الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

25تشكيليا في معرض “تحية إلى 17 نيسان”

 

 

تضافرت تجارب نحو خمس وعشرين فناناً تشكيلياً للاحتفاء بيوم السابع عشر من نيسان في المعرض الجماعي الذي أقامه اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص الاثنين الماضي تحت عنوان “تحية إلى 17 نيسان” ضم أكثر من ثلاثين لوحة ومنحوتة تتباين فيها المعالجات اللونية والمواد المستخدمة والموضوعات والثيمات المطروحة  التي تتسم بالجدّة والجمال.

تحضر المرأة بانزياحاتها الوجودية والرمزية بشكل بارز في أغلب الأعمال المعروضة فهي في لوحة عيسى رستم ترنو بنظرات واثقة إلى الأمام، بينما هي في لوحة أحمد الرحال امرأة شقية تتعثر في خطواتها حافية القدمين تحمل على ظهرها حملا مثقلا، وفي لوحة أميل فرحة منكسرة ومنطوية على ذاتها مستسلمة لقدرها، وفي لوحة عزام فران الضحية الغارقة بدمها في إشارة إلى نظرة بعض الموروثات الاجتماعية للمرأة، لكنها سيدة الموسيقى والحب والخصب في لوحة عبد الفتاح العبد، ولوحة كارمن شقيرة، ومخلوق بوجه متناقض نصف واضح وظاهر الملامح  ونصف مخفي في لوحة عبير عباس وكأنها تشي  بازدواجية المرأة وغموضها في تعاملها مع نصفها الآخر، ويرسم يوسف المحمد لوحة تعبيرية عن المرأة المتحررة من المكان  وارتباطه بالرجل المسكون بالأرض وكأنها تخرج من قوقعتها المكانية إلى حالة ميتافيزيقية فوق الزمان والمكان. وتتشابك الأيدي في لوحة عدنان المحمد خلف ستائر شفافة في تطلع أنثوي نحو المحبس المنفلت من الأصابع.

في حين تمتح اللوحات الأخرى من الموروث العمراني والثقافي والذاتي لكل فنان فالطبيعة الربيعية الخضراء الزاهية هي سمة لوحة عبد القادر عزوز، والطبيعة الصامتة في لوحة سميرة مدور، في حين يقدم محمد طيب حمام لوحة واقعية لساعة حمص الشهيرة وامتدادها الشرقي لشارع القوتلي والأبنية المحيطة به، وتقارب نجلاء دالاتي في لوحتها جمالية البيت العربي القديم ببحرته ونافورتها المحيطة بعرائش النارنج والياسمين، ولوحة للربيع بما يميزه من أزهار بألوان متنوعة واخضرار يعم المكان وسماء بغيوم بيضاء متناثرة، ويجسد ربيع فاخوري الطبيعة الصامتة المتمثلة بمقطع طولي لسور جامع قديم يتدلى منه غصن رمان تتبعثر حباته في المكان، والرجل الريفي وارتباطه بملامح المكان في لوحة حسين أسد.

معرض رغم ابتعاد موضوعاته عن العنوان المطروح إلا انه يشكل فرصة لاكتشاف مقاربات جمالية لتجارب هامة ترسم هوية المدينة التشكيلية.

آصف إبراهيم