ترامب يستعد لإبرام “اتفاق سلام” مع حركة طالبان!
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، إن الرئيس دونالد ترامب يريد تقليص عدد قوات بلاده الموجودة في أفغانستان بحلول موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة. ويزيد هذا التصريح التكهنات التي تقول: إن ترامب مستعد لإبرام أي اتفاق مع حركة طالبان يسمح على الأقل بانسحاب ولو جزئياً للقوات الأمريكية قبل توجّه الناخبين الأمريكيين لصناديق الاقتراع بغض النظر عن مخاوف الحكومة الأفغانية.
وقال بومبيو لـ “نادي واشنطن الاقتصادي”، رداً على سؤال عمّا إذا كان يتوقع خفض القوات الأمريكية في أفغانستان قبل الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني 2020، “هذا هو التوجيه الذي لدي من رئيس الولايات المتحدة”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت غير مرة أنها تعتزم تقليص عدد قواتها في أفغانستان، في تصريحات يرى مراقبون أن هدفها دعائي موجّه إلى الداخل الأمريكي، في محاولة من ترامب لكسب تأييد الرأي العام داخل الولايات المتحدة، وهو الذي يعد الرئيس الأقل شعبية في تاريخ الإدارات الأمريكية.
وكان ترامب، المرشّح لولاية رئاسية ثانية، قد وعد قبل انتخابه عام 2016 بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن لدى وصوله إلى السلطة وافق على إرسال جنود آخرين إلى هناك، وبات عددهم حالياً 14 ألفاً.
ومنذ عام، باشرت واشنطن حواراً مباشراً غير مسبوق مع حركة “طالبان” للتوصل إلى “اتفاق سلام” يسمح ببدء الانسحاب، وقد أعرب ترامب مجدداً عن رغبته في وضع حد “للحروب التي لا تنتهي” لطي صفحة التدخلات العسكرية المكلفة في الخارج.
في السياق، بيّن وزير الخارجية الأمريكي أن “المفاوضات سمحت بإحراز تقدّم حقيقي”، معرباً عن “تفاؤله”!.
ويبدو أن واشنطن مصممة على تسريع “مفاوضات السلام” مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الأفغاني نهاية أيلول 2019، علماً بأن المبعوث الأمريكي الخاص لشأن المصالحة في أفغانستان، زلماي خليل زاد، يتواجد حالياً في العاصمة الأفغانية كابل، كما سيزور الدوحة في الأيام المقبلة لمفاوضات جديدة مع حركة طالبان.
يأتي ذلك فيما أفادت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) بمقتل 1366 مدنياً، وجرح 2446 في أفغانستان منذ بداية عام 2019، وأضافت: “إن الجماعات المتطرّفة تعمّدت استهداف 985 مدنياً، بينهم مسؤولون حكوميون وزعماء قبائل وموظفو إغاثة ورجال دين”. وجاء في بيان صدر عن البعثة: إن 3812 مدنياً تضرّروا في أفغانستان خلال العام الجاري، وسجّلت البعثة في الوقت ذاته ازدياداً لعدد الوفيات بين المدنيين في الشهر الأخير، وأشار البيان أن معظم المدنيين (52 %) قتلوا على يد حركة “طالبان” وتنظيم “داعش” وغيرهما من المنظمات الإرهابية، وقال: إن العمليات العسكرية البرية لا تزال سبباً رئيسياً لمقتل الناس، كما يتمّ قتل المدنيين جراء العمليات الجوية التي تجريها القوات الحكومية، المدعومة من واشنطن. زيشار إلى أن الولايات المتحدة غزت أفغانستان عام 2001 بالاشتراك مع حلفائها في “الناتو” بذريعة محاربة تنظيم القاعدة الإرهابي، ما أدى إلى انتشار الفوضى والخراب والدمار وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء.
إلى ذلك، قُتل 56 من مسلحي حركة طالبان، بينهم 7 متزعمين، وأصيب 30 آخرون خلال عملية للقوات الافغانية بإقليم باغلان، وقال المتحدّث باسم الجيش محمد حنيف رضائي: “إن 56 مسلحاً، بينهم سبعة متزعمين، قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين بجروح إثر استهداف القوات الحكومية مخابئ مسلحي طالبان في منطقة كورجان تيبا خارج بول آي خومري عاصمة الإقليم”، وأشار إلى أن القوات الأفغانية بدأت العملية بعد أن هاجم المسلحون نقاط التفتيش الأمنية.