشيخ بدر والدريكيش، وقد بلغ عدد المزارعين المحققين لشروط التعويض والذين نالوا التعويض عن ذلك /5241/ مزارعاً متضرراً بمبلغ / 265389464/ ليرة. وأشار إلى وجود لجان دائمة في كل منطقة من مناطق المحافظة تسمى لجان المناطق للكشف عن الأضرار والمتضررين، وتحديد حجم الضرر المباشر على الإنتاج الزراعي نتيجة الكوارث الطبيعية والجفاف، وهي مشكلة من عدة جهات وبصفاتها الاعتبارية، وتعمل منذ سنوات بنفس الطريقة، وهذا الموسم بتاريخ 12-5-2018 حدثت أضرار متفاوتة الشدة حسب المناطق والقرى ما بين البرد والأمطار الشديدة وتشكل السيول أو الغمر في بعض المناطق، وقد تلقت تلك اللجان في المناطق عبر الوحدات الإرشادية التي تغطي كامل مساحة المحافظة طلبات المزارعين المتضررين للحصول على التعويضات التي تقدمها وزارة الزراعة عبر مديرية صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية كما هو معروف لدى المزارعين. وحول محصول الزيتون للعام الحالي والضرر الذي لحق مزارعي الزيتون ومطالبتهم التعويض بين يونس أنه تقدم عشرات مزارعي الزيتون بطلباتهم تلك، وقامت اللجنة المختصة بالقيام بالكشف الحسي، وكانت نسب الضرر لديهم قليلة لا تحقق شروط التعويض، لافتاً إلى أن المعروف أن شجرة الزيتون تتصف فسيولوجياً بظاهرة المعاومة، وهي عدم انتظام الحمل وموسم العام الماضي كان غزيراً في الإنتاج وفي أدناه عموماً في كل مناطق المحافظة هذا العام بغض النظر عن حدوث البرد بتاريخ 12-5- 2018، وكان في مرحلة الإزهار وبداية العقد أو قبل ذلك حسب ارتفاع المناطق عن السطح كما في المناطق التي حدثت فيها الأضرار، وأضاف أن عمليات تقدير الإنتاج الأولي تنفذها الوزارة ومديريات الزراعة رسمياً في أواخر شهر تموز وبداية شهر آب؛ لأن الزيتون كما هو معروف علمياً يخضع لتساقط صيفي حزيراني كبير ولا يمكن تقدير أو إصدار تقديرات الإنتاج الأولية إلا بعد مرور هذا التساقط. مبيناً أن هذا العام كان استثنائياً من حيث الشتاء الدافئ والصيفي المعتدل وامتداد الهطول حتى الصيف، حيث شجع انتشار ذبابة ثمار الزيتون أكثر من الأعوام الماضية، علماً أن وزارة الزراعة تقدم مجاناً منذ أعوام طويلة حتى الآن المواد اللازمة لنشر المصائد لهذه الذبابة، ولكن قلة قيام المزارعين بتعليق المصائد والاهتمام بالمحصول هذا العام، وأن الإنتاج قليل جداً في أغلب المناطق نتيجة ظاهرة المعاومة، زاد انتشار هذه الآفة وتردي النوعية الناتجة، ولا تتناسب الأسعار مع التكلفة ودور الزراعة توجيهي وإرشادي وخدمي، وسيتم خلال الخمس سنوات القادمة عن طريق مشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا الاستغناء عن الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي خلال عام 2023.