اقتصادزواياصحيفة البعث

“طاقة” المصالح!

 

مما لا شك فيه أن ما اطلعنا عليه من “معلقات المازوت”، التي تناطحت فيها غرفتا صناعة دمشق وحلب، وتحديداً لناحية ما أعلن من سعر للتر الواحد من المادة، لا ينبئ بالخير، بل يشي بوجود الكثير من الأمور الخفية التي لا يظهر منها شيء، إلاَّ ما يُراد له الظهور..!

لن نستغرق ونجتهد بالتحليل لما قرأنا، وبالتالي النوايا المبيتة المستترة تحت أغطية المصالح والمضاربات المتضاربة، لكن وبحكم ما تيسر لنا من معلومات، سنحاول تناول الأمور كما طرحت، لنسأل بعدها السؤال الذي بالطبع لن نجد له جواباً، كما لن نجد ذلك المُنجد (الذي حتى إن أراد الدلو بدلوه فيما يحدث)، القادر على تفسير ما يجري في دهاليز الصفقات الصناعية.

ولعل عدم عثورنا على الجواب والمُجيب الشافي والكافي، مرده إلى أن “الكل” مستفيد مما يتم، ولا نستثني أحداً، بينما المواطن المغلوب على أمره “مثل الأطرش في الزفة”، كما يتردد على لسان العامة حالياً، وجل ما يستطيعه في مثل هكذا علاقات اقتصادية، مشوهة هو الدعاء ألاَّ يصيبه من ذلك “الصراع الصناعي”، مصيبة أكثر مما هو فيه..!

حالة من الذهول فعلاً، لا يستطيع أحد نكرانها ، ففي الوقت الذي لم تفِ “تكامل الذكية”، ومن خلفها شركة “محروقات” والوزارة التابعة لها، بما أقرته من مخصص شتوي مستحق له وهو الـ400 لتر مازوت على دفعتين، نجد صهاريج القطاع الخاص تتدفق للسوق تحت عنوان تأمين الطاقة لتشغيل صناعتنا وصناعيّينا في هذا القطاع…!

وليت الأمر يتوقف عند ذلك لكان الموضوع مفهوماً ومهضوماً وحتى مقنعاً، لكن أن تعلن غرفة صناعة دمشق سعر لتر مازوتها بـ475 ليرة سورية، لترد عليها غرفة صناعة حلب بإعلانها عن سعر 293 ليرة للتر الواحد، ولإثبات جديتها وأنها لا “تمزح” أبداً، تدعو صناعيي محافظة حلب للتواصل معها لتأمين ما يحتاجونه من المشتقات النفطية وبأفضل الأسعار، وبالتعاون مع شركة (B.S) الخاصة، والتي عادت للتوزيع مؤخراً بالسعر الحكومي الرسمي وعن طريق الغرفة، فهو أمر يضع العقل بالكف..!؟

إعلان وإعلان مضاد وبفارق سعري يصل لـ182 ليرة بين الغرفتين، يضعنا أمام احتمالين لا ثالث لهما: إمَّا أن أزمة المازوت عامة أزمة حقيقية لكن من نوع آخر، وإمَّا أن هناك ” قوى” سوقية خفية تصطنع الأزمات لجني الثروات!!

الأهم والذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد (كي لا تتدحرج الأمور إلى ما هو أسوء وأخطر)، هو الاعتراف بأن هناك قضايا ذات ارتدادات قاسية، لا يجب السكوت عنها وعن أصحابها، و،لاسيما أنهم يحاولون الظهور بأوزان ثقيلة..!

يقول قائل: إن “طاقة” المصالح.. لن تبقي للمواطن أي طاقة..!؟

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com