ألا تكفي سنوات لإنهاء مشروع الصرف الصحي
حماة – محمد فرحة
كما هي عادة الشركات الإنشائية في كثير من الأحيان حيث تأخذ شركات قطاعنا العام المشروعات الخدمية، ومن ثم تقوم بمنحها لمتعهد ثانٍ، لتبقى هذه المشروعات الخدمية تراوح في مكانها بن المد والجزر، تعمل يومين وتتوقف أشهراً.
هذا حال مشروع الصرف الصحي في بلدة المحروسة خان جلميدون، والذي بوشر به قبل سنوات، ثم أدار متعهد المشروع ظهره وتوقف عن العمل، ليبقى الموقع كميناً ومصيدة للسيارات والدراجات النارية العابرة والذي هو بمثابة خندق طويل. مدير الشركة العامة للبناء غياث عجمية قال مبرراً هذا التأخير: لقد باشرنا به منذ سنة ونيف وتوقف العمل نظراً لغياب صرف الاعتمادات من قبل الخدمات الفنية صاحبة المشروع؛ فطبيعي أن يتوقف العمل. وزاد عجمية نعم سحبنا المشروع وأعطيناه لمتعهد ثانٍ.. فأين المشكلة؟!
المشكلة في عدم إنهاء مراحل التنفيذ وبقي الطريق فخاً لاصطياد المواطنين، وقد يقاضونكم، فعاد وبرر ثانية: لقد أنجزنا قيمة أعمال بـ30 مليون ليرة، والباقي قيمته 8 ملايين ليرة، وسوف نسرع من وتائر العمل خلال الأيام القادمة.
في حين قال مواطنو بلدة خان جلميدون والمساكن الواقعة على أطراف الطريق المحفو: إنهم ملوا من الغبار والأتربة صيفاً والأوحال شتاء، وكما نلاحظ ضعف إمكانات الآليات المستخدمة، فتارة ما نراها تعمل، في حين نراها أكثر الأحيان متوقفة جراء الأعطال. يبدو لسان حال المشروعات الخدمية التي يجري تنفيذها هنا في مجال محافظة حماة، على أقل تقدير تجري كسير السلحفاة كما هو الحال بالنسبة لمطمر حنجور الصحي الذي وعدت الخدمات الفنية بوضعه بالاستثمار أكثر من عشر مرات، وحتى الآن ما زال عالوعد ياكمون، في الوقت يلوث مكب مدينة مصياف كل المنطقة والمساكن القربية منه، حيث انبعاث الروائح الكريهة، وكثيراً ما كان سبباً في نشوب حرائق الغابات القريبة منه.
باختصار: قد تكون ضعف الاعتمادات المالية سبباً في تأخير إنجاز بعض المشروعات الخدمية، لكن ليس دائماً كما هو الحال بالنسبة لمشروع صرف صحي خان جلميدون المحروسة ومطمر حنجور الصحي.