“بيت القصيد”
لا شك أن الرياضة الحلبية، في ضوء نتائجها غير المرضية، ومستوياتها المتواضعة عموماً خلال هذا الموسم، وما سبقه من مواسم، باستثناء بعض المحطات لعدد من الألعاب الفردية، باتت بحاجة ماسة إلى عملية جرد حساب- ما لها وما عليها- كمحطة أولى لإعادة ترتيب أوراقها، تمهيداً لدخول الموسم الرياضي الجديد بروح وهوية جديدتين تتسمان بالجدية والرغبة الصادقة للانتقال إلى مرحلة أفضل يكون فيها تحقيق الإنجازات والألقاب هدفاً، وبما يتناسب وسمعة ومكانة الرياضة الحلبية.
ولعل تباين النتائج، وخروج معظم أندية حلب من المنافسة في مجمل المسابقات المحلية والعربية أيضاً- وهنا نقصد نادي الاتحاد- يضعان الجميع بمن فيهم اللجنة التنفيذية أمام مسؤوليات كبيرة وجسيمة ، تبدأ بالكشف عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة لهذا التراجع الملحوظ في المستوى والنتائج، وثانياً تحديد مكامن الخلل والقصور، ومن ثم القيام بواجب المساءلة والمحاسبة، وبالتالي اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وقرارات لضبط إيقاع الرياضة الحلبية، وضمان عودة الاستقرار الى إدارات الأندية، وتحديداً (أندية المقدمة) التي تعاني ما تعانيه من ترهل وضعف ووهن وفساد- إداري ومالي- انعكس في المحصلة سلباً على المردود والنتائج التي جاءت خجولة ومتواضعة خلافاً لكل التوقعات والتكهنات.
وبعيداً عن الذرائع والمبررات غير المقنعة لبعض إدارات الأندية التي تحاول الهروب إلى الأمام، والتخفي وراء اصبعها، نجد أن المسألة تتعلق طرداً (بالعقلية والذهنية) المتسلطة والمنغلقة والمتشنجة والبالية المتبعة حالياً، والتي لم تعد صالحة ونافعة في ضوء المتغيرات والمتبدلات التي تحتاج إلى روح المبادرة الجماعية، وإلى رؤى مرنة وفكر متطور ومتقدم في العمل الإداري المنتج، وبما يؤدي في النتيجة إلى التكامل والتناغم في عملية استثمار الفرصة واللحظة المناسبة، وتوظيفها لخدمة المجموعة وليس لمصالح ومنافع أفراد، وهو باعتقادنا يمثّل السبب المباشر وراء هذا الفشل الذريع للرياضة الحلبية التي نرى أنها فقدت بوصلتها، واصطدمت بحواجز كثيرة، وهي من صنع بعض المتنفذين في مجالس الإدارات، وهو ما ينبغي التأكد والتحقق منه، وبالتالي إيجاد سبل جديدة تكون أكثر جدوى ونفعاً في موازنة العمل الإداري مع العمل الفني، والأهم حماية مكتسبات ومقدرات هذه الأندية من الهدر والضياع والعبث- وهنا بيت القصيد- وفهمكم كاف.
معن الغادري