الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الجيـــش العربــــي الســـــوري فــــي عيــــــده الــــ 74 أنتــــم الأبــــد.. عليكـــــم ســـــلام

هو العيد يأتي على وقع انتصارات كثيرة حققها أبطال الجيش العربي السوري، انتصارات أورقت في قلوب الناس ربوة من ياسمين عبقت الدنيا وجمّلتها، وتبدّت كحزمة ضوء متألق في امتداد ساكن للظلمة، وكوريقة خضراء أينعت مرة على غصن غابة من شوك ويباس.. إنه عيد منارات يزينون أيامنا بالبهاء، قلوبهم مشرعة على الحلم تتنشق رائحة الوطن، وتتمطى أرواحهم للشمس، تهمس للنوافذ المفتوحة على الحب والأمل حكاية ولعها بوطن متجذر في الوجدان.

أبطالنا الميامين.. صباحكم سكينة وهدوء وأنتم تغزلون لنا الحياة وشاحاً من سلام وطمأنينة، فأنتم الحقيقة التي تجلت بعظيم تضحياتكم تحتضنون الوطن في وجدانكم، وكلنا ثقة بأن وطننا سـالماً مـنـعـماً ومـكرماً طالما أنتم سياجه المنيع.. صباح الابتسامة المشرقة من أرواحكم قبل عيونكم ترسم لنا أفق الحياة الأبهى، نجدد الدعاء لكم أن تبقوا شمعة تضيء سماء بلادنا..

وأنتم رياحيننا الطاهرة نتوجه إليكم بهذه المناسبة التي نعيشها على وقع الانتصارات المتواصلة، نحتفي بكم بكلماتنا المكتوبة بفرح القلب وألق الذاكرة لأن أعناقنا مطوقة بياسمين طهارتكم نغزل منها وشاحاً جديداً للحياة، ننهض من أحزاننا وآلامنا نرسم لقلوبنا فضاءات تليق بنقاء بياضكم، ونفتح في الحياة نوافذ تطل على أمل رسمتموه بدمائكم.. أنتم ستبقون أنشودة الخلود، بدمائكم الزكية وأياديكم الفتية صُنعت الحضارة، وبمجدكم رفعتم لواء الأمة فكانت قوتكم أمام ضعف الأعداء وشجاعتكم أمام جبنهم.

هامات تعلو على جراحها النازفة، وآمال تتسامى لتطاول الشمس في عليائها، تنسج من خيوطها وشاحاً يرفرف راية بيضاء في سماء الوطن، فمن زحمة الحرب والدمار.. من ضحكة الأطفال المصلوبة على جدران الموت، ومن أحلام تنسج أملاً بغد جميل باغتتها يد القتل، يؤكد رجال سورية الشجعان على امتداد مساحة الوطن أنهم أبناء الحياة الذين هبوا للذود عن أوطانهم، هم نسغ الحياة وألق الروح يهدونها إلينا منداة بعبق الحب.

عمر نعيشه معكم أحباءنا في هذا اليوم البهي، وأعمار كثيرة ستأتي من بيادركم السموحة.. فاليوم تقطر النجمة البهية ضوءها عليكم فترسم مكانكم تحت السماء، وتجن الأنحاء بربيع مزركش بالبطولة والانتصار.. اليوم أيها الأبطال تعيشون لحظاتكم على وقع نبضكم فتسبقونه وتسبقون الزمن الأرضي إلى زمن من ضوء ومسرات.

هكذا نحن السوريين نكتب في هذه الـ”سورية” عقولنا، وأرواحنا، وأنفاسنا مازالت طيبة لأننا ولدنا تحت أشجار تحب الأرض وتعشق السماء المعلقة بالشغف وتفسح في أرواحنا حيزاً لانبثاق وردة.. فتضيء الشموس.. ويعبق الياسمين مرتلاً للوطن أنشودة السلام..

سلوى عباس