موسكو: السكوت عن هجمات الإرهابيين في إدلب مستحيل الجيش يكثّف ضرباته على تجمعات التكفيريين في ريفي حماة وإدلب
وجّهت وحدات من قواتنا المسلحة أمس ضربات مكثفة بسلاحي المدفعية والصواريخ إلى تجمعات ومحاور تحرك المجموعات الإرهابية في ريفي حماة وإدلب، وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين، وذلك رداً على مواصلة المجاميع الإرهابية خرق اتفاق منطقة خفض التصعيد.
وفيما عثرت الجهات المختصة على مستودع للأسلحة والذخائر من مخلّفات إرهابيي داعش في بلدة بقرص بريف دير الزور الشرقي بعضها غربي الصنع، وقعت أضرار مادية بممتلكات الأهالي جراء استهداف المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية مدينة محردة بريف حماة الشمالي، وذلك في انتهاك جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد.
في السياسة، أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ أنهما يعملان معاً من أجل حل الأزمة في سورية، ولفتا إلى تطابق مواقفهما من الأزمة، فيما شددت الخارجية الروسية أن الإرهابيين في إدلب يواصلون استفزازاتهم، ويحضّرون لمسرحية جديدة حول استخدام الكيميائي، مؤكدة أن السكوت عن هجمات الإرهابيين أمر مستحيل.
وفي التفاصيل، ردت وحدات من الجيش فجر أمس بضربات صاروخية ومدفعية على اعتداءات إرهابيي “كتائب العزة” و”جبهة النصرة” مستهدفة مواقع انتشارهم ومحاور تحركهم في الزقوم وقليدين والزكاة بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أوكار لهم ومنصات إطلاق صواريخ يستخدمها الإرهابيون في الاعتداء على نقاط الجيش والمناطق الآمنة المجاورة.
ووجّهت وحدات من الجيش، بعد معلومات دقيقة، رمايات مكثّفة على تحرّك آليات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة كان متجهاً من بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي باتجاه بلدة حصرايا بريف حماة الشمالي، وأسفرت الرمايات عن تدمير سبع آليات لإرهابيي التنظيم التكفيري، بينها 3 مصفحات، منها واحدة مفخخة كانت تتقدّم الرتل، إضافة إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.
وفي ريف إدلب الجنوبي نفّذت وحدات من الجيش عمليات مركّزة عبر صليات صاروخية ورمايات مدفعية استهدفت محاور تحرك وخطوط إمداد الإرهابيين في ترملا والنقير ومحيط خان شيخون محققة إصابات دقيقة أسفرت عن تدمير معظم تحصينات المجموعات الإرهابية وخطوط إمدادها والقضاء على عدد منهم وإصابة آخرين. وقضت وحدات من الجيش أول أمس على عدد من الإرهابيين وكبّدتهم خسائر كبيرة بعد اشتباكات عنيفة في محيط قريتي قيراطة والحميرات بالتوازي مع ضربات مركّزة على تجمعاتهم في محيط قريتي سحاب وكورة بريف حماة الشمالي الغربي وفي محيط قرية سفوهن ومدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم.
في غضون ذلك، اعتدت المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بعد ظهر أمس بعدد من القذائف الصاروخية على الأحياء السكنية في مدينة محردة، وتسببت الاعتداءات الإرهابية بحدوث دمار ببعض منازل الأهالي والبنى التحتية.
ورداً على هذه الاعتداءات وجّهت وحدات من الجيش ضربات مركّزة ودقيقة على مصادر الاعتداءات، وأسفرت عن تدمير عدد من منصات إطلاق القذائف، وإيقاع خسائر في صفوف الإرهابيين.
سياسياً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني شي جين بينغ بعد مراسم التوقيع على حزمة من الاتفاقات في موسكو: إن روسيا والصين تعملان لإيجاد تسوية سلمية للأزمة في سورية، وبيّن بوتين أن هذه القمة أكدت أن مواقف البلدين متطابقة أو قريبة جداً حول معظم القضايا الدولية الملحة، مشيراً إلى أن الطرفين شددا عبر إعلان مشترك موقّع اليوم حول تعزيز الاستقرار العالمي الاستراتيجي في العقد المعاصر على الموقف المبدئي لروسيا والصين حول رفضهما تدمير نظام الاتفاقات العامل حالياً في مجال السيطرة على الأسلحة ونزعها ومنع انتشارها.
من جهتها، أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي أمس عن قلق موسكو من الوضع في إدلب، حيث لا يتخلى الإرهابيون عن محاولاتهم الرامية لتفاقم الوضع عن طريق تنظيم استفزازات جديدة باستخدام الأسلحة الكيميائية، مبينة أن ما يدل على ذلك هو أن الجيش السوري عثر على مشفى ميداني تابع لإرهابيي ما يسمى (الخوذ البيضاء) في تجمع سكني شمال محافظة حماة.
وقالت: إنه أثناء تفتيش هذه المنشأة تم العثور على كمية كبيرة من وسائل الحماية الكيميائية بما فيها الأقنعة الواقية من الغاز والأزياء الخاصة والأدوات والمعدات الطبية، داعية المجتمع الدولي إلى التعامل بكل جدية مع المسرحيات المحتملة واستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الإرهابيين، ومبينة أن بلادها تحدثت أكثر من مرة عن هذا الأمر.
وكانت وحدات من الجيش العربي السوري عثرت خلال استكمال أعمال تمشيط بلدة قلعة المضيق بريف حماة الشمالي في الـ 27 من الشهر الماضي على مشفى ميداني لإرهابيي (الخوذ البيضاء) وبداخله تجهيزات ومعدات للوقاية من المواد الكيميائية بعضها ألماني الصنع وقبلها بأيام عثرت على مشفى ميداني للتنظيمات الإرهابية يحتوي أقنعة واقية للمواد الكيميائية وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية والجراحية في بلدة الحويز بريف حماة الشمالي.
ولفتت زاخاروفا إلى أنه لا يمكن السكوت عن الأعمال الاستفزازية الخطيرة التي يقوم بها الإرهابيون في مناطق انتشارهم بأرياف حماة وإدلب واللاذقية والتي تهدد السكان المدنيين والعسكريين السوريين والقاعدة الجوية في حميميم، وأشارت إلى أنه على الرغم من الاستفزازات والهجمات العدوانية للإرهابيين لا تزال روسيا متمسكة بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها حول استقرار الوضع في إدلب وإلى أن العسكريين الروس، والأتراك يواصلون اتصالاتهم لمنع التصعيد.
وفي براغ، أكد رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية الدكتور ستانيسلاف غروسبيتش أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى في حلف الناتو تقوم بدعم الإرهاب في سورية من خلال نشرها معلومات مضللة عما يجري في محافظة إدلب.
وانتقد غروسبيتش في تصريح لمراسل سانا في براغ الصمت الذي تمارسه دول الغرب تجاه استمرار دعم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لـ “جبهة النصرة” وغيره من التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمال لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري.