رياضةصحيفة البعث

الإعلام ليس المشكلة

 

 

 

فاجأ حارس مرمى منتخبنا الوطني بكرة القدم جميع الحضور في المؤتمر الصحفي لاتحاد الكرة الذي أقيم يوم الخميس الماضي حين اتهم الإعلام بأنه سبب مشاكل المنتخب في الفترة الماضية بسبب تركيزه على الخلافات التي تحصل، واختراعه أشياء غير حقيقية.
ورغم أن حارسنا النجم عاد وأكد أن كلامه موجّه لبعض الإعلاميين، إلا أن ما تحدث به هو وجهة نظر الكثير من كوادر اللعبة الذين يجدون في الإعلام نداً وخصماً وربما عدواً، ويتحاشون مواجهته أو الاقتراب منه.
لسنا هنا مطالبين بالدفاع عن الإعلام والإعلاميين، لكننا بالتأكيد مطالبون كجهة إعلامية معنية بمتابعة المنتخب الوطني بتوضيح جملة من المعطيات التي يمكن أن تعطي صورة أوضح لكل من يجد في الإعلام مشكلة.
فالخلط العجيب الذي يحصل هذه الأيام بين وسائل الإعلام التقليدية والعاملين في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يمعن في زيادة الشرخ، ويجب أن يعرف المعنيون بكرتنا ورياضتنا أن من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي ربما يكون غير مؤهل، فالأجدى عدم اعتبار كل من يكتب على صفحات عامة أو خاصة إعلامياً.
أما بالنسبة لموضوع شارة الكابتن التي طرحها أحد الزملاء قبل لقاء أوزبكستان فلا يمكن لاتحاد الكرة أو المعنيين بالمنتخب نفيها، أو إقناعنا أنها غير صحيحة، كونهم أصروا على عدم وجودها في كأس آسيا الماضية، قبل أن تتأكد وتظهر للعيان، وبالتالي فإن غياب المصداقية بدأ من المنتخب وليس من الإعلاميين.
المنتخب منذ تصفيات كأس العالم الماضية اكتسب لاعبوه هالة إعلامية غير مسبوقة، وفتح الاهتمام الإعلامي لهم أبواب الشهرة والمجد والمال، وكان شريكاً في صنع الإنجاز بعد أن نجح في مواكبة ما حققه المنتخب على أرض الملعب، وأعاد الجمهور للتشجيع بحماس بعد فترة الإحباط واليأس التي رافقت مشوار كرتنا لسنوات، لذلك الأجدى من توجيه العتب واللوم للإعلام توجيه الشكر له، فوظيفته التي ربما لا ترضي الكثيرين في كشف الأخطاء وانتقادها مقدسة، ومن الصعب على الإعلاميين التخلي عنها إرضاء لفلان أو علان.
مؤيد البش