وزير خارجية الاحتلال في أبو ظبي لبحث التطبيع الاستخباراتي والأمني! بعيد ورشة المنامة.. غرينبلات يشارك في افتتاح “نفق تهويدي”
بعيد أيام من اختتام “ورشة المنامة” التطبيعية، والتي عقدت برعاية مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، وبتنسيق وتواطؤ من مشيخات الخليج، بهدف تمرير الشق الاقتصادي من مؤامرة “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، شارك السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني، ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، في افتتاح نفق شيّدته سلطات الاحتلال للمستوطنين، وذلك في إطار المشاريع التهويدية داخل القدس المحتلة، في وقت زار وزير خارجية العدو، المدعو إسرائيل كاتز، أبو ظبي، وأجرى لقاء مع مسؤول إماراتي كبير لبحث “تطبيع استخباراتي وأمني”، وعرض مبادرة حول التعاون الاقتصادي الإسرائيلي- الخليجي، وأشارت الوزارة إلى “أن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وزير إسرائيلي إلى دولة عربية بعد مؤتمر البحرين مباشرة”، وأضافت: إن كاتز “عقد اجتماعاً مع مسؤول كبير في الإمارات، حيث تمّت مناقشة الجوانب الإقليمية والعلاقات بين البلدين، وضرورة التعامل مع ما سمّته “تهديدات إيران” في المنطقة”.
وأوردت الوزارة أن كاتز عرض خلال اللقاء مبادرة “تشتمل على اتصال اقتصادي واستراتيجي بين السعودية ودول الخليج عبر الأردن، وشبكة السكك الحديدية الإسرائيلية وميناء حيفا في البحر الأبيض المتوسط”.
يشار إلى أن العلاقات السرية بين كيان الاحتلال وبعض الأنظمة الخليجية تطوّرت بصورة دفعت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإشادة بها مرات عدّة، واصفاً هذه العلاقات بـ “المفيدة للغاية” لكيانه!؟.
إلى ذلك تغنّى رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي، يوسي كوهين، بتسارع خطوات التطبيع مع عدد من الأنظمة العربية، والتي “تسعى بشكل سري إلى التعاون، وإيجاد تسوية عادلة وواقعية مع “إسرائيل””، حسب تعبيره.
وصرّح كوهين بأن “هناك دولاً عربية تعترف اليوم بحق “إسرائيل” في الوجود، وتقيم معها علاقات تعاون، من خلال الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، لافتاً إلى “معاهدات السلام بين “إسرائيل” ومصر والأردن هي معاهدات مستقرة منذ سنوات، وذات قيمة استراتيجية، وقد انضمت بعض الدول الأخرى، بشكل سري، إلى الدائرة المهمة. إنها مجموعة من الدول الجادة التي تسعى إلى التعاون وإلى تسوية عادلة وواقعية للنزاعات”، وفق تعبيره.
وكانت مصادر أكدت، في وقت سابق، أن مسؤولين سعوديين وبحرينيين شاركوا بشكل سري في مؤتمر “اللجنة اليهودية الأمريكية” بواشنطن مطلع الشهر الماضي، وحضروا خلاله ورش عمل تتعلق “بإنجاح ورشة البحرين ومسار التطبيع”، مبينة أن السعودية والإمارات و”إسرائيل” اتفقت على أن خطوة البحرين ستكون مقدّمة لعلاقات رسمية بين “إسرائيل” ودول مجلس التعاون الخليجي، وأن اللاعب الرئيس لإقامة هذه العلاقات هو السعودية، التي لا تريد حالياً أن تكون في الواجهة، ولهذا تستخدم البحرين وسيلة في ذلك.
بالتوازي، أوضح مركز معلومات وادي حلوة – سلوان أن جمعية “إلعاد” الاستيطانية عملت على حفر النفق أسفل منازل وشوارع ومنشآت الحي على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن النفق يبدأ من عين سلوان باتجاه القصور الأموية.
يشار إلى أن كيان الاحتلال يعمل على تهويد مدينة القدس المحتلة وطمس هويتها العربية الإسلامية، مستخدماً شتى الوسائل، بما فيها الحفر تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة بزعم البحث عن آثار تثبت صلة اليهود بالمدينة المحتلة.
هذا وحذّرت الرئاسة الفلسطينية في بيان من النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على استمرار سلطات الاحتلال بالحفريات في مدينة القدس المحتلة، خاصة تلك التي تمّ الكشف عنها، أمس الأول، والممتدة من سلوان إلى المسجد الأقصى المبارك، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرّك لمواجهة انتهاكات الاحتلال الخطيرة للقانون الدولي والرامية إلى إنهاء حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وتصفية قضيته العادلة.
من جهته طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من العالم أجمع، بما في ذلك الشعب الأمريكي، مشاهدة المستوطن فريدمان وإلى جانبه المستوطن غرينبلات، يحفرون تحت بلدة سلوان الفلسطينية، وقال: “إن هذا لا يمكن أن يكون سفيراً لأمريكا، إنه رئيس مجلس المستوطنات”.
وصرّح عريقات بأنه على كل من حضر “ورشة المنامة” المشاهدة لرؤية ازدهار الاستيطان وتهديد المسجد الأقصى، فيما شنّت الخارجية الفلسطينية هجوماً حاداً على “غرينبلات وأمثاله”، مشدّدةً على أن دعمهم للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين جعلت الكيان الصهيوني يقفز عن كل المحرمات والخطوط الحمراء، ويتجاهل أية محاذير يفرضها القانون الدولي.
يذكر أن فريدمان جدّد قبل أيام انحياز إدارته لسياسات الاحتلال العدوانية والاستيطانية، معلناً من مقر إقامته في القدس المحتلة أنه “من “حق” هذا الكيان ضم أراض من الضفة الغربية”، متجاهلاً أن هذه الخطوة تنتهك بشكل فاضح القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، التي طالما أكدت أن الضفة الغربية أرض محتلة، وأن المستوطنات المقامة عليها غير شرعية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية وسط إطلاق وابل من قنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق واعتقال ثلاثة شبان.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة السواحرة الشرقية بالقدس المحتلة ومخيم الجلزون شمال رام لله وبلدتي ميثلون والعرقة في جنين، واعتقلت سبعة فلسطينيين.
إلى ذلك، توغّلت قوات الاحتلال بعدد من الجرافات في أراضي الفلسطينيين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، وقامت بأعمال تجريف لأراضي الفلسطينيين.
وجدّد مستوطنون إسرائيليون اقتحام المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية لليوم الثاني على التوالي بحماية قوات الاحتلال التي انتشرت على مداخل البلدة، ومنعت الفلسطينيين من دخول المنطقة الأثرية”.
كما اعتدت مجموعة من المستوطنين على الفلسطيني إدريس زاهدة بمنطقة شارع الشهداء في مدينة الخليل بالضفة، ما أدى إلى إصابته بجروح نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
واعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني راضي يحيى خضور خلال اقتحامها بلدة عانين غرب جنين في الضفة الغربية.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت 16 فلسطينياً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.