بغطاء أمريكي.. تصاعد وتيرة الاستيطان
كشفت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية أن اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين خلال الشهر الماضي أدت إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة 345 بجروح، واعتقال 478 في تحدّ سافر وممنهج لكل المواثيق الدولية.
وقال التقرير الشهري للدائرة والصادر: “إن شهيدين اثنين ارتقيا برصاص قوات الاحتلال خلال قمعها مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، فيما استشهد الطفل طارق ذيابية 6 أعوام جراء دهسه من قبل مستوطن في مدينة الخليل بالضفة الغربية، بينما استشهد الأسير نصار طقاطقة جراء تعرضه للتعذيب والإهمال الطبي في معتقل نيتسان بمدينة الرملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وأشار التقرير إلى إصابة 345 فلسطينياً بجروح مختلفة جراء اعتداءات قوات الاحتلال على القطاع ومدن وبلدات الضفة الغربية.
وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 478 فلسطينياً خلال الشهر المنصرم بينهم 9 أطفال وسيدتان، لافتاً إلى أن عدد الأسرى المضربين عن الطعام ارتفع إلى 10 أسرى رفضاً لانتهاكات سلطات الاحتلال المستمرة بحقهم.
وبيّن التقرير أن قوات الاحتلال تواصل انتهاك قرار مجلس الأمن /2222/ لعام 2015 بشأن حماية الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، وتعتدي على الصحفيين لمنعهم من فضح جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى إصابة المصورين الصحفيين سامي مصران ومحمود أبو مسلم بجروح خلال تغطيتهما لقمع قوات الاحتلال مسيرات العودة في القطاع، والصحفي عبد الحفيظ الهشلمون خلال تغطيته عمليات الهدم في منطقة واد الغروس شرق الخليل، والصحفي ابن فرعون خالد بدير جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم الأسبوعية، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الصحفي صالح الزغاري من بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة.
في الأثناء، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تفاقم الأوضاع الصحية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال احتجاجاً على انتهاكات سلطات الاحتلال المستمرة لحقوق الأسرى.
وأوضحت الهيئة أن تدهوراً طرأ على الحالة الصحية للأسرى محمد أبو عكر ومصطفى الحسنات وحذيفة حلبية، الذين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ35 على التوالي، حيث يعانون من آلام حادة بجميع أطرافهم ومن أرق دائم، ولا يستطيعون النوم، وآلام حادة بالمعدة، وأوجاع بالرأس، وعدم القدرة على المشي لمسافات طويلة، ويتنقلون على كرسي متحرك.
ويخوض 8 أسرى فلسطينيين إضراباً مفتوحاً عن الطعام في معتقلات الاحتلال هم الأسير أحمد غنام المضرب وسلطان خلوف وإسماعيل ووجدي العواودة وجعفر عز الدين وطارق قعدان ومحمد أبو عكر ومصطفى الحسنات وحذيفة حلبية.
يأتي ذلك فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية ومخيم شعفاط بالقدس المحتلة وبلدة قباطية في جنين بالضفة الغربية، واعتقلت عشرة فلسطينيين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية واد رحال جنوب بيت لحم بالضفة بعدد من الجرافات، وهدمت منزلاً فلسطينياً قيد الإنشاء تبلغ مساحته 79 متراً بذريعة البناء دون ترخيص.
إلى ذلك، أصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح جراء اعتداء مستوطنين إسرائيليين عليهم في قرية النبي صالح شمال رام الله بالضفة الغربية، وقال الناشط في مقاومة الجدار والاستيطان بلال التميمي: “إن مجموعة من المستوطنين اقتحموا القرية بحماية قوات الاحتلال، واعتدوا على الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح”.
واقتحم 84 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وتنديداً بجرائم الاحتلال ومخططاته التوسعية الاستيطانية، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية التأكيد على أن الدعم الأمريكي لسلطات الاحتلال يشجّعها على تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية على حساب أرض دولة فلسطين، مطالبةً المجتمع الدولي بتطبيق القرار الأممي 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للاستيطان، وبيّنت الخارجية أن سلطات الاحتلال تسرّع من وتيرة تنفيذ مخططاتها الاستيطانية لتغيير الواقع القانوني والتاريخي القائم في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشيرةً إلى أن ذلك يترافق مع تصعيد ملحوظ في عمليات هدم المنازل، وتخريب المنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة شرق القدس المحتلة والأغوار الشمالية لتهجير الفلسطينيين بالقوة من أراضيهم وتهويدها.
وأوضحت الخارجية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحاول فرض الاستيطان كأمر واقع على الأرض لضمان مصالح الاحتلال، مطالبةً المحكمة الجنائية الدولية بتسريع وإنهاء دراستها الأولية حول الحالة في فلسطين المحتلة التي بدأتها قبل أكثر من 4 سنوات لبدء تحقيق رسمي في جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وأرضه والتي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في سياق متصل، أكد وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني أحمد مجدلاني أن عدم إدراج الأمم المتحدة لكيان الاحتلال على قائمة العار بشأن الانتهاكات التي يرتكبها بحق أطفال فلسطين تشجيع للاحتلال وتستر على انتهاكاته.
وأوضح مجدلاني أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الأطفال في الصراعات المسلحة لعام 2018 يدين “إسرائيل” السلطة القائمة بالاحتلال بارتكاب الانتهاكات بحق أطفال فلسطين، ورغم ذلك لم يتم إدراجها على قائمة العار، متسائلاً: “لمصلحة من ذلك، وهل المطلوب مزيد من الانتهاكات والقتل والتنكيل بأطفال فلسطين؟”.
وأشار مجدلاني إلى أن الجلسة التي عقدها مجلس الأمن لمناقشة التقرير ستبقى نقطة سوداء في تاريخ المجلس الذي يفترض به تحمّل مسؤولياته، ومعاقبة مجرمي الاحتلال، وملاحقتهم في المحاكم الدولية.
وكان رياض منصور مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة طالب غوتيريس خلال جلسة لمجلس الأمن قبل يومين بإدراج “إسرائيل” على قائمة العار التي تشمل مرتكبي انتهاكات جسيمة بحق الأطفال، مشدّداً على أن تغييبها عن القائمة يقلل من شأن مساعي وضع حد للجرائم والانتهاكات بحق أطفال العالم، ويشكك في مصداقية القائمة، ويعرّض حياة الأطفال الفلسطينيين للخطر.