كـــرتنـــــا والانهيار الاحترافي
تنتهي اليوم فترة تسجيل اللاعبين لأندية الدوري الممتاز التي اعتبرت تاريخية بكل المقاييس مع كمية الأموال التي صرفت، والتي فتحت باب الاستغراب والتساؤل عن الطريقة التي تنتهجها أنديتنا، ونظرتها الآنية للأمور بعيداً عن أي تخطيط للمستقبل، فحرارة “الميركاتو” لهذا الموسم كانت عالية، وبدا التنافس شديداً على لاعبي الصف الأول، فارتفعت الأرقام، واستطاع اللاعبون أن يكونوا الطرف الأقوى، ففرضوا شروطهم، وكسبوا مبالغ قياسية، حيث إن قيمة عقد أحد اللاعبين النجوم اقتربت من خمسين مليوناً دون احتساب المكافآت والرواتب الشهرية، ومن المؤكد أن استقطاب عدد محدود من الأندية للكم الكبير من اللاعبين المميزين، بما فيهم لاعبو المنتخب الوطني العائدين من الاحتراف الخارجي، سيسهم في خلق فجوة بين أندية الدوري، وسيفرز بشكل تلقائي مسابقة طابقية، وربما نشهد نتائج وفوارق رقمية كبيرة.
وبالحديث عن الأندية التي تعاقدت مع كم كبير من اللاعبين فإن أكثر ما يثير الاستغراب هو الاعتماد المطلق على وجود راع أو داعم متكفل بكل مصاريف فريق الكرة، وهذا أمر غير موجود في كل القواميس الاحترافية، فأنديتنا تشكو دائماً غياب المال، وخزائنها تكاد تكون خاوية، فكيف سيكون حالها إذا قرر هذا الداعم الابتعاد وترك الفريق في منتصف الموسم؟!.
وبنظرة أشمل سنجد أن فتح المجال أمام الأندية التي تمتلك المال “المؤقت” للتعاقد بهذه المبالغ سيفسد المسابقة في المستقبل، مع تأثيره على العناية بقواعدها الكروية، فالخيار الأسهل لها سيكون ضم اللاعب الجاهز دون النظر لتأهيل لاعبي فرق فئاتها العمرية.
الجميع يدرك أن تطبيقنا للفكر الاحترافي قاصر، وأكبر دليل وجود لجنة مشكّلة منذ سنوات لدراسة هذا الاحتراف وتطويره، وبانتظار نتائج هذه الدراسة سنظل ندور في فلك التناقضات والغرائب، وستبقى رياضتنا بلا هوية واضحة المعالم!.
مؤيد البش