المطارنة الموارنة يرفضون إعلان ترامب.. الأمم المتحدة: الجولان أرض سورية وقفات الغضب تتواصل في المحافظات: لن نتخلى عن أي شبر من أرضنا المحتلة
عمّت وقفات الغضب، أمس، كافة المحافظات رفضاً لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الجولان السوري المحتل، فيما جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التأكيد على أن الجولان أرض سورية محتلة، في وقت أكد المطارنة الموارنة في لبنان أن إعلان ترامب يشكّل خرقاً للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
ففي مدينة السويداء نظّمت فعاليات شبابية وشعبية وقفة احتجاجية، أكد المشاركون فيها أن الجولان المحتل سيبقى عربياً سورياً وتحريره قادم لا محالة بإرادة شعبنا وجيشنا الباسل، وشدّدوا على أن الجولان صامد بأهله، ولا أحد يحدّد مصيره إلا الشعب السوري، الذي يواجه أقوى الهجمات الاستعمارية منذ عقود، وأشاروا إلى أن إعلان ترامب ليس له أي اعتبار لدى أبناء الشعب العربي السوري، الذين لن يتخلوا بأي شكل من الأشكال عن أرض الجولان، والذي ترخص في سبيل تحريره كل التضحيات.
كما ندّد فلاحو دمشق وريفها، خلال وقفة احتجاجية نظّموها أمام مبنى مديرية زراعة ريف دمشق على أوتستراد صحنايا، بإعلان ترامب المخالف للقوانين الدولية، وشدّدوا على رفض كل أشكال التدخل الخارجي التي من شأنها المساس بسيادة سورية على أراضيها واستقلالها، مؤكدين أن أرض الجولان عائدة ولن يزرعها إلا فلاحوها السوريون.
وأكد العاملون في القطاع الزراعي بريف دمشق، من فلاحين وفنيين وعاملين، دعمهم لأهلنا في الجولان السوري المحتل ورفضهم لتصريحات ترامب الهوجاء، وأضافوا: “كما انتصرنا بعد 8 سنوات من الحرب الإرهابية، فنحن قادرون أن نحقق النصر، ونستعيد حقوقنا بهمة الجيش العربي السوري”، وأشاروا إلى أن إعلان ترامب لن يغيّر من حقيقة أن الجولان المحتل عربي سوري، والجيش العربي السوري كما حرّر أراضي الوطن من الإرهاب سيحرّر قريباً الجولان السوري المحتل من أيدي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
في سياق متصل نظّمت الهيئة الأهلية الفلسطينية وقفة احتجاجية أمام مبنى الهيئة في ببيلا بريف دمشق، حمل المشاركون فيها الأعلام الوطنية الفلسطينية والسورية، ولافتات تندد بإعلان ترامب، وتؤكّد أن الجولان أرض عربية سورية محتلة ستتحرر وتعود إلى الوطن بهمة أبنائه وجيشه البطل.
وأشار المشاركون إلى أن وقفة اليوم تأكيد على رسوخ العنوان في إرادة وقلب كل فلسطيني، وتأكيد على متابعة النضال بكل الوسائل والسبل، وأكدوا أن الجولان عربي سوري وملك لسورية وأبنائها، ولا يمكن لأي أحد في العالم أن يتحدّث باسم أهله أو يتنازل عنه، وأضافوا: إن ما حدث في سورية، ويحدث ليس مجرد أمر طارئ تمّ ويتم توصيفه بمسميات شتى تحت ذرائع عديدة، بل هو حقد دفين ومحاولات حثيثة للنيل من آخر جدار منيع صامد في وجه كل المؤامرات على الأمة العربية.
عدد من الأطفال عبّروا عن رفضهم لإعلان ترامب اللامسؤول بحق الجولان السوري المحتل، مؤكدين أن الجولان أرض سورية وستبقى.
انحياز صارخ وأعمى لـ “إسرائيل”
وفي حماة نفّذت الكوادر التدريسية والإدارية والطلابية في الجامعة وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة للتعبير عن رفضهم القاطع لإعلان ترامب، وأكدوا أن الجولان أرض عربية سورية دون منازع، ولن يؤثّر الإعلان الأمريكي الباطل في هذه الحقيقة الساطعة كالشمس، وأشاروا إلى أن الإعلان انحياز صارخ وأعمى لـ “إسرائيل”، وتأكيد على غطرسة واستبداد الولايات المتحدة الأمريكية تجاه البلدان والشعوب وخرقها الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة، وطالبوا دول العالم الحر بالتحرّك ضده بما يعرّي السياسة الأمريكية الرعناء والمنحازة، وأضافوا: إن إعلان ترامب لا يستند لأي قواعد قانونية او أخلاقية، ويجافي الحقائق التاريخية والجغرافية، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً، ما يجعله دون قيمة أو أثر على أرض الواقع، ويعزّز من حقيقة أن الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” تضربان بعرض الحائط الشرعية الدولية، ولا تقيمان أي وزن للمعايير الإنسانية والأخلاقية.
وعبّر المشاركون في الوقفة عن رفضهم المطلق للإعلان، الذي يتماهى ومصالح الصهيونية والامبريالية العالمية، مؤكدين أنه لن يزيد سورية، قيادة وجيشاً وشعباً، إلا تصميماً وثباتاً على استرجاع هذا الجزء الغالي من التراب السوري المغتصب، الذي مهما مرّت السنون لن تغيّر من هويته وانتمائه للوطن الأم سورية.
كما نظّم أهالي منطقة القصيبة والقرى التابعة لها بريف القنيطرة الجنوبي وقفة احتجاجية، مؤكدين أن الجولان أرض سورية لا يحق لأحد انتزاع هويته، ولا إخفاء حقيقة أنه جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية.
ورفع المشاركون الأعلام الوطنية، وردّدوا الشعارات التي تؤكّد عروبة الجولان المحتل وحتمية عودته إلى السيادة الوطنية السورية بهمة أبنائه وأبطال الجيش العربي السوري، وأكدوا أن إعلان ترامب باطل ولا مصداقية له، لأنه يتناقض مع القوانين والمواثيق الدولية، مشدّدين على أن سورية التي حققت الإنجازات على الإرهاب هي اليوم أكثر عزيمة على استكمال تحرير أراضيها، وأشاروا إلى إعلان ترامب لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به.
قادمون لتحرير أرضنا المحتلة
وفي القنيطرة، نظّمت جمعيتا المبرات الخيرية لأبناء الجولان ونور للإغاثة والتنمية وقفة احتجاجية أمام مقر نقابة المقاولين بمدينة البعث، أكد المشاركون فيها، والتي تأتي ضمن أنشطة اليوم الثاني لفعالية “الجولان لنا”، أن إعلان ترامب باطل ولا أثر قانونياً له على الأرض، التي عمّدها أبناء سورية بدمائهم الطاهرة، وأوضحوا أن إعلان ترامب ينسجم مع المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، والجولان السوري المحتل سيعود إلى السيادة الوطنية السورية رغم أنف المحتل وداعميه، وأضافوا: إن فعالية اليوم هي رسالة للعدو الإسرائيلي بأننا قادمون لتحرير أرضنا المحتلة بأرواحنا ودمائنا التي ما بخل آباؤنا بتقديمها في سبيل عزة واستقلال سورية.
وفي الحسكة، ندّدت الفعاليات الرسمية والشعبية، في وقفة نظّمت في ساحة السيد الرئيس وسط المدينة، بإعلان ترامب، مؤكدة تضامنها مع أهلنا الصامدين، ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تؤكّد هوية الجولان السوري، ورفض كل مخطط يستهدف الجغرافيا السورية، مشددة على حتمية النصر وعودة الجولان إلى الوطن الأم سورية.
وبيّن عضو مجلس الشعب الشيخ حسن المسلط أن الجولان عربي سوري، والشعب السوري اليوم يقول كلمته وينتفض رفضاً لإعلان ترامب، وليؤكّد إصراره على النضال والمقاومة حتى استعادة الجولان المحتل، فيما أكد عضو مجلس الشعب الشيخ علاء الدين حمد الرزيكو أن الإعلان الأمريكي الباطل ضد جولاننا ما هو إلا حلقة جديدة من فصول المؤامرة على سورية، واليوم جئنا لنقول لكل العالم: إن الجولان سيبقى سورياً، وهو في قلب كل أبناء الوطن الشرفاء.
وأكد عدد من المشاركين أن الجولان سيبقى القضية الأهم بالنسبة لكل السوريين، ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرض سورية، وأشاروا إلى أن إعلان ترامب يأتي في إطار ضمان أمن كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هيهات، فالشعب السوري، بقيادته وجيشه، سيقول كلمته في الوقت المناسب، وسيحرّر الجولان من غطرسة الكيان الصهيوني الغاشم.
الجولان حق سوري لا يسقط أبداً
وفي حمص نفّذت فعاليات شعبية ورسمية وطلبة مدارس وقفة احتجاجية أمام الساعة الجديدة وسط المدينة، مؤكدين أن الجولان السوري المحتل عربي سوري، وسيبقى سورياً، وإعلان ترامب الأرعن ساقط ومخالف للقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، وهو يصب في صالح الكيان الصهيوني، ولن يكون له أي أثر، والشعب السوري أكثر عزيمة وإصراراً على استعادة الجولان وتحريره، وعودة كل شبر منه إلى حضن الوطن، وأضافوا: إن إرادة وتضحيات جيشنا البطل أفشلت كل المخططات الخبيثة وستفشل كل تبعاتها، وأشاروا إلى أن جميع السوريين سيقفون في وجه الظلم والعدوان، وسيتمّ استرجاع الجولان وكل شبر من أراضينا، فنحن أصحاب الحق والسيادة على أرضنا، والجيش العربي السوري الذي حقق الانتصارات في مواجهة الإرهاب قادر على استرجاع الجولان.
وفي درعا نظّم العاملون في مديرية صحة درعا وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية، أكد المشاركون فيها أن السوريين لا يعترفون بإعلان ترامب، الذي لا يعنيهم بشيء، فالجولان سيبقى أرضاً عربية سورية، شاء من شاء وأبى من أبى، وأشاروا إلى أن هذه الوقفة تعبير واضح من أبناء درعا عن رفضهم القاطع لهذا الإعلان، الذي يجافي الحقائق، ويتعارض مع القرارات والمواثيق الدولية.
وفي دير الزور ندّد العاملون في مديرية الزراعة بالمحافظة بإعلان ترامب.
ورفع المشاركون خلال الوقفة الاحتجاجية أعلام الوطن، ولافتات تحمل عبارات الرفض لهذا القرار، والتأكيد على أن الجولان أرض سورية، مطالبين المجتمع الدولي بالوقوف بحزم في وجه العنجهية الأمريكية وانحيازها الواضح للكيان الصهيوني.
وشدد عدد من المشاركين على أن الجولان أرض عربية سورية، وإعلان ترامب الباطل وغير الشرعي لم ولن يغيّر هذه الحقيقة الراسخة، وأشاروا إلى أن الإعلان جاء خدمة للصهاينة، فهو يخالف الحقائق التاريخية والجغرافية، ولا يستند لأي قواعد قانونية أو أخلاقية، وأضافوا: إن الجولان سوري وسيبقى كذلك، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يحق لأي شخص في العالم أن يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق.
وفي طرطوس نظّمت مديرية الخدمات الفنية وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة رفضاً وتنديداً بإعلان ترامب، رفع المشاركون فيها لافتات تستنكر إعلان ترامب، وتؤكّد على وحدة الأراضي السورية وصمود الشعب السوري، وشددوا على أن كل قرارات العالم لن تغيّر من جغرافية الأرض السورية، ولن تزيد الشعب السوري إلا قوة وإرادة.
دولياً، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التأكيد على أن الجولان “أرض سورية محتلة”.
وقال غوتيريس، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري حول تعامل الأمم المتحدة مع الإعلان الأمريكي الأخير حول الجولان: “إن الجولان أرض سورية محتلة.. وستعمل الأمم المتحدة للحفاظ على سلامة الأراضي السورية”، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية “تسعى لمنع أي آثار سلبية من جراء الإعلان الأمريكي”.
وكان غوتيريس أكد خلال لقائه في نيويورك الشهر الماضي مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن موقف الأمم المتحدة وموقفه هو شخصياً ثابت ومعروف، ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية، التي نصّت صراحة على أن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها “إسرائيل”.
وفي لبنان، استنكر المطارنة الموارنة إعلان ترامب، مؤكدين أنه يشكّل خرقاً للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة، وقالوا، في بيان بعد اجتماعهم في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس: “نستنكر قرار الإدارة الأمريكية بشأن الجولان السوري المحتل، لأنه يشكّل خرقاً للقانون الدولي والشرعية الدولية ونكراناً لحق كل شعب في المطالبة باستعادة أرضه المسلوبة والمحتلة.. وهذا ينسحب على لبنان بشأن حقه في استعادة مازال محتلاً من أرضه”، ولفتوا إلى أهمية حسن معالجة عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم سورية.