ألمانيا ترفض طلباً أمريكياً للمشاركة في تأمين مضيق هرمز
رفضت ألمانيا طلباً أمريكياً للمشاركة في خططها لتأمين الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز، وأكدت الخارجية الألمانية أن الأولوية يجب أن تكون لخفض التوتر والجهود الدبلوماسية، بدلاً من نشر قوات عسكرية إضافية في المنطقة، وشدّدت على أن برلين تجري اتصالات مكثّفة مع فرنسا وبريطانيا حول الخليج، وأضافت: إن زيادة القوات في المنطقة ليس ضمن الخطط الألمانية، فيما جدّدت إيران موقفها من مسألة أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز، مؤكدة أنه من مسؤولية دول الخليج، ولا علاقة للتدخلات الخارجية في ذلك، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أمس: إن ضمان أمن الخليج ومضيق هرمز لا يتم إلا عبر تعاون دول المنطقة، مضيفاً: إن التدخل الأجنبي يزعزع استقرارها..
يذكر أن الولايات المتحدة تعمل على تصعيد الأوضاع في منطقة الخليج عبر زعزعة الأمن وافتعال الحروب فيها، ما يلحق الضرر بالاقتصاد والسلم والأمن بالعالم.
وشدّد موسوي على أن الخطوة الثالثة من تقليص طهران لالتزاماتها النووية ستكون حازمة، بحال فشل الجهود الدبلوماسية، فيما أكد السفير الإيراني في لندن، حميد بعيدي نجاد، رفض إيران مبادلة ناقلة النفط البريطانية المحتجزة لديها مع ناقلة النفط الإيرانية التي تحتجزها لندن بشكل غير قانوني.
وقال بعيدي نجاد في تغريدة على تويتر: من غير الممكن تطبيق المقترح الذي أوردته بعض وسائل الإعلام البريطانية المتضمن مبادلة ناقلتي النفط المحتجزتين لدى إيران وبريطانيا، وأضاف: إن بريطانيا احتجزت ناقلة النفط الإيرانية بصورة غير قانونية في منطقة جبل طارق، فيما قامت إيران بتوقيف ناقلة النفط البريطانية لانتهاكها بعض الضوابط المتعلقة بأمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز.
بالتوازي، ذكرت مصادر عن وصول وفد من خفر السواحل الإماراتي إلى طهران لبحث التعاون الحدودي بين البلدين، على أن يبحث أيضاً تنقل الأجانب بين البلدين، والدخول غير الشرعي عبر الحدود البحرية، وأضافت: إن الوفد الإماراتي العسكري سيبحث تسريع وتسهيل تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الاجتماع هو السادس المشترك بين خفر السواحل الإماراتي والإيراني، ويأتي في ظل توتر تشهده المنطقة، بالإضافة إلى سعي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تشكيل تحالفات بحرية عسكرية.
وكان آخر اجتماع مشترك لخفر السواحل الإماراتي الإيراني عقد عام 2013.
في الأثناء، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن العداء الأمريكي تجاه إيران والصين ليس تكتيكياً، بل استراتيجي وعميق، داعياً إلى اعتماد “فكر استراتيجي” ضده، وقال، خلال لقائه رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ تاو: “إن المشاورات الإيرانية الصينية، ودعم بعض الدول الصديقة ستمكننا من مواجهة العداء الأمريكي وإحباط تداعياته”.
وأشار لاريجاني إلى أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين إيران والصين، موضحاً أنه خلال زيارته الأخيرة للصين لفت الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى خطة طويلة الأمد لمدة 25 عاماً لتطوير العلاقات بين البلدين، مبيناً أن إيران أعدت من جانبها خطة مماثلة.
من جانبه أكد سونغ أن الإرادة الثابتة للصين لن تتغيّر في تطوير علاقاتها مع إيران، مشدداً على دعم بلاده جهود إيران للحفاظ على الاتفاق النووي وامتثال الأطراف لالتزاماتها حوله، وبيّن أن الصين وإيران تواجهان في الوقت الحالي ضغوطاً أمريكية، وأن أحد أهداف هذه الزيارة هو التنسيق بين البلدين لمواجهة الإجراءات الأحادية والهيمنة الأمريكية.
يأتي ذلك غداة إعلان قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، الأميرال حسين خانزادي، أن إيران وروسيا تخططان لتنفيذ مناورات عسكرية في مياه مضيق هرمز قريباً، وقال، خلال زيارته مدينة سانت بطرسبورغ الروسية: إن الجانبين توصلا إلى اتفاق حول إجراء مناورات عسكرية بحرية في المحيط الهندي، معرباً عن أمله في أن تجري حتى أواخر العام الحالي، وأوضح أن المناورات من المتوقع أن تشمل المياه الشمالية بالمحيط الهندي، بما في ذلك منطقة الخليج ومضيق هرمز.
وفي سياق متصل، أعلن خانزادي عن توقيع اتفاق تعاون عسكري بين هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ووزارة الدفاع الروسية، وبيّن أن الهدف من توقيع الاتفاقية يكمن في تطوير التعاون العسكري الثنائي، قائلاً: “هذه أول مرة يتم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية، ويشكّل إبرامها منعطفاً في التعاون العسكري بين طهران وموسكو”. ويقوم خانزادي بزيارة رسمية إلى روسيا تستغرق 3 أيام، بدعوة من قبل وزارة الدفاع الروسية، بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الأسطول الروسي، الذي استضافت سان بطرسبورغ بمناسبته، الأحد، استعراضاً عسكرياً كبيراً.
في الأثناء، قال نائب المستشارة الألمانية: إنه يجب على ألمانيا فعل كل شيء ممكن لتجنب التصعيد في الخليج، وشدّد على أن بلاده تعمل عن كثب مع فرنسا وبريطانيا بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا رسمياً المشاركة في مهمّة لتأمين مضيق هرمز، وقالت متحدّثة باسم السفارة الأميركية في برلين: إن بلادها طلبت من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا للمساعدة في تأمين مضيق هرمز، “ومكافحة العدوان الإيراني”، بحسب تعبيرها.