تحقيقاتصحيفة البعث

شجار الأطفال..غيرة أم رغبة في إثبات الذات؟

 

“بتخانق معو لأنو بيشد لعبتي سالي بشعراتا وبيوجعا”.. بكل براءة قالت ألمى الطفلة ذات الخمسة أعوام وهي تشتكي من أخوها آدم الذي يزيدها بعامين ويسبّب لها ولدميتها الكثير من المتاعب. أم آدم قالت: أعاني كثيراً من أطفالي وشجارهم المتواصل، فلم أعد أجد حيلة إلا بأن أضع كل واحد منهم في غرفته وأفصلهم عن بعضهم.
مشكلات الصغار في المنازل هي من أهم العقبات التي تواجه الوالدين والأم على وجه الخصوص، باعتبار النسبة الأكبر منهن تتفرغ لتربية الأطفال بينما ينشغل الأب بتلبية حاجات المنزل، ويرجع علم النفس شجار الأطفال بين بعضهم إلى عدة أسباب مردّها أحياناً الغيرة أو المشكلات الزوجية، إضافة لتفضيل الأبوين أحدهم على الآخر، إلى جانب أسباب كثيرة قد تكون نفسية وضعف في الشخصية، فالطفل الذي يخشى أصدقاءه في الشارع يحاول أن يعوّض ذلك في المنزل على أخيه أو أخته.

شجار وعقاب
أم لمك تحدثت عن شجار لمك ونايا مع بعضهما، فنايا الطفلة المدللة عند والدها ولمك عند الأم هو الأفضل، والشجار الدائم بينهما وعدم الاتفاق على أي شيء جعل الأم المتابعة للبرامج الصباحية التي تتطرق لهذه المواضيع أن تضع ولديها داخل “جاكيت” الأب وتجلسهما نصف ساعة وهما يتقاسمانها، ما بعث بحسب الوالدة السرور والفرح عند الطفلين لتجعل أم لمك سترة رب الأسرة عقاباً دائماً عند أي شجار.
أما أم عماد فمشكلتها مختلفة هذه المرة، فهي لديها ابنتان وولد واحد وتفضيل زوجها الصبي على الفتاتين خلق فجوة في البيت، ورغم أن عماد الصبي لا يتجاوز العاشرة من عمره إلا أن الأم أكدت أنه يمارس دور الرجل ويتشاجر مع أختيه بشكل دائم، ولم تجد نفعاً كل وسائل العقاب التي اتبعتها الأم، فالأب يميل الكيلة تجاه “ولي العهد” حتى ولو كان على خطأ. أما أم يحيى فقد قالت: يشعر يحيى بغيرة شديدة تجاه أخته سارة، فهو الأكبر وكان المدلل والأقرب إلينا، إلاّ أن دخول سارة إلى حياتنا أحدث بعض التغيرات، فبات يحيى الولد المشاكس الذي لا يترك فرصة إلاّ ويؤذي أخته فيها، سواء بألعابها أو شدها من شعرها، وأشعر بدوار دائم في رأسي نتيجة ما يقومان به.
صحي ولكن..
ولأن الأطفال زينة الدنيا وجميلون حتى بمتاعبهم لا يملك الأبوان من حيلة سوى الصبر ومعالجة الأمور بطرق مثالية. هيام عبده المختصة بالشأن الاجتماعي أوضحت أن شجار الأطفال مع بعضهم البعض رغم ما يسبّبه من ضجة وصخب، إلا أنه أحد الأوجه الصحيحة للعلاقة بين الإخوة، شريطة ألا ينبع عن كره أو يستمر دون التفات الأبوين للمشكلة وحلها بشكل يشعر فيه الطفلان بمحبة الوالدين وعدم تفضيلهما واحداً على الآخر. وقالت عبده: قد يصل الشجار بين الأطفال إلى درجة يشعر فيها الوالدان بفشلهما في التربية وعدم قدرتهما على بناء أسرة سليمة وصحيحة، يجب عدم الاستسلام أمام الأطفال ومشكلاتهم. وفضّلت عبده البحث في مشكلات الطفل النفسية والأسباب التي تؤدي إلى الشجار، فقد يكون أحد الطفلين يعاني من إفرازات هرمونية تسبّب إما الغضب الزائد أو البكاء الشديد. وأوضحت الخبيرة بالشأن الاجتماعي أن الغيرة أحد أهم الأسباب التي تدفع الطفلين للقتال وامتلاك الألعاب، حتى لو لم تكن من ضمن اهتماماته، إلى جانب تميز أحدهما في المدرسة أو في أحد النشاطات ما يولد الكره عند الآخر، لذا من الواجب تشجيع الأقل نشاطاً ودعمه والاهتمام به. وفضلت عبده حل المشكلات بين الإخوة عبر الحوار والفكاهة وحتى دعوتهم للتنزه، أما فصل الإخوة عن بعضهم كلّ في غرفته كنوع من أنواع العقاب فهي –بحسب عبده- مشكلة أكبر من الشجار وقد تولد عند الإخوة شعوراً بالمقدرة على العيش دون بعضهم، لذلك الحوار وحل المشكلات بمساعدة الأطفال أفضل الطرق إضافة لملء أوقاتهم بإحدى المواهب وتسجيلهم بالنوادي الخاصة في أوقات الفراغ فهذا يهذب السلوك ويخفّف بشكل كبير من المشكلات.
نجوى عيدة