ترامب ينهي الإعفاءات.. ونتنياهو والنظام السعودي يرحّبان إيران: لا نوليها أهمية وسنغلق مضيق هرمز إن اضطررنا
في خطوة تؤكد استمرار الإدارة الأميركية في سياساتها التعسفية والجائرة تجاه الدول والشعوب المستقلة قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني وبالتالي حظر استيراده. وأعلن البيت الأبيض في بيان حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه أنه واعتباراً من مطلع أيار المقبل ستواجه هذه الدول وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان وتايوان وإيطاليا واليونان عقوبات أميركية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.
طهران ردت سريعاً على تصعيد ترامب، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي: إنه بالنظر إلى الآثار السلبية لهذه العقوبات وإمكانية زيادتها، فإن وزارة الخارجية تتواصل بشكل مستمر مع المؤسسات المعنية داخل إيران ومع العديد من الشركات الأجنبية الأوروبية والدولية، وسيتم إطلاع المسؤولين على نتائج المشاورات لاتخاذ القرار المناسب على أن يعلن في حينه، وأوضح أن إيران لم ولن تقيم وزناً وقيمة للإعفاءات الأميركية لبعض الدول التي كانت تستورد النفط الإيراني، نظراً لأن الحظر غير شرعي وغير قانوني، مشيراً إلى أن إيران أجرت مشاورات مكثفة مع شركائها الأوروبيين والدوليين ودول الجوار حول إنهاء الإعفاءات.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت خلال الساعات الماضية خطوة تؤكد استمرارها بسياساتها التعسفية والجائرة تجاه الدول والشعوب المستقلة، وتمثلت الخطوة بإنهاء الإعفاءات من العقوبات لثماني دول تشتري النفط الإيراني، ما يعني حظر استيراده.
وفي تأكيد على تناغم هذه العقوبات مع مصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي ومباركة نظام بني سعود سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو للترحيب بقرار الرئيس الأميركي، فيما أعلن وزير الطاقة في النظام السعودي خالد الفالح أن الرياض ملتزمة بضمان توازن سوق النفط العالمية بعد القرار الأميركي.
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، وبحث الوزيران قرار الرئيس الأمريكي وملفات التعاون الثنائي وجدول الاتصالات المستقبلية، وأكدا على أهمية استمرار خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
بالتوازي، أكدت وزارة النفط الإيرانية أن الولايات المتحدة لن تستطيع تحقيق هدفها بتصفير صادرات إيران من النفط لأن السوق العالمية بحاجة لهذه الصادرات، وقالت: سواء استمرت الاستثناءات أم لم تستمر لن تصل صادرات النفط الإيرانية أبداً إلى مستوى الصفر إلا إذا قرر المسؤولون الإيرانيون وقف الصادرات، مضيفة إن إيران ترصد وتحلل وتدرس السيناريوهات المحتملة والأوضاع المرتقبة للصادرات الإيرانية، وسيتم اتخاذ تدابير لمواجهة أي ظروف وإجراءات محتملة، إضافة إلى أن إيران لا تنتظر موافقة أمريكا كي تتخذ قرارات بشأن نفطها.
ولفت وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة إلى أن العقوبات ستزيد من هشاشة سوق النفط العالمي بطريقة يتعذر التنبؤ بواقعه، وأن أسعار النفط ارتفعت بشكل مباشر أكثر من 30% هذا العام بفعل خفض الإمدادات الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك وحلفاؤها والعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا والأوضاع في ليبيا.
إلى ذلك، أكد قائد القوة البحرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية الأدميرال على رضا تنكسيري أن مضيق هرمز ممر بحري دولي وفق القوانين الدولية وإذا منعنا من استخدام هذا الممر فسنقوم بإغلاقه، ولن نتردد في الرد على أي تهديد للمياه الايرانية، وقال: إن الدول الأجنبية لا تولي أي أهمية لأمن المنطقة، كما ليس مهماً لها أن تؤدي ممارساتها إلى تخريبها المنطقة.
وتواصل الولايات المتحدة استخدام العقوبات والحصار الاقتصادي كسلاح وأداة للضغط على الدول الرافضة لسياساتها القائمة على الهيمنة ونهب ثروات ومقدرات شعوب العالم.