بوتين في ذكرى الانتصار على النازية: منظومة أمن عالمية موحّدة
احتفلت روسيا، أمس، بالذكرى الـ74 للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وذلك باستعراض عسكري بالساحة الحمراء قرب الكرملين، شارك فيه أكثر من 13600 من أفراد القوات المسلحة الروسية، إضافة إلى أحدث أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، فيما أقامت قيادة القوات الروسية العاملة في سورية احتفالاً مركزياً في قاعدة حميميم باللاذقية، وذلك بحضور منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية.
وتضمّن الاحتفال عرضاً عسكرياً شاركت فيه وحدات عسكرية سورية وروسية، وعرضاً بالعتاد والسلاح، وبعدها تمّ وضع إكليلين من الورد على ضريح الجندي المجهول في قاعدة حميميم، وتكريم عدد من الضباط والجنود الروس من العاملين في سورية.
وأمام المنصة في قاعدة حميميم، مرّت أرتال ضباط إدارة مجموعة القوات والمجموعة التكتيكية، وجنود فوج الدفاع الجوي الصاروخي، والمفرزة الطبية الخاصة، وكذلك رتل المجموعة المختلطة للنساء العسكريات، بالإضافة إلى وحدة الشرطة العسكرية الروسية ومجموعات من العسكريين من الجيش العربي السوري، وضمّت مجموعة الآليات والمعدات العسكرية، عربات مدرّعة من طراز “تايفون” و”تايغر”، وكذلك عربات نقل جنود قتالية من طراز “ب ت ر82 أ م” وغيرها، وكذلك عرضت مجموعة من الطائرات الحربية الروسية من طراز Su-35 وSu-34 وSu-24 وSu-25 وA-50 ، ومروحيات من طراز Mi-8 وMi-35 وهي رابضة على الأرض في الموقف المخصص لها.
وألقى اللواء مدير الإدارة السياسية ممثل نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد علي أيوب كلمة قال فيها: “إننا في سورية، ونحن نستذكر بطولة الشعب الروسي الأبي وشجاعته وقدرته الفائقة على التضحية، نجد أنفسنا أمام صورة مشابهة من ملاحم الرجولة والبطولة التي يسطرها رجال قواتنا المسلحة دفاعاً عن قيم الحق والعدالة في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي لا تقف أخطاره عند حدود جغرافية، بل تستهدف الأمن والاستقرار في شتى أنحاء المعمورة”، وأضاف: “كلنا ثقة اليوم بأن المستقبل سيكون حافلاً بالانتصارات بفضل تكاتفنا وتعاوننا الذي يزداد رسوخاً وتفعيلاً في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الجميع”، مبيناً أن “شعبنا سيبقى على الدوام يبادل الأصدقاء الروس الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وهو على يقين ببلوغ النصر المشترك القادم والقريب”.
حضر الاحتفال عدد من ضباط القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة ومحافظ طرطوس صفوان أبو سعدة وشخصيات رسمية وعسكرية.
كما أقيم في نادي ضباط حلب احتفال بهذه المناسبة، تمّ خلاله وضع أكاليل الزهور على نصب الشهداء والجندي المجهول، والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيشين السوري والروسي، وعزف النشيد الوطني للبلدين الصديقين، كما جرى عرض فيلم قصير عن انتصار الجيش الروسي على النازية، وتكريم عدد من أسر الشهداء الروس والسوريين، وعدد من ضباط الجيشين العربي السوري والروسي.
وعبّر عدد من ذوي الشهداء عن شكرهم لهذه المبادرة الطيبة من الأصدقاء الروس، والدعم الكبير لتعزيز صمودهم في مواجهة ما تتعرض له سورية على يد الإرهاب، فيما أكد عدد من المواطنين الروس المقيمين في حلب أنهم جاؤوا للمشاركة في هذه الاحتفالية لاستذكار انتصار بلدهم على النازية بفضل الدماء التي قدّمها الجيش الروسي فداء لبلدهم.
وقال ممثل مركز التنسيق الروسي في حميميم فارونين روسلان فيتروفتش: “نقف اليوم في صف واحد لحماية مستقبل الانسانية وتقديم التضحيات لحماية شعوبنا”، مؤكداً الاستمرار بتقديم الدعم لسورية في مواجهة قوى الشر والإرهاب التي تستهدفها.
ولفت الرفيق أمين فرع حلب للحزب فاضل نجار إلى تزامن الاحتفال بالنصر على النازية مع الاحتفال بذكرى شهداء أيار في سورية الذين كانوا قرابين للنصر، لافتاً إلى أن روسيا الاتحادية كانت على الدوام تناصر الحق، كما هي الآن تحارب الإرهاب مع سورية نيابة عن دول العالم.
شارك في الاحتفال حسين دياب محافظ حلب، والدكتور مصطفى افيوني رئيس جامعة حلب، والدكتور معد مدلجي رئيس مجلس مدينة حلب، والقنصل الأرميني في حلب.
وفي روسيا، وفي كلمة ألقاها خلال العرض العسكري الذي أقيم في موسكو، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دروس الحرب العالمية الثانية لا تزال ذات أهمية، ودعا المجتمع الدولي إلى إقامة منظومة أمن موحّدة لمواجهة التهديدات المشتركة، وقال: “مع مرور السنوات، ندرك أكثر فأكثر القوة الأخلاقية والقيمة الأبدية للنصر العظيم الذي حققه شعبنا، والذي أنقذ وطننا ووفر سنداً وأملاً للبشرية جمعاء، وبات محرراً أساسياً لشعوب أوروبا”.
ووصف بوتين يوم النصر بأنه “يوم فخرنا وحزننا، يوم شكرنا غير المحدود لحماة الوطن الذين دحروا النازية”، وحذّر بوتين من وجود محاولات في بعض الدول تستهدف تحريف حقيقة الحرب وتعظيم أتباع النازية، مضيفاً: إن “واجبنا المقدس الدفاع عن ذكرى الأبطال الحقيقيين للحرب الوطنية العظمى”، وأكد أن دروس تلك الحرب لا تزال ذات أهمية اليوم، مشيراً إلى أن روسيا ستمضي قدماً في تعزيز قدراتها الدفاعية.
ودعا الرئيس الروسي المجتمع الدولي لإقامة منظومة أمن موحّدة لمواجهة التهديدات القائمة، مؤكداً انفتاح روسيا على التعاون “مع كل من هو مستعدّ للتصدي للتطرف والإرهاب”.
وفي تمام الساعة الثالثة بعد ظهر أمس، انطلقت مسيرة “الفوج الخالد” بموسكو، نحو الساحة الحمراء، وهي تقليد متبع منذ عام 2012، حيث أقيمت المسيرة في مدينة تومسك، وفي 2013 أقيمت المسيرة في 30 مدينة روسية.
والفوج الخالد، هو اسم مسيرة تقام سنوياً في عيد النصر على النازية في مختلف مدن روسيا وبعض من البلدان الأخرى.
ويتجمع المشاركون في المسيرة، وهم يحملون صور أقارب لهم شاركوا في الحرب الوطنية العظمى، وقد شارك بوتين في هذه المسيرة، وهو يحمل صورة والده، الذي شارك في الحرب ضد النازيين التي انتهت بانتصار الجيش السوفييتي على ألمانيا النازية.