جماهير حزبنا تحيي ذكرى التأسيس وهي أشد تمسّكاً بفكره وأهدافه القيادة المركزية للحزب: التجربة أثبتت حيوية البعث وقدرته على التجديد والتطوير
تحيي جماهير شعبنا وحزبنا اليوم الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، مؤكدة تمسّكها بفكر البعث وأهدافه، وبالقيم والثوابت الوطنية والقومية التي أرساها، خاصة أنه أثبت، على امتداد العقود الماضية، أنه بمنطلقاته ونهجه يشكّل الرد الأمثل والحاسم على التحديات التي تتعرض لها المنطقة، مشدّدة على أن نهج البعث، الوطني والقومي، هو الأكثر قدرة على مواجهة المشروع الصهيوأمريكي، الرامي إلى بسط السيطرة على مقدرات أمتنا العربية.
وبهذه المناسبة أكدت القيادة المركزية للحزب في بيان أن الذكرى ليست مجرد تأكيد على حدث هام، وإنما هي، قبل كل شيء، محطة مراجعة واعتبار، وهي كذلك وقفة مع التطورات، تقييماً وتقديراً، بما يسهم في تعزيز توجهنا الواثق نحو المستقبل، وتطلعنا لعصر عربي أفضل لم يعد مستحيلاً ما دامت سورية تصنع الانتصار التاريخي لبنةً لبنةً وصولاً إلى الصرح المنشود، وأضافت: لا يشك أحد اليوم في أن نضال حزب البعث وحركته الدؤوبة وسط الحركة الجماهيرية الواسعة، من أكثر العوامل تأثيراً في صياغة التاريخ المعاصر لسورية، وهي كذلك عامل مهم في التأثير على الأحداث في دول عربية عدّة يناضل البعثيون في صفوف جماهيرها. هذا كله جعل من نشاط الحزب علامة قومية واضحة في مجمل حركة الأمة العربية المعاصرة..
وتابع البيان: يستمر الحزب اليوم في نشاطه المؤثّر في زمن تتراجع فيه أحزاب وأفكار وإيديولوجيات.. زمن تحاول فيه قوى الهيمنة والصهيونية والرجعية تكثيف جهودها وحشد طاقاتها بما في ذلك الإرهاب والتدمير. وهدفها القضاء على الشعلة التي مازالت متقدة تأبى الظلام.. سورية، وطن العزة والعروبة، بشعبها الأبي وجيشها المقدام وقائدها الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، الذي أصبح رمزاً سورياً وعربياً وعالمياً للصمود في وجه أعتى تجمع معادٍ للإنسان والإنسانية عرفه التاريخ.
وأضاف البيان: لقد أثبتت تجربة عمرها اثنان وسبعون عاماً حيوية الحزب وقدرته على التطوير والتجديد، ولعل هذه السمة هي التي مكّنت الحزب من الاستمرار والتأثير في مجمل حركة الشعب والأمة نحو الأمام، وأردف قائلاً: إن النصر الذي يصنعه هذا الشعب الأبي خلف قيادة الرفيق الأمين العام السيد الرئيس بشار الأسد يتطلّب منا جميعاً، وفي المقدّمة مناضلو حزب البعث، بذل كل الجهود والطاقات من أجل خير الوطن والعروبة، مشدّداً على أن النصر دائماً هو قدرنا… وهو في الوقت نفسه خيارنا..
وعاهد الحزب في ختام بيانه جماهيره، في هذه المناسبة، بتعزيز نشاطه وتواصله مع المجتمع وجميع فئات الشعب وتياراته وقواه الوطنية والقومية، وبالعمل على تجديد نفسه وفكره وأساليب نشاطه بما يستجيب للمهام المطروحة من أجل بناء سورية المستقبل..
وفي طرطوس (محمد محمود)، أقيم احتفال بهذه المناسبة، وذلك في المركز الثقافي العربي، أكد خلاله الرفيق أمين فرع الحزب محمد حسين أن هذا المهرجان يأتي إحياء لذكرى تأسيس الحزب في ظل ظروف معقدة وصعبة تعيشها الأمة العربية، في وقت مازالت تتعرّض فيه سورية العروبة لعدوان هو الأخطر والأشرس في تاريخها المعاصر، يستهدف شعبها وكيانها، كما يستهدف البعث كحركة قومية عربية، مضيفاً: إن استهداف سورية يأتي في سياق الحرب على مواقفها القومية، وعلى المشروع النهضوي القومي العربي الذي يحمله هذا الحزب.
وأشار نقيب أطباء الأسنان د. يوسف غانم، ونزار غانم، عضو قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي العربي، إلى دور حزب البعث الحضاري وأداء واجبه في مجال الحفاظ على الهوية والثوابت الوطنية والتصدي للإرهاب ومواجهة الاستعمار والقوى الرجعية، فيما ألقى الشاعر د. أسامة ميهوب قصيدة من وحي المناسبة تمجّد تضحيات وبطولات الجيش والشعب.
وفي بيروت (حمود العجاج)، أكد الرفيق نعمان شلق، الأمين القطري للحزب في لبنان، أن الجيش العربي السوري يخوض معارك الشرف بالنيابة عن الأمة العربية بأسرها، ويسطّر آيات العز والصمود، ويصنع تاريخ الأمة المجيد، ويكتب بالدم انتصاراته على الإرهاب الصهيوتكفيري، مشدّداً على أن سورية تقف الآن بفضل هذه التضحيات على أبواب الاحتفال بالنصر الكبير على الإرهاب وداعميه، وأشار إلى تورّط بعض الأنظمة الرجعية العربية في تدمير الكثير من الأقطار العربية، من خلال توريطها في حروب مباشرة أو عبثية غير مباشرة، لافتاً إلى أن سورية نجحت مع حلفائها في إسقاط مخططهم التآمري هذا لتعيد توحيد البوصلة باتجاه القضية الفلسطينية كقضية مركزية وجودية تخص الشرفاء وأحرار العالم.
وأكد الرفيق شلق أن ما حققته سورية ومحور المقاومة من إنجازات أفشل مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، الذي أرادت الولايات المتحدة فرضه على المنطقة، من خلال دعمها للإرهابيين، مشيراً إلى أن البعث كان وما زال ملتزماً بقضايا الوطن، وملتصقاً بالجماهير، ومدافعاً عن سورية ضد كل المتربصين بها، ولم ولن يتخلى عن واجباته الوطنية والقومية، لافتاً إلى أن الفتنة التي يعمل الاستعمار عليها ليست حدثاً عابراً، بل هي خطة مبرمجة تهدف للنيل من الوحدة الجامعة والقوة المانعة.
وأشار الرفيق شلق إلى أن ذكرى تأسيس الحزب تأتي وسورية تخوض حرباً لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، في سعي محكوم بالفشل لتدمير المشروع القومي العربي والقضاء على نهج المقاومة الذي يترسّخ يوماً بعد يوم، ودعا إلى التحلي باليقظة والحذر والاستعداد الدائم لمجابهة المخاطر المحيطة بسورية العربية وبالتمسك بمبادئ حزب البعث والدفاع عن المكتسبات التي حققتها سورية.
وأصدرت نقابة الفنانين بياناً بهذه المناسبة أكدت فيه أن يوم السابع من نيسان جاء تجسيداً لتطلعات الجماهير ورغبتها في تحقيق آمالها في الوحدة والحرية والاشتراكية، حيث كرّس نضاله ومازال عبر العقود الماضية لتحقيق هذه الأهداف إيماناً منه بأهميتها وكونها السبيل الوحيد لبناء واقع عربي أفضل، ولفت إلى أن البعث استطاع عبر مسيرته النضالية ونهجه الوطني بناء سورية الحديثة بمختلف المجالات وتأسيس مؤسسات وطنية استطاعت تكريس مفهوم الدولة السيادية وآلية إدارتها، وعززت سيادة القانون وقيم المواطنة.
وشدد البيان على أن الحرب على سورية لم تستطع النيل من مكانة الحزب، بل تعززت قيمه بين جماهيره إيماناً منها بالدور بالوطني الذي يقوم به والذي عزز من مكانة سورية على الصعيدين العربي والعالمي، واليوم مشروعه القومي مطلب عربي، لأن مبادئه وأفكاره وأهدافه تصلح لكل زمان، وما يطرحه ويطالب به هو مطلب كل عربي حر وأمله، وتابع: إن نقابة الفنانين ستبقى وفية لمبادئ البعث، وستعمل على تكريسها في عملها النقابي، موجهة التحية والتقدير لشعبنا الصامد وللسيد الرئيس بشار الأسد الأمين العام للحزب ولقواتنا المسلحة.