صحيفة البعثمحليات

هيئة عامة لإعادة الإعمار وشبكة خبراء مع الباحثين الأجانب

دمشق – فداء شاهين

أوصى المؤتمر العلمي الدولي الأول “إعادة إعمار سورية الوطن بين الواقع والطموح” الذي أقامته كلية الهندسة المعمارية والمعهد العالي للتخطيط الإقليمي بإعداد دراسات تتناول مواضيع السكن الاجتماعي والمؤقت، واحترام التراث وحفظ الهوية المعمارية للمدن السورية والطابع المحلي والذاكرة المجتمعية، مع مراعاة خصوصية الدراسات المتعلقة بتأهيل المباني التاريخية والتراثية، وتفعيل الحوارات بين الجهات المختصة والمجتمع الأهلي حول التراث وتوثيقه، وإعادة الترميم والحفاظ عليه، إضافة إلى إقامة دورات تدريبية لسد الفجوة القائمة بين المعماريين والآثاريين من جهة والمختصين في التكنولوجيا الرقمية من جهة أخرى، وتشجيع الزراعات الاقتصادية والجمالية على سطوح الأبنية وخاصة العامة للعمل على إعادة التوازن البيئي بين الرمادي والأخضر.

كما ركزت التوصيات على إنشاء قاعدة بيانات بحثية خاصة بعملية إعادة الإعمار والاستفادة من التجارب العالمية، وتضمين المناهج التدريسية المفردات والمفاهيم المتعلقة بعملية إعادة الإعمار، والاعتماد على الخبرات الوطنية، وتأهيل الكوادر العلمية والفنية للعمل والمشاركة في إعادة الإعمار، إضافة إلى تبني وتفعيل مشروع معجم المصطلحات العلمية في مجال التخطيط المكاني بكافة مستوياته، وإصدار كود السلامة المهنية وحماية العاملين، مع الاستفادة من طاقات القطاع الخاص من خلال صيغ قانونية وإدارية ناشئة، وكذلك الاستفادة من اختصاص علم النفس الاجتماعي لإعادة تأهيل البنى الاجتماعية المتضررة باعتبارها رأس المال البشري المهم، والتوعية لخطر التشتت المجتمعي من خلال إعداد الدراسات التنظيمية ومراعاة التماسك الاجتماعي، وربط مخرجات الجامعة والبحث العلمي بالواقع المهني والتطبيقي، وتفعيل العلاقة مع المجتمع المحلي، والتأكيد على دور المشاركة المجتمعية، وتمكين المرأة السورية والشباب، وتفعيل دورهم في عملية إعادة الإعمار، والتأكيد على العلاقة المتبادلة بين الجامعة والهيئة العامة للبحث العلمي وتفعيل مشاريع البحث العلمي، ومراعاة ذوي الإعاقة بتخصيص نسبة 10% من كافة الحدائق في سورية تؤهل خصيصى لارتيادهم بالتشاركية مع القطاع الخاص.

وأوضحت نائب عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الدكتورة رويدة ديب أن المؤتمر علمي أكاديمي بحثي جمع الاختصاصات والأبحاث ذات الصلة بإعادة الإعمار على منصة علمية واحدة لتبادل الخبرات الدولية والمحلية والإقليمية، وتوجيهها وفق المعطيات والإمكانات المحلية لتعزيز عملية البحث العلمي أولاً باتجاه إعادة الإعمار، ورفد المؤسسات الحكومية والجهات ذات الصلة بتحويل الأبحاث إلى واقع عملي تنفيذي، علماً أنه طرحت  الأفكار المتميزة والتخصصية وتلاقت جميعها في توصيات، أهمها إنعاش البحث العلمي لرفع تصنيف الجامعات السورية عالمياً، والاستمرار بمؤتمرات علمية سورية ودولية، والاستفادة من الأبحاث المتقدمة في مجالات الطاقة المتجددة وصناعة البناء، وتعزيز منظومة التخطيط  وخاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار المدن الهامة والأصيلة كمدينة دمشق، حيث عرض المعهد رؤيته كميثاق لمدينة دمشق لتخطيطها بما يحمي الهوية المكانية والعمرانية والثقافية والتراثية.

وأشارت رئيسة قسم الموارد الطبيعية وحماية البيئة في المعهد الدكتورة غادة بلال إلى الدعم والتسهيلات التي قدمها مكتب التعليم العالي المركزي وجامعة دمشق، وتذليل الصعوبات لإطلاق المؤتمر الدولي ودعوة الخبراء الأجانب والباحثين الدوليين والوطنيين وحضورهم، إضافة إلى تأمين شركاء وداعمين.

ولفتت د. بلال إلى أن الخبراء الأجانب والباحثين الوطنيين عرضوا أبحاثاً قيمة وعلى مستوى مجدٍ في إعادة الإعمار، والتوصيات هي مقترحات إجرائية تفيد في دفع عجلة الإعمار بالشكل المجدي والفعال في ظل الصعوبات والتحديات، وتم الاستفادة من الخبرات والأبحاث في تقديم الحلول، حيث يعتبر المؤتمر خطوة أولية لمؤتمرات جديدة بهدف ترميم كل الخطوات، ولاسيما أنه تم الوصول إلى نتيجة محققة هي التشاركية ما بين الجامعة والبحوث الأكاديمية بما يخدم متطلبات إعادة الإعمار، علماً أنه تم الاتفاق مع الباحثين الأجانب لإنشاء شبكة خبراء لمتابعة الإجراءات وتقديم المساعدات والتشاركية في الأبحاث والرؤى، كما تمت مناقشة إنشاء هيئة عامة لإعادة الإعمار تضم الاستشاريين الوطنيين الذين قدموا خبراتهم العملية والعلمية على مستوى عالٍ في الإعمار.