“مغادرة 24” ..عنوان لمعرض قادم في”ألف نون “
وجهت صالة ألف نون للفنون والروحانيات من خلال مشروعها (حالة حب ق 2) دعوة للفنانين السوريين للمشاركة بأعمال تشكيلية تصوير ونحت تحت عنوان “مغادرة 24” والتي تصور حالة الجندي السوري وترصد الكثافة العاطفية التي ترافق مراحل الحصول على المغادرة عند التفكير بها واستلامها وكيفية قضائها حتى لحظة العودة، وقد أوضح الفنان بديع جحجاح مدير صالة ألف نون أن هذه الدعوة هي دعوة للفنانين السوريين الذين يعشقون الفن والإنسان والوطن، معتبراً أنه يمكن تعريف “مغادرة 24 ” بأنها أقصر إجازة اضطرارية غالباً ما تمنح بحالات استثنائية وخصوصاً في ظروف الحرب.
ويبين جحجاح بأن الجندي لم يخلق ليقاتل وحسب، وهو ليس منفصلاً عن عالمه وبيئته وأسرته لذلك كثيراً ما يضطر حتى في أوقات الحرب والظروف الاستثنائية إلى طلب مغادرة لوداع ما أو لظرف طارئ ما يقتضي وجوده، أو حتى شوق ما لحبيبة أو لأم، أو لولد صادفت ولادته وأباه على خط النار، فكم هي الخيالات عنده خصبة وكم هو الانتظار مرير بين شوق وتحرق وبين ظرف قتالي لا يسمح، هذا الصراع وهذه الأحلام التي تساوي الحياة وتختصر بنظرة بل بكلمة ومن اجلهما تكون هذه المغادرة 24 التي ما هي إلا24 ساعة من الرؤية السريعة والخاطفة والمكثفة للتشبع من كل شيء ما قبل العودة إلى المعركة واحتمالية الاستشهاد، وهي فاصل حتمي من وجهة نظر الجندي بين الحياة والموت، فهي مساحة للخروج من احتمالية الموت المفاجئ إلى الحياة ببؤرة اشتعالها واتقادها اللذيذ، ما بين نظرة وعناق واتكاء على البندقية، ما بين كلمة وقصيدة وصورة تشتعل بين الأصابع من حرارة الشوق، ويرى جحجاح بأنها صور عديدة يعيشها الجندي أثناء التفكير في المغادرة، وصور أكثر اشتعالاً في الطريق إلى قضائها، ورغبات كثيرة ما بين التحقق والارتواء وعدمه، هي صور كثيرة حتى العودة إلى ساحة المعركة ، سنحاول مع فنانينا الأعزاء التعرف إلى هذه العوالم الإنسانية والوجدانية للجندي السوري وتحويلها إلى حالات من فن.
لوردا فوزي