موسكو: في سورية كُسِر العمود الفقري للإرهاب الجيش يوجّه ضربات مركّزة على تجمعات التكفيريين في ريف حماة
ردت وحدات من قواتنا المسلحة أمس بضربات نارية مركّزة على تجمعات المجموعات الإرهابية في ريف حماة الشمالي، وأحبطت محاولات إرهابييها الاعتداء على النقاط العسكرية المتمركزة لحماية البلدات الآمنة.
وفيما عثرت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي على أسلحة وذخائر متنوعة من مخلفات الإرهابيين في ريف درعا الشمالي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومات الدفاع الجوي تصدت لهجمات إرهابية بالقذائف الصاروخية على قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
في السياسة، أكدت سورية أن الإرهاب بات يشكّل الخطر الرئيسي على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشددة على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحته.
وفيما دعت روسيا إلى تشكيل جبهة موسعة لمكافحة الإرهاب على أساس القانون الدولي، مؤكدة أنه تم في سورية كسر العمود الفقري للإرهاب الدولي بفضل الجيش السوري والتعاون مع روسيا والحلفاء والأصدقاء، شددت طاجيكستان على ضرورة الامتناع عن استخدام المعايير المزدوجة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف كل أنواع الدعم السياسي والعسكري والمالي للإرهاب.
وفي التفاصيل، خاضت وحدات الجيش العاملة في ريف حماة الشمالي اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم جبهة النصرة الذين شنوا هجوماً على المناطق الآمنة في محور الحماميات، وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجوم الإرهابي بعد تكبيد المجموعات الإرهابية خسائر بالأفراد، وإجبار من تبقى منهم على الفرار باتجاه المناطق التي انطلقوا منها فضلاً عن تدمير عتاد وكميات من الأسلحة والذخائر كانت بحوزتهم.
كما وجّهت وحدات من الجيش ضربات مدفعية وصاروخية على مقرات وتحركات المجموعات الإرهابية دمّرت خلالها عدداً من أوكارها في قرى وبلدات الأربعين والزكاة وحصرايا واللطامنة، وذلك رداً على خروقات الإرهابيين لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
إلى ذلك ذكر مصدر في الجهات المختصة أنه خلال متابعة أعمال تمشيط المناطق المحررة من الإرهاب حفاظاً على حياة المدنيين وعودة آمنة لهم إلى قراهم ومنازلهم تم العثور بالتعاون مع الأهالي على ذخائر متنوعة ورشاشات وبنادق حربية من مخلفات التنظيمات الإرهابية في انخل وجاسم والحارة بريف درعا، وشملت المضبوطات رشاشات خفيفة ومتوسطة وقواذف (ار بي جي) مع حشواتها وكميات كبيرة من الذخيرة الناعمة وقذائف متنوعة وألغاماً مضادة للدبابات وبنادق آلية وبنادق صيد وأحزمة ناسفة مع أجهزة إرسال ومسدسات وقنابل يدوية.
من جهة ثانية أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها: إن إرهابيي تنظيم جبهة النصرة حاولوا أول أمس شن هجوم على قاعدة حميميم بواسطة راجمات الصواريخ انطلاقاً من منطقة خفض التصعيد بإدلب، مؤكدة أن منظومات الدفاع الجوي رصدت مواقع إطلاق القذائف على القاعدة ودمرتها، وأوضح البيان أنه في الساعة الثامنة من مساء أول أمس الأحد أطلق الإرهابيون في إدلب 6 قذائف باتجاه قاعدة حميميم، لكن الدفاعات الجوية في القاعدة تمكنت من صدها جميعاً، مؤكدة عدم وقوع أضرار.
وأحبطت المضادات الجوية عشرات المحاولات من قبل المجموعات الإرهابية للهجوم على قاعدة حميميم باللاذقية بواسطة طائرات مسيّرة تحمل قنابل وراجمات الصواريخ انطلاقاً من عمق منطقة انتشارها في منطقة خفض التصعيد، كان آخرها في السابع من الشهر الجاري، حيث أسقطت منظومتا الدفاع الجوي “بانتسير اس1″ و”تور ام1” الروسية 27 صاروخاً أطلقتها التنظيمات الإرهابية قبل وصولها إلى القاعدة.
وتنتشر في منطقة خفض التصعيد وعلى أطرافها مجموعات إرهابية تابعة لتنظيمي جبهة النصرة والحزب التركستاني وغيرهما من التنظيمات التي تتنقل عبر المناطق الحدودية مع تركيا بدعم من نظام أردوغان الذي يدعمها بالمال والسلاح للاعتداء على السوريين ودولتهم، وكان آخر اعتداء أمس الأول، حيث استشهد مدني، وأصيب آخرون بجروح نتيجة اعتدائها بالصواريخ على قريتي الشراشير والحويز بريف اللاذقية.
سياسياً، قال سفير سورية لدى إيران الدكتور عدنان محمود في كلمة ألقاها باسم سورية في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله الذي عقد في عاصمة طاجيكستان دوشنبه: إن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت يشكّل فيه الإرهاب الخطر الرئيسي على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن سورية تواجه منذ أكثر من ثماني سنوات حرباً إرهابية استهدفت الشعب السوري والبنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية والخدمية.
وبيّن محمود أن الشعب والجيش السوري استطاعا بالتعاون مع الدول الحليفة دحر الإرهاب من معظم الأراضي السورية، مشدداً على تصميم الدولة السورية على القضاء على الإرهاب في كامل أراضيها وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على أراضيها، وأشار إلى مساهمة بعض الدول في دعم الإرهاب، وتسهيل دخول الإرهابيين إلى سورية من أكثر من تسعين دولة، وتقديم المال والسلاح لهم في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وقال: إننا ندعو في هذا المؤتمر إلى الضغط على الدول المستمرة في دعم الإرهاب في سورية والمنطقة لوقف تمويل الإرهابيين بالمال والسلاح ورفع الغطاء عنهم.
وأوضح محمود أن الحرب على الإرهاب لا تقتصر على منطقة جغرافية محددة، وإنما يجب أن تكون شاملة تتضافر فيها جهود جميع الدول في تحمّل مسؤولياتها تجاه مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، مبيناً أن محاربة الإرهاب ومصادر تمويله تحتاج إلى تصحيح بعض الدول الغربية والإقليمية أخطاءها الاستراتيجية من خلال التوقف عن دعم الإرهاب وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ودعا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ومنع تمويله، لأن ظاهرة الإرهاب العابر للحدود هي أحد الأخطار الأساسية التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي، ومحاربة الإرهاب ليست مسألة عسكرية فقط، بل أيضاً فكرية وإيديولوجية، مشدداً على استعداد الحكومة السورية للتعاون مع الجهود الدولية الصادقة في محاربة الإرهاب، وأن القضاء على الإرهاب في سورية يجب أن يكون جزءاً من الحرب الشاملة ضد الإرهاب، ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأكد السفير محمود في ختام الكلمة ضرورة إلغاء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تشكّل تقويضاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، وتشكّل إرهاباً اقتصادياً يستهدف سورية وبعض دول المنطقة التي ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية أو المساس بسيادتها وقرارها المستقل.
وكان الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف أكد في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ضرورة الامتناع عن استخدام المعايير المزدوجة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة، مطالباً المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف كل أنواع الدعم السياسي والعسكري والمالي للإرهاب ومشدداً على أهمية تعزيز قدرات الدول ومؤسساتها التي تحارب الإرهاب بما في ذلك تقديم الدعم المالي والفني لها، لأن ظاهرة الإرهاب تشكّل تهديداً كبيراً لمصير العالم بأكمله.
من جانبه دعا نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف إلى تشكيل جبهة موسعة لمكافحة الإرهاب على أساس القانون الدولي وتنفيذ فعال لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة دون تسييس ومعايير مزدوجة، مؤكداً أنه تم في سورية كسر العمود الفقري للإرهاب الدولي بفضل الجيش السوري والتعاون مع روسيا والحلفاء والأصدقاء.
بدوره أكد رئيس دائرة مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الإيرانية حسين ملكي على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لقطع تمويل الإرهاب ومكافحته وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وكان المؤتمر رفيع المستوى للتعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة اختتم أعماله أمس بمشاركة ممثلين عن 53 دولة ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب و17 منظمة إقليمية ودولية معنية بمكافحة الإرهاب، وتناول المؤتمر موضوعات تهديد الإرهاب ومخاطر تمويله وتبادل المعلومات المالية والآليات الوطنية والإقليمية لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، واستخدام التكنولوجيات الحديثة والعملات المشفرة في تمويل الإرهاب.