نبيل مريش.. من فرط حبه للمسرح أصبح ممثلاً مسرحياً!
ميزه حسه المرهف وأناقة أخلاقه ومرونته في الحياة، وحبه وتمسكه بالفن ولاسيما المسرح.. في حضرته لا مشكلة في أي شيء ومع أي شيء، هو قابل للطي لا يكسر مهما بلغت الحياة أشدها.. بلغ سبعينه ومازال على قيد خشبة المسرح، العمر يزيده ألقاً وعطاء وتمسكاً بأبي الفنون. ولمعرفة تفاصيل أكثر عن تجربته الفنية والحياتية كان هذا الحوار مع نبيل مريش الإنسان فقال:
أنا ابن هذه الطبيعة الخلابة، ابن الأرض والسماء، أنا ابن سورية الجميلة، مواليد قرية الغسانية 9/9/1949 تلك القرية التي سرق الإرهاب فرحها وشبابها منذ ست سنوات.
في البدء كان المسرح بالنسبة للفنان نبيل مريش، ماذا يعني المسرح بالنسبة لك؟
برأيي الحياة لا تستقيم إلا بالمسرح، ولا أتخيل حياتنا بلا مسرح، مع العلم بأن هناك أناس كثر لا يعنيهم المسرح بشيء، لكن السلوك الحضاري يكون واضحا لا لبس فيه عند أهل المسرح والمسرحيين خصوصا.
دائما هناك جمال خاص للبدايات، كيف كانت بدايات الفن عند نبيل مريش؟
البداية كانت في ستينيات القرين العشرين، فقد كانت الشرارة الأولى لولادة تلك اللهفة تجاه خشبة المسرح، حيث شاهدت أول عمل مسرحي عنوانه (السيل) إخراج الفنان الكبير أسعد فضة وتأليف الشاعر محمد كنعان، ومنذ تلك اللحظة سكنني المسرح ومايزال.
من شيم العمل المسرحي الأول أنه يحفر عميقا في الذاكرة.. ماهو هذا العمل؟
أول عمل مسرحي شاركت فيه، كنت طالبا في الصف العاشر، بمسرحية (بلادي) وهي من إخراج الأديب المرحوم محمد سوسو، وكانت تتحدث عن بطولات العمل الفدائي الفلسطيني، ونحن كشباب سوريين كنا مسكونين بتلك الحالة القومية آنذاك، ثم توالت الأعمال مع اتحاد الطلبة، وكان لي شرف المشاركة بعمل اسمه (دماء على الطريق) مع الفنان وديع ضاهر أطال الله بعمره.
تركت اسبانيا وسحرها وغادرت الطب، فضلت التمثيل رغم عدم دراستك الأكاديمية له، حبذا لو تحدثنا عن هذه المرحلة.!
سافرت إلى اسبانية لمتابعة دراستي في مجال الطب، نزولا عند رغبة الوالد، فهو يريد ابنه الطبيب وليس (المشخصاتي) أي الممثل، لكن حتى الخديعة لم تساندني ولم افلح بإتمام دراسة الإخراج في جامعة مدريد لشؤون تخص الجامعة بتلك الفترة، وظروف الأهل حالت دون تحقيق الكثير من المشاريع التي كنت قد خططت لها، فوفاة الوالدة غيّر مسار وتاريخ حياتي على كل الأصعدة ومنها الفني.
انقطعت فترة ليست قصيرة عن العمل المسرحي لتعود بقوة فيما بعد، ماهي الأسباب؟
نعم كان سفري إلى ليبيا للعمل في إذاعة صوت الوطن العربي الكبير، حيث عملت كمعد لعدة برامج ثقافية، وكانت تجربة جيدة، والسبب الأساسي في الانقطاع عن العمل المسرحي، بعد عودتي إلى اللاذقية لم أجد نفسي إلا على خشبة المسرح القومي في مسرحية من إخراج الفنان لؤي شانا (الباطوس) ناسفا كل ما مضى من تاريخ في مجال العمل مبتدئاً من صفر المسرح، فمنه وإليه نعود..!
هل أنت راض عن تجربتك في مجال الدراما والسينما؟
رغم مشاركتي بالعديد من المسلسلات، التاريخية والعصرية، لا أستطيع أن أقول بأنني أخذت فرصة مناسبة، قد أكون راض بعض الشيء عن قليل من الأعمال لكنها لا ترتقي إلى ما أصبو إليه ولو القليل. أما السينما، فلااستطيع أن أقول أن تجربتي تستحق الحديث عنها، سوى مشاركتي بفيلم (أحدب نوتردام) مع المخرج الفنان مهند قطيش الذي أكن له كل الاحترام، نعم كانت تجربة مهمة، لها خصوصية واضحة، لأنها تعتمد على التعبير فقط.
ما هو تقييمك لواقع المسرح في اللاذقية بشكل خاص والمسرح بشكل عام؟
المسرح بشكل عام وضعه لا يرضي أي محب له، فهو في تراجع من أمره بشكل واضح، فالكم الكثير لا يعني الجودة ، وليس مقياساً لصحة المسرح أبداً، أستثني بعض الأعمال القليلة، أما مسرح اللاذقية فينطبق عليه ما قلناه عن المسرح بشكل عام، يزاد عليه ضعف العروض وضعف الإنتاج الذي يؤدي بالضرورة إلى تدني مستوى ما يقدم، ولابد من النظر وبشكل جدي إلى إعطاء الفنان المسرحي ولو جزء من حقه، أو لنقل جزءاً من تعبه المبذول لمدة لا تقل عن شهرين وربما أكثر ليكون في النهاية حصاده لا يساوي ما دفعه من (أجار سيارات وسندويش وشاي) خلال هذه المدة..!
كلمة أخيرة: سيبقى المسرح ما بقينا، مهما حاولنا إخراجه من ذواتنا، فهو يأبى الخروج، إنه أبو الفنون شئنا أم أبينا.
لينا أحمد نبيعة