“ثلجة الجدي”.. ومفاجآت نيسان

“ما تتعجب يا إنسان إذا تلجت بنيسان” أحد الأمثال الشعبية التي يتداولها المجتمع المحلي في سورية وبلاد الشام، فالكثيرون يستغربون كرم الطبيعة وهطول الثلوج في هذا الشهر الذي يعتبر من أجمل شهور السنة، لمنحه الطبيعة أجمل اللوحات ولخصوبة الأرض فيه وسحر اللون الأخضر الذي تكتسي به الأشجار والسهول، وهذا العام تميز بمفاجآت لم تكن في الحسبان، وكانت إحدى أكثر المفاجآت غرابة هطول كميات كبيرة من الثلوج في مناطق جبلية من سورية في مشهدٍ لم نعتد على حدوثه منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً تقريباً، حسب ما يروي كبار السن الذين تحدثوا عن ما سمي وقتها بـ “ثلجة الجدي” أي صغير الماعز والتي سميت بهذه التسمية بسبب تزامن هطول الثلج فيها قي شهر نيسان مع ولادة الماعز، فقبل عقود من الزمن كانت هذه الظاهرة طبيعية حيث الشتاء كان قاسياً وطويلاً، ما يشير إلى أن شتاء هذا العام كان يشبه في مناخه شتاءات سابقة مضت منذ عشرات السنين، ومن الممتع ذكر بعض الأمثلة الشعبية المستوحاة من الموروث الشعبي لمنطقتنا والخاصة بشهر نيسان، والتي تتعلق جميعها بالطقس حيث كان يطلق على شهر نيسان الكثير من الألقاب كـ “أبو الخير وأبو الخمسان لوقوع خميس البيض والأموات فيه، ومن أظرف الأمثلة الشعبية المثل القائل “مطرة نيسان بتحيي الإنسان”  “ومطرة نيسان بتحيي السكة والفدان” والمقصود فيه أن نزول المطر في نيسان بعد احتباسه يحيي الأمل في قلوب المزارعين فيقومون بحراثة أرضهم من جديد تمهيداً للزراعات التي تعتمد على الأمطار في هذه الفترة ويقصد بالسكة المحراث، وبالفدان الدابة التي تجر المحراث، ومن الأمثال الجميلة أيضاً التي تدل على الخير الوفير في هذا الشهر “بنيسان بتشتي عشية وبتمشي الصبح محفية”، ومن الأمثال الأخرى التي تبشر بانتهاء البرد المثل القائل “بنيسان بيفتح التوت وبقللوا للبرد روح موت”، وإذا “أجا نيسان حضروا الفنجان” أي تحضير لوازم السيران، لقد حظي شهر نيسان بمئات الأمثال الشعبية التي تدل وتؤكد على أهميته على مختلف المستويات الدينية والاجتماعية والزراعية.

لينا عدرة