الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

منظمة شنغهاي تدعو لتشكيل جبهة عالمية لمكافحة الإرهاب تدمير تجمعات للإرهابيين في ريفي حماة وإدلب.. وعودة دفعة جديدة من المهجرين في مخيم الركبان

 

وجهت وحدات من قواتنا المسلحة أمس سلسلة ضربات دقيقة ومركّزة طالت  تجمعات الإرهابيين في ريف حماة وإدلب، أسفرت عن إلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم بين قتيل ومصاب وتدمير أدوات إجرامهم.
وفيما عادت دفعة جديدة من الأسر المهجرة القاطنة في مخيم الركبان عبر ممر جليغم بريف حمص الشرقي تمهيداً لنقلهم إلى قراهم التي حررها الجيش من الإرهاب، جددت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين التأكيد على أن الولايات المتحدة مسؤولة عن بطء عملية إجلاء المدنيين في مخيم الركبان، ما يخلّف مزيداً من الضحايا، ويزيد من معاناة عشرات الآلاف من المحتجزين قسراً من قبل قوات الاحتلال الأمريكي في منطقة التنف، في وقت أدانت منظمة شنغهاي للتعاون الإرهاب بجميع أشكاله، وأكدت أهمية الجهود المبذولة لتشجيع تشكيل جبهة عالمية واحدة لمكافحة الإرهاب.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات من الجيش ضربات مدفعية وصاروخية طالت تجمعات وتحصينات إرهابيي جبهة النصرة في قريتي جسر بيت الراس والحويز بريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى تدمير أوكار لهم وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.
وفي ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي دمّرت وحدات من الجيش بضربات مركّزة ومكثفة عتاداً وآليات لإرهابيي النصرة في جسر الشغور وجبل شحشبو وحيش وخان شيخون والهبيط.
من جهة ثانية، ذكر مراسل سانا من ممر جليغم أن عشرات الأسر تقلهم سيارات وشاحنات مع أمتعتهم وصلوا ظهر أمس إلى الممر قادمين من مخيم الركبان، حيث عملت فرق الهلال الأحمر العربي السوري ونقطة طبية على تقديم المساعدة الطبية والغذائية لهم، ولفت إلى أن عناصر من الجهات المعنية قاموا بتسجيل أسماء العائدين وبيانات شخصية لأسرهم ليصار إلى نقلهم عبر حافلات نقل جماعي عند الممر إلى مراكز إقامة مؤقتة في مدينة حمص، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين من مخيمات اللجوء إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وعبّر عدد من الأطفال العائدين عن فرحتهم بالعودة إلى الوطن وعن تصميمهم للعودة إلى مقاعد الدراسة لتعويض ما فاتهم خلال السنوات التي عاشوها في مخيم الركبان، في حين رأى عدد من الأهالي أن عودتهم اليوم إلى الوطن هي بمثابة ولادة جديدة بعد سنوات من الذل والفقر والمرض والبرد والظلم على أيدي المجموعات الإرهابية المنتشرة في المخيم، داعين الجميع إلى العودة حتى ولو سيراً على الأقدام للتخلّص من جحيم المخيم.
إلى ذلك، ذكرت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية في بيان أن الولايات المتحدة تتحمّل المسؤولية الكاملة عن البطء في عملية إجلاء النازحين من مخيم الركبان وإعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائم، لافتاً إلى أنه لم يغادر المخيم سوى ربع المدنيين القاطنين فيه، وأضاف: إن التصرفات غير البنّاءة من الجانب الأمريكي تخلّف مزيداً من الضحايا، وتزيد من معاناة السوريين المحتجزين قسراً في مخيم الركبان، مبيناً أنه رغم الإجراءات غير المسبوقة التي تتخذها روسيا وسورية لتأمين الظروف المناسبة في المناطق التي يعود إليها اللاجئون تسير إجراءات إجلاء المواطنين من الركبان ببطء، وحتى الآن غادره أكثر من 12 ألف شخص فقط.
وأضاف البيان: إنه في الوقت الذي أوجدت فيه الولايات المتحدة مع الدول الحليفة لها أزمة وقود مصطنعة في سورية بهدف خنق الاقتصاد السوري تسرق الولايات المتحدة الموارد الوطنية السورية، وتنظم تهريبها عبر نقلها من منطقة الضفة اليسرى لنهر الفرات، وتعمل على تمويل تجمعات مسلحة غير شرعية، وتستخدمها لتنفيذ تفجيرات إرهابية لمنع إعمار سورية وزعزعة استقرارها، ودعا الولايات المتحدة للتخلي عن ازدواجية المعايير، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وسحب قواتها من الأراضي السورية على الفور، كما أهاب بالهيئات الإنسانية للأمم المتحدة لتنفيذ مهامها المسندة إليها من قبل المجتمع الدولي، والتأثير على واشنطن بهدف إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية في أقرب وقت ممكن، وحل مخيمي الركبان والهول، وتحرير المواطنين السوريين منهما، وعودتهم إلى أماكن إقامتهم داخل الأراضي السورية، ولفت البيان إلى أن الوضع في مخيم الهول شرق البلاد لا يقل كارثية عن الركبان، ويواجه قاطنوه نفس المشاكل المتمثلة في تقييد حرية التنقل، ومصادرة الوثائق الثبوتية، وفصل الأسر، والنقص الحاد في الأدوية، وانعدام النظافة.
سياسياً، جاء في بروتوكول البيان الختامي الذي وقّع عليه أمناء مجالس الأمن في منظمة شنغهاي للتعاون: إن المشاركين في الاجتماع أدانوا الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وأكدوا أهمية الجهود المبذولة لتشجيع تشكيل جبهة عالمية واحدة لمكافحة الإرهاب برعاية الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة والتي ستعمل على أساس القانون الدولي دون تسييس ومعايير مزدوجة، كما تم التأكيد أيضاً على عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول بحجة مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك عدم قبول استخدام المجموعات الإرهابية والمتطرفة والراديكالية، وأشار إلى أن العالم يعاني من عدم الاستقرار وتزايد عدم اليقين، ما يؤجج المخاطر المرتبطة بتفاقم الأزمات في عدد من المناطق، والتزايد المستمر لتهديدات الإرهاب، والنزعات الانفصالية، والتطرف والإتجار غير المشروع بالأسلحة والمخدرات، والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجرائم الالكترونية.
وأضاف البيان: إن هذه التحديات الجدية المهددة للأمن والاستقرار في الدول الأعضاء في المنظمة تتطلب إجراءات متكاملة مشتركة تقوم على أساس التعاون المتساوي والثقة المتبادلة، ونوّه أمناء مجالس الأمن بالدور الإيجابي لعملية أستانا في تسهيل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية، وأكدوا مجدداً على الحاجة إلى الامتثال لأحكام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باستعادة الأمن والاستقرار في سورية، وأكد المشاركون في الاجتماع أهمية الالتزام المستمر بتنفيذ متطلبات قرارات مجلس الأمن ذات الصلة المتعلقة بمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى دعم الجهود المبذولة لمواجهة أي شكل من أشكال التمويل والدعم اللوجستي للإرهاب.
واتفق المشاركون على مواصلة التعاون في مواجهة انتشار الدعاية للإيديولوجيا الإرهابية، والدعاية لها من خلال الشبكة الالكترونية، ومحاولات إشراك الشباب في أعمال المجموعات الإرهابية والانفصالية والمتطرفة.
وفي براغ، أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيكية مع سورية الدكتور ستانيسلاف غروسبيتش أن استمرار الوجود العسكري التركي والأمريكي على الأراضي السورية أمر غير مشروع، ولا يمكن القبول به، وهو يمثّل العقبة الوحيدة في وجه تحرير سورية بكاملها من الإرهاب، وقال: إن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بدعم المجموعات الإرهابية وتمويلها وتسليحها في المناطق التي يحتلها من سورية، ونراه في مقابل ذلك يعمد إلى الاحتجاج على العمليات التي تستهدف إنهاء بؤرة الإرهاب في إدلب، وأشار إلى أن هناك مجازر ترتكب بحق المدنيين في المناطق التي توجد فيها القوات الأمريكية والميليشيات الموالية لها، الأمر الذي لا يمكن القبول به على الإطلاق.
وشدد غروسبيتش على ضرورة احترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يؤكد على وحدة وسيادة واستقرار سورية، مؤكداً أن استقرار الأوضاع في سورية، وبدء مرحلة إعادة الإعمار فيها يمثّل واحداً من الأسس الرئيسية للاستقرار في المنطقة كلها.