هذه أسباب مرض الجدري الذي ضرب أبقار سهل الغاب!
حماة – محمد فرحة
بين اتهام المربين ونفي المعنيين في هيئة تطوير الغاب تجلت الحقائق، فالمربون قالوا بوضوح: إن مرض الجدري ضرب أبقار بلدة جورين قبل القيام بحملة اللقاح وحملة التحصين، وسرعان ما انتقل إلى القرى المجاورة، مثل خراب الشيخ والسرمانية وعزيرات وعين حمام واسكري وغيرها.
لكن الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب قالت: إنها سبق لها وأعطت لقاحاً دورياً في مطلع شهر أيار الماضي، أي قبل شهر من الآن ضد مرض الجدري، لكن كان بلقاح جدري الغنم للتحصين، وأن نسبة ما يحتاجه الرأس الواحد من الغنم غير كافٍ لإعطائه لرأس من الأبقار، فكل جرعة عشرة رؤوس من الأغنام تكفي رأساً واحداً من قطيع الأبقار، وهذا ما قاله أحد الأطباء البيطريين همساً بأن اللقاح الذي أعطي مطلع شهر أيار لم يك كافياً؛ ولذلك لم يحصن القطيع.
وبين هذا وذاك كبرت كرة ثلج الجدري وانتشرت دائرة رقعته لتشمل القرى التابعة لبلدة جورين وتصيب 33 رأساً من القطيع ليثير الخوف والذعر في نفوس المربين، كيف لا ورأس البقر الواحد يتعدى ثمنه المليون وربع المليون ليرة، والعديد من الأسر تعتمد على تربية قطيع الأبقار كمصدر لعيشها.؟
وقال الدكتور حسن عثمان رئيس قسم الثروة الحيوانية في هيئة تطوير الغاب: إن عدد قطيع الأبقار في مجال بلدة جورين 1800 رأس، وهي منطقة إصابات المرض، وما إن وصلنا الخبر من الوحدات الإرشادية والفنيتين فيها حتى بادرنا إلى مخاطبة كل من وزارة الزراعة ومحافظ حماة بموجب كتاب بتاريخ 20/6.
هل هذه الخطوة تبرئة ذمة.. اللهم إني قد بلغت؟ لا أبداً، إنما من باب الاطلاع وتأمين ما يلزم من مستلزمات من لقاحات وغير ذلك.
هنا تدخل رئيس بلدية جورين غسان محمود حسن ليقول: لقد رفعنا كتاباً إلى المحافظة نعلمهم بالمرض الذي ضرب البقر بهدف توفير المازوت لرش المبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض المسببه لمرض الجدري، وزاد بأنهم وفروا لنا المبيدات ولم يوفروا المازوت، فلم نستطع رش البلدة آنذاك، كما طلبنا منحه مالية لشراء ما يلزم من المازوت ونحن بانتظار الموافقة على ذلك.
ولم نقم برش المبيدات إلا بعد أن ضرب مرض الجدري الأبقار نظراً لضعف الإمكانات.
ويقول المربي أحمد بردان: يبدو أن الوضع قد تحسن تدريجياً بعد إعطاء اللقاحات، وبدأت أبقاري تقف على قدميها، وما زالت آثار الجدري عليها في مواقع جسمها كالضرع، والرقبة.
سيدة قالت: لدي ثلاث أبقار أصيبت وأنا قلقه جداً من الآن وحتى تتماثل أبقاري للشفاء، فهي مصدر عيشنا، ونفوق أي بقرة يعني كارثة بالنسبة لنا، ولو كان هناك رش للمبيدات واتخاذ خطوات مسبقة من قبل البلدية، لما حدث ما حدث.
الخلاصة: لطالما هناك مراسلات وكتب تثبت بأن مرض الجدري كان موجوداً في محطة أبقار جب رمله قبل ست سنوات كما تشي مراسلات هيئة تطوير الغاب مع وزارة الزراعة، ومراسلات محافظ حماة في تلك الفترة للوحدات الإدارية للتركيز على رش المبيدات، يعني لم تكن الإجراءات المتخذة كافية للحد من إعادة انتشار المرض، في الوقت الذي تشي معلومات ومراسلات أخرى بأن البلدات المصابة بجدري البقر على تماس مباشر بريف إدلب، وقد يكون المرض انتقل من هناك.
وتبقى الملاحظة الوحيدة مؤداها هو أن الجرعات التي أعطيت للقطيع في الشهر الخامس لم تكن كافية كونها مخصصة للأغنام ولم تعطَ بالكمية المطلوبة للرأس الواحد من الأبقار؛ ولذلك لم تحصنه ولم نستفق إلا بعد الصدمة كما هي العادة دائماً.
ومع كل هذا وذاك قامت هيئة تطوير الغاب بالتقصي وإعطاء اللقاحات الفورية علاجياً ووقائياً، وسيتبعها جرعة أخرى لاحقاً دورياً، وقد بدأت الإصابات تتماثل للشفاء، وهي تحت المراقبة وفقاً لحديث مصادر هيئة تطوير الغاب.