لافروف: التصدي بحزم وقوة لأي اعتداء إرهابي ينطلق من إدلب أهالي خان شيخون يتظاهرون ويحرقون صور متزعمي “النصرة”
خرج أهلنا في خان شيخون في تظاهرات أحرقوا خلالها صور متزعمي “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها، وفق مصادر متطابقة، والتي أكدت حالة التخبّط والانهيار بين المجموعات الإرهابية في عموم ريف إدلب الجنوبي، مشيرة إلى حالة السخط التي تعمّ محافظة إدلب من ممارسات الإرهابيين، والذين حوّلوا المدنيين إلى دروع بشرية طوال السنوات الماضية.
وتشهد مناطق سيطرة “النصرة” حالة من التوتر الشعبي احتجاجاً على ممارسات هذه العصابات التكفيرية بحق الأهالي، خاصة بعد التقدّم المتسارع للجيش العربي السوري والانتصارات المتتابعة على مجاميع الإرهاب التكفيري في ريفي حماة وإدلب.
يأتي ذلك فيما تواصل ميليشيا “قسد”، وإمعاناً منها في تكريس مشاريع الاحتلال الأمريكي في منطقة الجزيرة السورية، سياستها الهمجية بحق المدنيين من أهالي المنطقة، حيث أقدمت هذه الميليشيا، المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي، على قتل طفل في قرية الغرب بريف الحسكة الجنوبي.
وأكدت مصادر أهلية في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة المعلومات التي تحدّثت عن وفاة الطفل أسامة عبيد البالغ من العمر 13 عاماً جراء إصابته بعيارات نارية عدة أطلقتها عناصر ميليشيا “قسد” بعد مداهمة منزله الكائن بقرية الغرب بريف الحسكة الجنوبي وفراره خوفاً من سوقه إلى معسكرات التجنيد القسرية أو ما يسمى “واجب الدفاع الذاتي”.
وأضافت المصادر: “إن دوريات تابعة للميليشيا أطلقت النار على الأهالي أثناء محاولتهم إسعاف الطفل، ما أدى إلى إصابة 3 مدنيين بعدة أعيرة نارية، بينما تشهد المنطقة حالة من التوتر بسبب الممارسات الإجرامية بحق المدنيين من قبل ميليشيا “قسد” التي تقوم حالياً بتطويق القرية بشكل كامل”.
ووفق المصادر فإن ميليشيا “قسد” تقوم حالياً بحملة دهم وتفتيش للمنازل في قرى الريف الجنوبي للحسكة بحجة البحث عن خلايا نائمة لتنظيم “داعش” الإرهابي، وإلقاء القبض على الشباب والأطفال وزجهم في معسكرات التجنيد القسري.
سياسياً، شدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على أن أي اعتداءات للإرهابيين انطلاقاً من إدلب سيتمّ التصدي لها بكل حزم وقوة، فيما جدّد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان الدعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإحراز تقدّم في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، بالتوازي مع مواصلة عملية مكافحة الإرهاب فيها. وأوضح لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة خارجية غانا تشيرلي ايروكو بوتشويه في موسكو أمس، أن الإرهابيين باتوا يسيطرون على 90 بالمئة من مساحة إدلب، ويواصلون اعتداءاتهم على المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، لافتاً إلى أن روسيا تؤيّد وتدعم عمليات الجيش السوري في محاربة الإرهاب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد، في تصريحات صحفية على هامش لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس الأول، أن بلاده ستواصل دعمها الجيش العربي السوري في محاربة الإرهاب.
وأضاف لافروف: “لقد أكدت بشكل واضح أنه إذا واصل الإرهابيون هجماتهم انطلاقاً من تلك المنطقة على الجيش العربي السوري والمدنيين وقاعدة حميميم، فإنها ستواجه رداً حازماً وقاسياً”، وشدّد لافروف على أن الجهود من أجل التصدي لاعتداءات “جبهة النصرة” والقضاء على الإرهابيين في إدلب ستتواصل. وأشار لافروف إلى أن روسيا تراقب مستجدات الوضع في إدلب عن كثب، مضيفاً: إن العسكريين الروس موجودون “على الأرض” في منطقة إدلب لخفض التصعيد.
وبدأت القوات الجوية الروسية عملية عسكرية في الثلاثين من أيلول عام 2015 بناء على طلب من الدولة السورية دعماً لجهود الجيش العربي السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية، أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة.
وكان النائب الأول للجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أكد أن عمليات الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في محافظة إدلب “شرعية بالمطلق”، وقال: “إن الجيش السوري ينفّذ ما يجب عليه تنفيذه، وهو الدفاع عن أراضيه ضد الإرهابيين”، مشيراً إلى أن روسيا تؤيد جهود سورية في مكافحة الإرهاب، وشدّد على رفض تدخل أي بلد دون طلب من الحكومة السورية، مؤكداً أنه يمكن لروسيا “تقديم مساعدة ما” إذا طلب منها ذلك.
وفي الأردن، أكد أمين عام حزب البعث العربي التقدمي في الأردن فؤاد دبور أن نظام رجب طيب أردوغان في تركيا منخرط بالكامل في المخطط التآمري على سورية والمنطقة، وقال: “إن انخراط حكومة أردوغان في المخطط الأمريكي الصهيوني يهدف إلى تقسيم وتدمير سورية وتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يحقق المشروع التآمري العدواني، الذي من أهم أولوياته توفير الأمن والحماية للكيان الصهيوني”، وشدّد على صوابية خيار سورية وحلفائها في مواجهة الحرب العدوانية التي تشن عليها ومحاربة الإرهاب الذي يشكّل أدوات العدوان التركي الأمريكي الصهيوني على المنطقة.
وفي لبنان، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان فارس سعد أن خيار الصمود والثبات الذي اتخذته سورية بمواجهة الحرب الإرهابية الكونية أثمر انتصاراً لكل دول وقوى المقاومة في المنطقة. ونوّه سعد، خلال لقائه المعاون البطريركي لبطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري، بالتضحيات التي قدّمها الشعب السوري وجيشه، معتبراً أن ما حققته سورية من إنجازات وانتصارات على الإرهاب ومشغليه تعجز عن تحقيقه أكبر جيوش العالم.
بدوره أكد المطران لوقا أن سورية اتخذت خياراً بالصمود والمواجهة، وقد انتصر هذا الخيار على المخطط التفتيتي الإرهابي.
من جانبه أكد رئيس حركة الإصلاح والوحدة في لبنان الشيخ ماهر عبد الرزاق أن انتصارات الجيش العربي السوري وتضحياته في الحرب على الإرهاب ترسم معالم جديدة في المنطقة، وأوضح، بعد لقائه على رأس وفد من الحركة أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان، أن الجيش العربي السوري يحارب الإرهاب نيابة عن كل العرب، وبانتصاراته سقط المخطط الأميركي التركي الصهيوني الإرهابي الذي يستهدف المنطقة برمتها.
إلى ذلك، حذّرت الصحفية التشيكية المختصة بالشرق الأوسط تيريزا سبينتسيروفا من أن الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين في إدلب ستترافق بالتأكيد مع حملة إعلامية تضليلية جديدة في الغرب لتحريف ما يجري على الأرض، وأوضحت أنه كلما تقدّم الجيش السوري في عمق إدلب، فإن ذلك سيزيد من إطلاق السياسيين ووسائل الإعلام الغربية على الإرهابيين في إدلب تسميات جديدة بهدف حمايتهم، مشيرة إلى أن الوضع يمكن أن يصبح مماثلاً لوضع شرق حلب، حيث جرى تضخيم أعداد الناس فيه والتخويف من أزمة إنسانية، وأكدت أن قوات النظام التركي الموجودة في المنطقة تقدّم الدعم للمجموعات الإرهابية ولا تقوم بما يتوجّب عليها باعتبارها إحدى الدول الضامنة لعملية أستانا.
بالتوازي، جدّد المبعوث الصيني الخاص إلى سورية شيه شياو يان الدعوة إلى بذل المزيد من الجهود لإحراز تقدّم في العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، بالتوازي مع مواصلة عملية مكافحة الإرهاب فيها، وقال، بعد محادثات أجراها مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في جنيف: “يجب استكمال الحرب على الإرهاب مع وجود مؤشرات على خطر عودة عمليات التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”.
وبدأت الولايات المتحدة، في محاولة مفضوحة لتبرير استمرار وجودها العسكري غير المشروع في سورية، بالتسويق لعودة إرهابيي “داعش” بالظهور، حيث اعتبر تقرير صدر عن مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” مؤخراً “أن تنظيم “داعش” الإرهابي يعاود الظهور في سورية بسبب سحب الولايات المتحدة قواتها من هناك”، وأنه عزّز قدراته في العراق.
وكانت الصين أعلنت في أكثر من مناسبة أنه تجري محادثات مع سورية ودول أخرى بشأن مكافحة الإرهاب، موضحة أنها تعارض بشدة جميع أشكاله، وتدعم تعزيز التعاون الدولي في مكافحته، وكذلك الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي.