الإعلام الغربي لا يشكك بالمزاعم المؤيدة للحرب!
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع: فاير 21/3/2019
على الرغم من المعرفة الأكيدة لوسائل الإعلام الغربية بكذب وفبركة واختلاق الإدارة الأمريكية ومسؤوليها قصصاً بهدف تغيير الأنظمة، لا تزال هذه المنافذ تنشر القصص التي يقدّمها المسؤولون الأمريكيون دون التحقّق من صحتها، ودون أن تقدم أي تشكيك بالمصادر الرسمية التي باعتهم القصة.
على الأرجح أصبح معلوماً زيف لقطات الفيديو التي انتشرت أواخر شباط عن الأحداث الجارية في فنزويلا، وخاصة حرق شاحنات الطعام والدواء، واتهام قوات الرئيس مادورو بهذا العمل. وبعد أسابيع ذكرت صحيفة نيويورك تايمز (10/3/2019) أن قوات مادورو لم تضرم النار بالشاحنات التي تحمل المعونات الإنسانية، ولكن من قام بذلك كان المحتجون المناهضون لمادورو الذين ألقوا بقنبلة مولوتوف، واستعرضت التايمز القصة المزيفة التي مرّرها المسؤولون الأمريكيون لوسائل الإعلام التي ذكرتها ببساطة كحقيقة دون أي تحقيق.
لقد فضحت التايمز القصة وفتحت الطريق لنشر الكذبة حول العالم، لكن للأسف وسائل الإعلام التجارية هذه لن تعود أبداً، خلال مليون عام إلى أي من هؤلاء المروّجين للكذب وتطالب بمعرفة الحقيقة التي لا جدال حولها أن خصوم مادورو هم المسؤولون عما حصل، وهم من يجب أن يلاموا. والأكثر من ذلك هو أن عملية نشر ومعالجة الأنباء هنا التي تجري بشكل سطحي لن يتمّ إعادة النظر فيها.
بعد كل شيء، أصبحت هذه القصة الكاذبة جزءاً من قصة مزيفة أخرى: هي أن الحكومة الفنزويلية تمنع المساعدات الإنسانية اللازمة للبلاد. لكن الحقيقة أن الحكومة الفنزويلية سمحت ولا تزال تسمح بدخول المساعدات إلى بلادها من دول لا تهدّد ولا تعمل للإطاحة بالرئيس المنتخب بانقلاب خارجي. لقد تحدّت مجموعات من الصليب الأحمر مزاعم الولايات المتحدة التي لا أساس لها بشأن الشواغل الإنسانية، واعترفت الإذاعة الوطنية (NPR 16/2/19) بأن التحركات الأمريكية ليست مجرد أنشطة إنسانية، ولكنها “ترمي لتغيير النظام في فنزويلا”، ولهذا السبب فإن الكثير من المنظمات الإنسانية الدولية لا تريد أن يكون لها علاقة بها.
الدلائل كثيرة على أن المتظاهرين المعارضين في الواقع هم الذين أحرقوا الشاحنات، ولكن كما حدث مع أولئك الذين أثاروا تساؤلات حول وجود أدلة على امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، أو حول العراقيين الذين أخرجوا الأطفال من الحاضنات، أو إطلاق فيتنام الشمالية النار على سفن أمريكية في خليج تونكين، فهي جميعاً تمّت فبركتها عن طريق وسائل الإعلام التي ضغطت بقوة لنشر القصص المزيفة دون تقدم أي تشكيك حول المصادر الرسمية التي باعتهم القصص!.
ستبقى المصادر الرسمية مركزية وستظل تلك الأسئلة المطروحة هامشية. أولئك الذين لا يستطيعون تصديق أن الحكومة الأمريكية تعمل بدعم من وسائل الإعلام التجارية ، لإنشاء قصة زائفة للضغط على الرأي العام لدعم حرب أخرى على دولة أخرى.