ما قصة غرامات المخالفات التي حدثت منذ أربعين عاماً؟!

حمص – نزار جمول

لم يعد يعرف المواطنون الذين حصلوا على شقة سكنية كيفية التعامل مع الجمعيات السكنية التي أنشأت بالأصل لمساعدتهم بالحصول على سكن بعد دفع ثمنه على شكل أقساط تيسر لهم أمورهم المعيشية وبما يتناسب معها، وفي حمص وبالتحديد في المشروع السادس بحي الإنشاءات شارع أحمد عطايا عدد من الشقق هي 24 شقة، احتار المواطنون كثيراً عندما استلموا طلب غريب وعجيب من الجمعية السكنية تطالبهم بغرامات مخالفة وصلت إلى أكثر من مائة ألف ليرة، وهم الذين استلموا شققهم منذ أربعين عاماً مع العلم أن الجمعية السكنية طلبت منهم مبلغ مائة ألف ليرة عند استلامهم الشقة كرسم تسليم سند الملكية لاحقاً، والغريب بالأمر أنه وبعد مضي كل هذه السنوات جاء طلب الجمعية السكنية في نهاية العام الماضي من كل المستفيدين بلا استثناء دفع هذا المبلغ مقابل تسليمهم سندات التمليك لشققهم التي لم يبق عليها أية أقساط، ومع كل ذلك قام المستفيدون من هذه الشقق بدفع المبلغ في أول هذا العام على أمل الحصول على سندات التمليك، ولكنهم حتى الآن وبعد مضي حوالي خمسة أشهر من دفع المبلغ لم يستلموا أية سندات، والمفاجأة الأكبر حضور مندوب من الجمعية السكنية في منتصف نيسان الماضي لمطالبة أصحاب الشقق المذكورة بدفع مبلغ آخر، وهو مائتي ألف ليرة لقاء غرامات مخالفات حدثت منذ أربعين عاماً مع العلم أن هذه المخالفات قام بها المهندسون والمراقبون المشرفون على بناء هذه الشقق فكيف يتحمل أصحاب الشقق أخطاء غيرهم.
الجمعية السكنية المذكورة لم تكتف بهذا الطلب المجحف بل قامت ببيع الحديقة التي تطل عليها الشقق إلى جمعية المصفاة، ما أدى إلى إغلاق واجهة البناء من جهته الغربية، وفي ظل هذا التعدي على حقوق أصحاب هذه الشقق يناشد أصحابها مجلس مدينة حمص من أجل إنصافهم من هذا الظلم الذي وقع عليهم وتصحيح الخطأ ومحاسبة المخطئين الحقيقيين مع العلم أن رئيس الجمعيات السكنية بحمص صفوان غنطاوي أكد أنه لا يوجد أية مخططات للمشروع المذكور والمخالفات التي ترتبت على أصحاب الشقق الأربع والعشرين هي تجاوز على الوجيبة الأمامية والخلفية ضمن نظام الضابطة على التسعيرة الجديدة.
ورغم كل المحاولات الكثيرة لتحديد هذه الغرامات على التسعيرة القديمة إلا أنها باءت بالفشل، ولم يبق على المعنيين إلا إنصاف هؤلاء المواطنين.