ثقافةصحيفة البعث

هذا الوهم الذي اسمه (العدالة الدولية)

 

أكرم شريم

من المعروف عادة أن العدالة في كل مكان في العالم لها قضاة، ومحاكم، وهم خريجون من الجامعات، ويحصلون على تاج الثقة المطلقة بهم، وبعد ذلك، وبعد كل استيفاء الخبرة، ليس من التعليم وحسب، وإنما من التجارب والقيم العليا السائدة وبعد كل ذلك يصبح هذا الإنسان العادل والإنساني الكبير قاضياً. فما بالك أن يصبح قاضياً دولياً؟!.
ومع ذلك يصرح هذا النتن ياهو!، مؤخراً بأنه يريد أن يضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى كيانه المحتل المغتصب والإجرامي، ويقول ذلك في معرض الدعاية له لانتخابه من جديد، وكأن كيانه الغاصب والمحتل يعرف الديمقراطية أو الإنسانية أو الشرف أو الأخلاق أصلاً، فما بالك بالقيم العليا في هذه الحياة، وبالديمقراطية الصحيحة والتي لا يمكن أن تتم إلا بانتخابات عادلة ونزيهة، فهل يوجد مثل هذه القيم العليا والديمقراطية الصحيحة في دولة قامت على القتل والاحتلال والتهجير والتشريد بكل أشكاله وأساليبه؟! فأين هي إذن هذه العدالة الدولية التي يتحدثون عنها وخاصة حين يأتي هذا الرجل الغامض الذي عينوه في أمريكا رئيساً على هذا الشعب العظيم وكل الشعوب عظيمة وشريفة ألا وهو ترمب (ترمبة الحقارة) في هذا العالم!. وإلى متى يصبر عليه الشعب الأمريكي وقد كشفه وكشف حقارته في عديد من تصريحاته وقراراته وأعماله في هذا العالم؟! وسؤالنا الكبير هنا، أين هي العدالة الدولية التي يمكن بل يجب أن تحاسب بل تعاقب مثل هذا الرجل الذي عينوه، ليصرح لهم، وباسم الشعب الأمريكي وأمريكا الدولة، وواهماً طبعاً، بأن القدس ثم الجولان لكيان المجرمين القتلة المنحطين أخلاقياً في العالم كله الذين يفتحون أوسع الأماكن العالمية للدعارة، ويشردون الشعوب ثم يأتون بالطفل المشرد يذبحونه ويبيعون أعضاءه، وينشرون المخدرات ويزرعونها ويقومون بنشرها وتوزيعها في العالم كله لكي يجمعوا المال هذا المقدس الوحيد عندهم والمقدس الأول، وقبل كتاب الله (التوارة) والذي ألغوه ووضعوا واحداً غيره وكما يعرف ذلك الجميع، ووضعوا فيه كل ما يريدون من الأكاذيب والخداع، فهل يعرفون الله هؤلاء؟!.. هل يعرفون حقوق الإنسان هؤلاء؟! فأين هي العدالة الدولية، ياشعوب العالم ويا حكومات العالم الشريفة، وأيتها الأمم المتحدة، ويا مجلس الأمن، ويا كل شرفاء العالم، وأنتم تملكون كل هذه الجيوش وخاصة في الدول الكبرى؟! وهكذا تكون النصيحة اليوم أنه لا يمكن أن توجد عدالة دولية في هذا العالم إذا لم تواجه كل الدول وكل الشعوب أعداءنا وأعداء كل شعوب العالم وتحقق العدالة الدولية فيهم!.