“سي. إن. إن” تنضم لحملة التحريض ضد فنزويلا
أكد وزير خارجية فنزويلا خورخي أرياسا أن سياسات الولايات المتحدة تجاه البلدان المستقلة والرافضة للهيمنة “غير منصفة ومخالفة للدبلوماسية”، بينما انتقد نظيره الروسي سيرغي لافروف شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية متهماً إياها ببث أسئلة مزيّفة.
وزير الخارجية الفنزويلي تحدّث إلى وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) من العاصمة الروسية موسكو، قائلاً: “ينبغي علينا بوصفنا بلداناً مستقلة وديمقراطية أن ندافع عن أنفسنا، وذلك وفقاً للمعايير التي تأسست عليها منظمة الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على إنشاء مجموعة تعمل على حماية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتضم في عضويتها إيران وروسيا والصين والهند وبلداناً أخرى.
وأوضح أرياسا أن الدول الأعضاء في هذه المجموعة الدولية التي عانت من العنف والسياسات العدائية للولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى آلية في مواجهة هذه الإجراءات والسياسات العدائية لواشنطن.
وأبدى أرياسا رغبة بلاده في تنمية التعاون وتعزيز العلاقات في المجالات العسكرية والطاقة مع إيران، مشيراً إلى أن حكومة فنزويلا لديها مستشارون من إيران للاستفادة من خبراتهم في مجال تنمية الإنتاج ودعم الاقتصاد خلال ظروف الحظر الأمريكي الجائر على بلاده.
وفي سياق ذي صلة بالشأن الفنزويلي، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحدّة على صحفي يعمل في شبكة “سي. إن. إن” الأمريكية طرح عليه سؤالاً حول الوضع في فنزويلا.
وسُئل رئيس الدبلوماسية الروسية من قبل الصحفي الأمريكي، هل توجد لدى روسيا إمكانية لوقف “تدخل الولايات المتحدة في فنزويلا”، إذا ما أقدمت واشنطن على هذه الخطوة؟.
وردّ لافروف قائلاً: “البعض يسمّي شركتكم (الأخبار المزيفة)، لكن الآن تطرحون (سؤالاً مزيفاً)”، مذكراً بتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثيرة في تويتر، التي اتهم فيها القناة التلفزيونية بنشر معلومات غير موثوقة.
وشدّد وزير الخارجية الروسي في إجابته على أن موسكو لا تقبل بتاتاً القيام بعمليات عسكرية تنتهك القواعد الدولية حيثما كان، مضيفاً: إن استخدام القوة لا يكون إلا بتصريح من مجلس الأمن أو كرد على عدوان، وهما لا يتوفران في حالة فنزويلا.
وكانت الحكومة الفنزويلية قررت في وقت سابق حظر بث قناة “سي. إن. إن” الناطقة بالإسبانية في الانترنت، وأكد ممثلو اللجنة الوطنية للاتصالات السلكية واللاسلكية في هذا البلد أن محتويات برامج هذه القناة تشكّل “هجوماً مباشراً على السلام والاستقرار الديمقراطي للشعب الفنزويلي”.
وفي الآونة الأخيرة، رفعت قناة “سي. إن. إن” مفهوم “الأخبار الكاذبة” إلى مستوى جديد إثر تقرير بثته عن فنزويلا، زعمت فيه أن “المواطنين اختاروا خوان غوايدو خلال الانتخابات التي جرت في كانون الثاني الماضي رئيساً للبلاد.
وفي تقرير نشرته الأحد، يحمل خبر تحطم المروحية العسكرية للجيش الفنزويلي قرب كاراكاس، كتبت أن “الضغط يتصاعد على مادورو من أجل أن يتنحّى تبعاً لنتائج الانتخابات التي جرت في كانون الثاني حيث صوّت الفنزويليون لمصلحة زعيم المعارضة خوان غوايدو”، مع أنه لم تجرِ في فنزويلا أي انتخابات في ذلك الوقت، والمحاولتان الانقلابيتان لغوايدو، منذ ذلك الحين باءتا بالفشل، ومازال مادورو يحتفظ بالرئاسة وبدعم من ملايين الفنزويليين.
لكن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا أن غوايدو، الصديق لواشنطن هو “القائد الشرعي” للبلاد، ومن الواضح أن هذا الكلام أربك مراسلي “سي. إن. إن!.
وتمّ تصحيح التقرير الاثنين، أي بعد يوم كامل من نشره، وجاء التصحيح ليعكس حقيقة أن غوايدو لم ينتخب، بل أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، وذلك على شكل إضافة في أسفل المقال تشير إلى أن النسخة القديمة من المقال وصفت “الوضع بشكل غير صحيح”.
ومما يثير الدهشة، أن التقرير “الفاشل” الذي أشار في البداية إلى هذه الانتخابات الخيالية والمزعومة، كان نتاج عمل لما لا يقل عن ستة صحفيين، اثنان تظهر أسماؤهما على المقال، وأربعة آخرون مدرجون كمساهمين في الأسفل، بينما يعلم الجميع في عالم الإعلام أن المقالات تخضع للتدقيق قبل نشرها، على الأقل من شخصين إضافيين، فهل يعقل أن يقرأ كل هؤلاء المقال ويعجزوا عن اكتشاف هذا الخطأ الصارخ؟!.
وتعليقاً على هذا الخطأ، وصف عدد من الصحفيين ومستخدمي موقع “تويتر”، شبكة “سي. إن. إن” بالكاذبة، وتقاريرها بالمخزية والرهيبة.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد، الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة، والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف ونشر الفوضى.