موسكو تدعم الجيش السوري في ردّه على خروقات الإرهابيين بإدلب إحباط هجمات إرهابية من محور أبو الضهور.. ومجزرة جديدة لميليشيات واشنطن في الشحيل
خاضت وحدات من الجيش اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية حاولت التسلل من محور أبو الضهور والاعتداء على النقاط العسكرية والقرى الآمنة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجمات الإرهابية، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن بلاده ستواصل دعم جهود الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه، وقال: “الآن يدور الحديث عن ردة الفعل على هجمات الإرهابيين المسلحين في إدلب، ونحن ننسق مع الجانب السوري في هذا الموضوع للرد على الهجمات بطريقة مناسبة”.
وفيما ارتكب طيران التحالف الأمريكي وميليشيا “قسد” مجزرة استشهد فيها 6 مدنيين من أهالي بلدة الشحيل بريف دير الزور الشمالي الشرقي، أكدت آنا رايت، الدبلوماسية السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن سورية تواجه تنظيمات إرهابية مدعومة من الخارج ومن حقّها محاربتها بشتى الوسائل، داعية في الوقت ذاته إلى سحب قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية.
فقد خاضت وحدات من الجيش اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى “حراس الدين” و”أنصار المجاهدين”، المنضوية تحت زعامة القاعدة”، التي حاولت التسلل من محور أبو الضهور والاعتداء بالقذائف الصاروخية والهاون على النقاط العسكرية والقرى الآمنة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وانتهت الاشتباكات بإحباط التسلل بعد مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين، وإجبار من تبقى منهم على الفرار، في حين دمّرت وحدات الجيش منصات قذائف الهاون والصاروخية التي استهدفت النقاط العسكرية.
وفي وقت سابق، دمّرت وحدة من الجيش برمايات مكثّفة أوكاراً لإرهابيي “جبهة النصرة” في بلدة الهبيط وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين، كما نفذت وحدة ثانية ضربات دقيقة على أوكار وتجمعات لتنظيم جبهة النصرة في بلدة قلعة المضيق بالريف الشمالي ما أسفر عن القضاء على العديد من إرهابييه وتدمير مواقع محصّنة وأسلحة وذخيرة.
إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن بلاده ستواصل دعم جهود الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه، وأشار، في تصريحات للصحفيين، إلى أن الإرهابيين في إدلب يواصلون خرق منطقة خفض التصعيد واستهداف المدنيين ومواقع الجيش السوري، وأن استهداف مواقع التنظيمات الإرهابية في المحافظة يأتي رداً على هذه الخروقات، وأضاف: “الآن يدور الحديث عن ردة الفعل على هجمات الإرهابيين المسلحين في إدلب، ونحن ننسق مع الجانب السوري في هذا الموضوع للرد على الهجمات بطريقة مناسبة”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جدّد الأربعاء التأكيد على ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، موضحا أن “جبهة النصرة” تسيطر على معظم المحافظة، وتواصل قصف المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، ولا يمكن السماح باستمرار ذلك.
كما أشار فيرشينين إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة حول الوضع في سورية نهاية الشهر الجاري.
وفي إطار الحد من العبث بالأمن الوطني ومكافحة التهريب ضبطت المديرية العامة للجمارك كميات من الأسلحة والذخائر والأحزمة الناسفة من مخلفات الإرهابيين في ريف دمشق، وأشار مدير مديرية مكافحة التهريب في إدارة الجمارك غياث حمدان في تصريح للصحفيين إلى أنه بعد ورود معلومات إلى مديرية الجمارك العامة قام عناصر مديرية مكافحة التهريب بضبط مستودع للأسلحة والذخائر المتنوعة من مخلفات المجموعات الإرهابية في إحدى التلال بريف دمشق، ولفت إلى أن الأسلحة المضبوطة تضمنت بنادق آلية ورشاشات وقواذف “آر بي جي”، وعبوات ناسفة محلية الصنع وأحزمة ناسفة وقواذف محمولة على الكتف وقنابل وأجهزة اتصال فضائي وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة، وبيّن أن هذه العملية تندرج في إطار دور المديرية العامة للجمارك في مساعدة الجهات المختصة لضبط أي أعمال تضر بالأمن الوطني والمجتمع إضافة إلى دورها في حماية الاقتصاد الوطني.
مجزرة جديدة في الشحيل
بالتوازي، ارتكب طيران التحالف الأمريكي وميليشيا “قسد” مجزرة استشهد فيها 6 مدنيين من أهالي بلدة الشحيل بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وبيّنت مصادر أهلية أن مجموعة من ميليشيا “قسد” أقدمت على محاصرة حي الكتف في بلدة الشحيل لأكثر من ساعتين، بمؤازرة من الطيران المروحي الأمريكي الذي حلّق على ارتفاعات منخفضة، ثمّ نفذت اقتحاماً مترافقاً بإطلاق نار كثيف وعشوائي على أهالي الحي ما أدى إلى استشهاد 6 مدنيين وجرح 4 آخرين واعتقال عدد من الأهالي وترويع البلدة بالكامل.
كما استشهد مدني بنيران ميليشيا “قسد” خلال اعتدائها بالرصاص الحي على متظاهرين خرجوا تنديداً بممارساتها وجرائمها في البلدة، وأفاد مراسل سانا بخروج مظاهرات جديدة احتجاجاً على جرائم ميليشيا “قسد” في قريتي البصيرة والضمان بريف دير الزور الشمالي، وطالبوا بطردها من مناطقهم بريف دير الزور، وقالت مصادر أهلية: “إن الاحتجاجات ضد ممارسات ميليشيا “قسد” وقوات الاحتلال الأمريكية تجدّدت في الريف الشمالي لدير الزور بعد إمعان مقاتلي “قسد” في التنكيل بالأهالي والتضييق عليهم والاعتداء عليهم بالرصاص ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات منهم إضافة إلى اعتقال كثير من أبناء القرى بريف دير الزور”.
يذكر أن معظم مناطق ريف دير الزور الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد” شهدت احتجاجات شعبية واسعة طالبت بطردها.
يأتي ذلك فيما استنكر التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو استمرار احتجاز الولايات المتحدة المهجرين في مخيم الركبان، مؤكداً أن الهدف استخدام هذه المسألة ورقة سياسية لابتزاز الحكومة السورية، ودعا مارتين بيتش، عضو اللجنة الخارجية للتجمع، إلى إنهاء احتجاز المهجرين في المخيم والسماح لهم بالعودة إلى المناطق التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وسحب قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية، وأشار إلى أن الأمريكيين يواصلون دعم الإرهاب واستخدام التنظيمات الإرهابية أداة لتنفيذ مخططاتهم في سورية والمنطقة وهم غير مهتمين بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
وفي السياق نفسه، أكدت آنا رايت، الدبلوماسية السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن سورية تواجه تنظيمات إرهابية مدعومة من الخارج ومن حقها محاربتها بشتى الوسائل، داعية في الوقت ذاته إلى سحب قوات الاحتلال الأمريكي من الأراضي السورية.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في كوبا على هامش مشاركتها في الندوة الدولية من أجل السلام وإلغاء القواعد العسكرية الأجنبية في الخارج في محافظة غوانتانامو الكوبية، أشارت رايت إلى أن تدخل الولايات المتحدة في سورية “عقّد الوضع وزاد من نشاط التنظيمات الإرهابية”، مؤكدة أنه من حق الحكومة السورية محاربة الإرهاب بشتى الوسائل.
ودعمت الولايات المتحدة على مدى سنوات الحرب على سورية التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح تحت مسمى “معارضة معتدلة”.
وأوضحت رايت أن الإدارة الأمريكية تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير تدخلها وعدوانها على دول أخرى، كمزاعم استخدام السلاح الكيميائي، لافتة إلى أن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 كان سبباً في تقديم استقالتها من عملها في الخارجية الأمريكية.
وفي مقابلة مماثلة أوضحت عضو منظمة المحاربين القدامى من أجل السلام في الولايات المتحدة مونيكا ريوس أن الإدارة الأمريكية تعتمد الكذب وتزوير الحقائق للتدخل في البلدان الأخرى بهدف تنفيذ مخططاتها وفرض هيمنتها على الدول، مؤكدة أن تدخل واشنطن في سورية جزء من هذا المخطط، داعية بلادها إلى وقف تدخلاتها في الدول الأخرى والتي تجلب المعاناة للشعوب في هذه الدول.
واختتمت الندوة الدولية السادسة من أجل السلام وإلغاء القواعد العسكرية الأجنبية في الخارج أعمالها الاربعاء في محافظة غوانتانامو الكوبية بمشاركة وفود من أكثر من 35 بلدا بينها سورية.
وفي لبنان، جدّد الحزب السوري القومي الاجتماعي تأييده ودعمه للخطوات التي تتخذها سورية في مواجهة الإرهاب والتصدي للحصار والإجراءات القسرية الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة عليها من قبل الغرب، وقال في بيان: “إننا نقف إلى جانب الدولة السورية، التي باتت أكثر تصميماً على استكمال بسط سيادتها واستئصال ما تبقى من بؤر الإرهاب والاحتلال، وهذا التصميم يظهر جليا من خلال العمليات العسكرية ضد المجموعات الإرهابية التي تتخذ حالياً من محافظة إدلب ساحة لمخططها الإرهابي المدعوم من المعتدي التركي”، وشدد على وقوفه الدائم مع خيار الدولة السورية وقراراتها، مبيناً أن الحرب الاقتصادية والحصار القسري المفروض على سورية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها هي استكمال للحرب الإرهابية التي استهدفت هذا البلد، مؤكداً ثقته بقدرة وصمود سورية في مواجهة الحرب العدوانية العسكرية والاقتصادية.
من جانبه شدد النائب اللبناني والوزير الأسبق ماريو عون على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات اللبنانية السورية، وقال: إن العمق الاقتصادي والتجاري للبنان هو سورية، ولذلك يجب أن تكون هناك علاقات أفضل مما هي عليه حالياً، مشيراً إلى ضرورة التنسيق والتعاون مع الدولة السورية بشكل مباشر لحل موضوع المهجرين السوريين في لبنان.