فشل جديد
ليست المرة الأولى التي تخسر فيها رياضة حلب التمثيل في الاتحادات ولجان الألعاب المختلفة، والتي كانت آخرها خسارتها لمقعد لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، وهو لا شك أمر محزن ومؤسف يدلل على حالة الأنا المتورمة في نفوس البعض، وغياب التنسيق والتعاون والتوافق بين المرشّحين، والمفترض أن يكون على أعلى مستوى في مثل هذه المناسبات والحالات لضمان بقاء الرياضة الحلبية ممثّلة وحاضرة بقوة في كافة الاتحادات الرياضية واللجان المنبثقة عنها، وبما يتناسب مع مكانتها وثقلها في خريطة العمل الرياضي الوطني.
فالمسألة تتجاوز قضية التمثيل من عدمها، وهي تعكس دون أدنى شك ما يعتري الجسم الرياضي في حلب من وهن، وضعف، وتشتت، وفوضى، ومرد ذلك غياب الضابط والناظم لميزان العمل الرياضي في مختلف مستوياته (التنظيمية والإدارية والفنية)، وهو ما يفسر حقيقة تراجع منسوب الأداء والنتائج في مجمل المشاركات في البطولات الرسمية سابقاً وراهناً.
وبالنظر إلى أهمية هذه القضية الشائكة والمستنسخة من تجارب سابقة فاشلة، وانعكاساتها السلبية على حاضر ومستقبل الرياضة في حلب، نرى ضرورة أن تلعب القيادة الرياضية في المحافظة دوراً محورياً وحاسماً في هذا الملف- الجديد القديم- يجنّب رياضة حلب لاحقاً المزيد من الخسارات والانتكاسات، وهي مسؤولية أيضاً تقع على عاتق اللجان الفنية للألعاب في المحافظة، والمطلوب منها أن تكون أكثر انسجاماً وتناغماً وتفاهماً وتوافقاً على اختيار الأكفأ والأجدر لدخول برلمانات الاتحادات والألعاب بمختلف تصنيفاتها وتفرعاتها، لا أن يقتصر دورها فقط على اغتنام والتقاط الفرصة للحصول على مزايا المراقبة والتحكيم في الدوريات والمسابقات، والأهم من كل ذلك هو تصفية النفوس والقلوب والنوايا، وتغليب المصلحة العامة على المصالح المنفعية الضيقة التي غالباً ما تكون نتائجها الفشل الذريع، وهو ما تحصده الرياضة الحلبية الآن!.
معن الغادري