رولـــى قوتلـــي وقصصــــها القصيـــرة
تشهد صالة المعارض في ثقافي أبو رمانة حاليا معرض الفنانة رولى قوتلي بعنوان “قصص قصيرة” تبوح عما في نفسها من خواطر من سعادة وحزن وغضب وسكون، معتبرة الرسم متنفسها حين تقف مرهقة أمام أحداث الحياة المتخمة بالمفاجآت، حيث لوحتها فقط التي تمنحها فسحة تتوازن فيها من خلال ما يتحرك على هذا السطح بفعل تلقائية الفنان من تأليف في الظل والنور، وتحريك في بنية اللوحة وصولا للرضى المنشود حيث تسكن عاطفتها في محيط تألف حميميته، إنه البيت الدمشقي بأقواسه وتشكيلات أبوابه ونوافذه وترادف ألوان حجارته التي تعرّش عليها النباتات والأزهار، قصص بصرية تلخصها الفنانة في لقطات لا تتعدى محيط هذا الفناء وتتعدد باختلاف ساعات النهار عليه، النور يملأ المكان– عنوان لقصة بصرية يملؤها الضياء الموزع في أرجاء المكان المزركش ببعض الإيقاعات اللونية الجريئة في محاولة تعشيق المكان بفرح لابد من حضوره ليجعل المكان مسكنا حميما ومحببا لزائريه يبقى ينتظر عودتهم إن رحلوا.. ستائر برتقالية وصفراء معلقة على حكايات دمشقية ترتكي على شرفات يزينها حديدها المطروق بزخارف قديمة.
الفنانة خريجة كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية ولها ميل كبير للموسيقى إذ درست في المعهد العالي للموسيقى وتخرجت منه عازفة على آلة البيانو، هذا التزاوج بين العمارة الداخلية والموسيقى يتضح في شخصيتها وفي ملامح لوحتها المؤثثة بحواس السيدة التي تعنى بالتأليف والانسجام المعماري الهندسي والبنائي واللوني الذي لا يخلو من أدوات متمكنة من إحداث نتائج مشحونة بعاطفة كبيرة، وربما انطباعية وموحشة في جوانبها تذكرها بالعائلة اللونية التي نلقاها في أعمال هنري ماتيس الذي قدم تجربته الإبداعية منذ مطلع القرن العشرين، وشغل الاهتمام خلال النصف الأول واعتبر بشكل عام الأب الروحي للفن الحديث في الغرب.
قدم لمعرضها الناقد سعد القاسم وجاء فيه: تتفرد لوحتها بالتطور الحاصل في مفاهيمها اللونية.. فقد نرى ألوانا تشبه ما استخدمه فنانو المدرسة الوحشية، ألوانا صارخة وقوية، حارة وصريحة ساطعة.. نضج مستمر تجلى في تلك الصياغات اللونية المتناغمة على درجة عالية من السحر والإمتاع.
أكسم طلاع