المغتربون السوريون يوجّهون صفعة للمتشدقين بـالحرية والديمقراطية: عائدون إلى سورية للمشاركة في الاستحقاق الرئاسي.. ودعمنا مطلق للرئيس الأسد
رغم إجراءات التضييق، التي تقوم بها السلطات الفرنسية بحق الجالية السورية، ومنعها من التعبير عن رأيها بحرية بخصوص الاستحقاق الرئاسي، يتحدّى السوريون في باريس، وللأسبوع الثاني على التوالي، هذه الإجراءات ويؤكدون أنهم جنود وسفراء لسورية وجيشها وشعبها في الخارج، ولأنهم آمنوا بهذا الدور، فهم يحتشدون في الساحات، ويطلقون الصيحات غير عابئين بإجراءات باريس وشقيقاتها الأوروبيات، معلنين بصوت واحد تأييدهم لهذا الاستحقاق، ورافعين علم الوطن وصور الرئيس بشار الأسد واللافتات التي ترفض التدخل الخارجي وتؤكد على السيادة السورية.
ومن قلب العاصمة الفرنسية “ساحة السان ميشيل” احتشد السوريون في وقفة، نظمها الاتحاد الوطني لطلبة سورية “فرع فرنسا” بالتعاون مع أبناء الجالية في فرنسا، ليرددوا هتافات التأييد والنصر لسورية قيادة وجيشاً وشعباً.
وفي إشارة رمزية لتحديهم قرار الحكومة الفرنسية الجائر سجل المواطنون السوريون في فرنسا أسماءهم وأصواتهم للمرشح الدكتور بشار الأسد على لوحات انتخابية نصبوها في وقفتهم الاحتجاجية، مرسلين بذلك رسالة للحكومة الفرنسية وللعالم ولإخوانهم في الوطن، مفادها أن السوريين وحدهم من يحدد مستقبل سورية، كما رسموا خريطة سورية على لوحة بيضاء كبيرة، ثمّ بصموا عليها بألوان العلم السوري، مسجلين بذلك أصواتهم الانتخابية وولاءهم وحبهم لسورية بكل مناطقها وألوانها وسهولها وجبالها ومدنها وأريافها، ومعلنين للعالم أن سورية واحدة بشعبها وقيادتها وجيشها كما هي واحدة بترابها وسمائها ومائها، وأنها دائماً ستبقى كذلك، كما نصبوا شاشة كبيرة عرضوا من خلالها فيلماً وثائقياً عن سورية وحضارتها.
وألقى كل من أمير أسطفان ونادين علي من الاتحاد الوطني لطلبة سورية “فرع فرنسا” كلمتين أكدا فيهما أنه “انطلاقاً من واجبنا الأخلاقي والوطني تجاه أمنا سورية كان لزاماً علينا أن نتحرك بكل ما أوتينا من قوة وإصرار للدفاع عن الحق والحقيقة وفضح الممارسات الإرهابية والإجرامية التي تعمدتها بعض الدول التي ظنت أنها من الممكن أن تعود بسورية إلى زمن الاحتلال”، وقالا: “لقد تحرّكنا وقمنا بتنظيم العديد من الندوات والمسيرات والتجمعات بالتعاون مع أبناء الجالية السورية في فرنسا، والهدف واحد هو دعم الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب ودعم صمود شعبنا في سورية الذي تعرض للتنكيل والإجرام على يد العصابات الإرهابية، التي يدعمها الغرب المتشدّق بحرية جوفاء وديمقراطية باردة، ولأن الجيش العربي السوري للوطن مجد وللشرف عنوان وللإخلاص مثال نتوجه بالتحية والشكر والعرفان له ولتضحياته المقدسة، حيث استطاع جيشنا الباسل العقائدي بفضل صمود وتلاحم أبنائه أن يكسر شوكة المتآمرين ويلحق بالإرهابيين هزائم بدأت ولن تنتهي..
كما توجّه المتحدثان بالدعم المطلق للمرشح الدكتور بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقالا: “كلنا ثقة بكم وبحكمتكم وبقدرتكم على قيادة سورية نحو بر الأمان رغم كل عواصف المؤامرات ورياح الغدر والإرهاب العاتية”.
وقالت الدكتورة فاطمة غريواتي، مغتربة مقيمة في فرنسا منذ أربعين عاماً، أقول للحكومة الفرنسية وللعالم: إن صوت السوريين سيبقى دائماً أعلى من أن يسكته أعداء سورية بقراراتهم الجائرة بحق سورية وشعبها وبحق قيم الحرية والديمقراطية التي بعناوينها شن أعداء سورية حرباً كونية آثمة عليها لم يعرف لها العالم مثيلاً في إجرامها، كل الدماء وكل الدموع وكل الآلام وكل التضحيات الباهظة التي بذلها شعبنا السوري ليس لها مقابل يرضينا إلا سيادة سورية وانتصارها، وأضافت: نحن السوريين في فرنسا نقول لسيادة الرئيس بشار حافظ الأسد: أنت الرمز والقائد والمؤتمن.. سورية هي قلبنا ولغتنا وجسدنا وروحنا وعشقنا.. سنذهب إلى سورية وسندلي بأصواتنا لك يا سيادة الرئيس في صناديق الاقتراع في الثالث من حزيران 2014، سنعطي لك الصوت وسنجدد معك العهد لأنك رمز السيادة السورية، ولأنك الضمان الأكيد لتحقيق النصر والأمن والاستقرار في وطننا الحبيب سورية، ولأن صوتنا لك هو انتصار لسورية في معركتها ضد أعدائها.
وقالت زبيدة مقابل، مغتربة في فرنسا: جئنا اليوم استنكاراً لمواقف الحكومة الفرنسية العدوانية تجاه سورية وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية السورية ومنعنا من حقنا الدستوري بانتخاب رئيس سورية ولنعلن من جديد أن سورية ساكنة في وجداننا وأعماقنا ومهما باعدت بيننا المسافات لن تستطيع الحكومة الفرنسية أن تمنعنا، إذ من حقنا انتخاب رئيسنا.. سنذهب إلى سورية وسنشارك إخواننا في الوطن الاستحقاق الرئاسي الدستوري.. سننتخب السيد الرئيس بشار الأسد وسنبني سورية سوا وسنجعلها أجمل مما كانت.. سورية ستبقى دائماً وطن المحبة والسلام، كما هي وطن البطولة والكرامة والصمود.
وختم السوريون وقفتهم، كما بدؤوها بإنشاد جماعي للنشيد الوطني السوري، متعاهدين على المشاركة في الانتخابات الدستورية الرئاسية في سورية في الثالث من شهر حزيران المقبل.
كما أكد تجمع المغتربين من أجل سورية إثر اجتماع استثنائي عقده في باريس تأييده الكامل لانتخاب الدكتور بشار حافظ الأسد لرئاسة الجمهورية العربية السورية، وجاء في بيان للتجمع: إنه بعد اتخاذ السلطات الفرنسية الظالمة وبعض الدول الأخرى قراراً يمنع إجراء انتخابات الرئاسة السورية في سفارات سورية على أراضي هذه الدول ومنع المغتربين السوريين من ممارسة أقدس مبادئ الديمقراطية وحرمانهم من حقهم في المشاركة في تقرير مصيرهم واختيار رئيسهم فإننا نعلن من خلال هذا البيان قرارنا تأييد انتخاب الدكتور بشار حافظ الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية في هذه الانتخابات لعام 2014، وأضاف: إننا نقول للدكتور الأسد بأننا جنود وسفراء لسورية في الداخل والخارج، ويمكنه الاعتماد علينا في الكثير من المجالات والاستفادة من خبراتنا كمغتربين. وفي لبنان، تواصل سفارة الجمهورية العربية السورية تنظيم اللوائح الانتخابية للمواطنين السوريين المقيمين في لبنان لتسهيل مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية، فيما تتواصل النشاطات والفعاليات الشعبية الوطنية في أماكن وجود المواطنين السوريين في لبنان للتأكيد على المشاركة الكثيفة في يوم الاستحقاق الرئاسي، وللتشديد على التمسك بالقرار السيادي السوري المستقل، الرافض لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية، والعامل على تطهير الأرض العربية السورية من العصابات التكفيرية الإرهابية المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والدول الغربية والمشيخات الخليجية وحكومة رجب طيب أردوغان والدول المسؤولة عن سفك دماء السوريين.
وفي السياق استنكر مرشح تشيكي إلى انتخابات البرلمان الأوروبي سعي فرنسا وألمانيا لمنع المواطنين السوريين من ممارسة حقهم بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية في السفارات السورية لدى كلا البلدين، مؤكداً أن هذا الأمر يشير الى تراجع يعود بالتطور الاجتماعي في الدولتين عشرات السنين إلى الوراء، أي إلى حقبة الاستبداد.
وقال الدكتور دانييل سوليس، مرشح حزب الديمقراطية الوطنية لا لبروكسل: إن هذه الدول كشفت بذلك تماماً عمّا يجري حقيقة تحت غطاء الاتحاد الأوروبي وهو العمل على بناء الامبراطورية الفاشية الرابعة التي حلم بها هتلر وبورمان، وشدد على أن قيام بعض الدول الأوروبية بالتدخل بغير وجه حق في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولة منع تنفيذ العملية الدستورية التي تعتبر مهمة لإحلال السلام والنظام العام هو “أمر غير مقبول”، مضيفاً: “إن هذا الأمر يدل على أن هناك قراراً تمّ اتخاذه في الأوساط السياسية العليا بتصعيد التوتر في المناخ الدولي وجر العالم إلى صراع مسلح واسع يمكن له أن يتحوّل إلى حرب عالمية ثالثة”، واعتبر “أن من يقف وراء هذا التوجه الشرير يتوجب دعوته من قبل مواطنيه للاستقالة فوراً وتحميله مسؤولية ما يقوم به”.
وكنوع من التضامن مع الشعب السوري أعرب سوليس عن رغبته بأن يطلب الحصول على الجنسية السورية، مؤكداً أنه كمواطن أوروبي “يتبرأ من مؤسسة الاتحاد الأوروبي ولا يوافق على سياستها، كما أنه يخجل أيضاً مما هو شاهد عليه الآن من تصرفات ألمانيا وفرنسا حول الانتخابات الرئاسية السورية”، مضيفاً: “إنني كمواطن أوروبي أعتذر عن ذلك بقوة”.