جغرافيا الحرب: لا عراق… لا إيران!
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 30/5/2019
لحسن الحظ ، فإن رياح التغيير في العراق والعديد من الدول العربية الأخرى الواقعة تحت تهديد إسرائيل والولايات المتحدة، تشكل سلسلة من الحدود غير المنقطعة مع إيران.
في السياسة في الشرق الأوسط، فإن المال هو جوهر كل الأمور. وعلى هذا النحو، فإن هذه المجموعة من الدول الدفاعية ستتحوّل بشكل جماعي وسريع نحو مجال الروسي/ الصيني الجديد ذي النفوذ الاقتصادي، حيث تشكل هذه البلدان الآن محيطاً دفاعياً جغرافياً سياسياً، ودخول العراق إلى الحظيرة، يجعل الحرب البرية الأمريكية مستحيلة تقريباً وحرباً جوية محدودة للغاية.
في الشهرين الأخيرين، كان البرلمانيون العراقيون صوتاً استثنائياً في دعواتهم لجميع القوات العسكرية الأجنبية -وخاصة القوات الأمريكية- للمغادرة على الفور. ودعا سياسيون من كلتا الكتلتين في البرلمان العراقي المنقسم إلى التصويت لطرد القوات الأمريكية ووعدوا بتحديد موعد جلسة استثنائية لمناقشة هذه المسألة.
ووافق رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على تعليقات أخرى. ودعا نواب آخرون إلى وضع جدول زمني للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية. ثم تمّ تقديم اقتراح للمطالبة بتعويضات الحرب من الولايات المتحدة وإسرائيل لاستخدام الأسلحة المحظورة دولياً أثناء تدمير العراق لمدة سبعة عشر عاماً وفشلهم بطريقة ما في العثور على “أسلحة الدمار الشامل” حجة الحرب المزعومة.
مع استمرار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين العراق وإيران، ومع توقيع العراق مؤخراً على مليارات من الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي الإيراني، تمّ التصديق على التحول نحو النفوذ الروسي -وهو النفوذ الذي يفضّل السلام- حيث أرسل العراق وفداً إلى موسكو للتفاوض على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400.
وأمام تصاعد القومية العراقية هذه، قدم المتحدث باسم الجيش الأمريكي، العقيد ريان ديلون، نوع الوهم الوحيد الذي عرف عنه الجيش الأمريكي-الأمريكي، قائلاً: “وصل النفوذ الأمريكي في العراق إلى نتيجة محتملة يوم السبت الماضي 18 أيار 2019، عندما أفيد أن البرلمان العراقي سيصوت على مشروع قانون يلزم الغزاة بالمغادرة، وفي الحقيقة لو أن هذا القانون قُدّر له أن يصدر فإنه بالتأكيد يدلّ بقوة على أن العراق يتفهم جيداً ضعف القوة الأمريكية: لقد فرضت الولايات المتحدة الديمقراطية على العراق عسكرياً.
يشترك العراق بحدود مشتركة مع إيران، وهي الحدود التي يجب أن تكون لدى الولايات المتحدة لأي حرب برية قادمة، إذ يشترك كلا البلدين أيضاً في جانب ديموغرافي مشابه حيث يسود تعدّد الثقافات بين المجتمعين اللذين يعيشان في وئام، ويشترك كلاهما أيضاً في كراهية عميقة جداً لأمريكا.
لذلك يحتاج الغزو البري إلى حدود مشتركة وآمنة. من دون العراق، تصبح هذه المشكلة الإستراتيجية للقوات الأمريكية كاملة، أما الدول الأخرى التي لها حدود مع إيران وهي أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان وتركيا وأفغانستان وباكستان، جميعها لديها عدة أسباب وجيهة بأنها لن تستخدم أو لا يمكن استخدامها للقوات البرية.
ويمكن لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، مهندس الأزمة مع إيران، أن يتحقّق أيضاً من حلفائه الثلاثة أرمينيا، وأذربيجان، وتركمانستان، والتي بدأت بتغيير نحو الرياح الشرقية مع تزايد الاحتجاجات. بغض النظر، فإن أذربيجان، مثل تركمانستان، هي دولة منتجة للنفط وعلى هذا النحو ترتبط اقتصادياً بقوة مع روسيا. وهنا يبدو الولاء السياسي واضحاً لأن النفوذ الأمريكي محدود في جميع البلدان الثلاثة.