الرئيس الأسد يستقبل وفداً من حزب التجمع الوطني الفرنسي: تبعية بعض دول أوروبا لواشنطن ألحقت الضرر بالشعب الأوروبي
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، وفداً من حزب التجمع الوطني الفرنسي، برئاسة تيري مارياني عضو البرلمان الأوروبي.
وتناول اللقاء الأوضاع في سورية وتطورات الحرب على الإرهاب فيها، حيث طرح الوفد الفرنسي مجموعة من الاستفسارات والأفكار، أجاب عنها الرئيس الأسد، وخاصة ما يتعلّق باستمرار الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه في الأراضي السورية كافة، والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري مؤخراً في ريفي حماة وإدلب، والتدخل التركي الداعم للمجموعات الإرهابية المتمركزة في إدلب والإرهابيين الأجانب الذين يقاتلون في سورية، وسياسة الإدارة الأميركية التي تسعى لاستمرار حالة عدم الاستقرار في سورية والمنطقة.
وجرى خلال اللقاء حوار معمّق حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة فيما يتعلّق بالسياسات التي تنتهجها أوروبا، سواء إزاء دول المنطقة أو حول التطرّف والإرهاب، وتبعية بعض دولها للولايات المتحدة، والضرر الذي ألحقته هذه السياسات بالشعب الأوروبي وبمستقبل أوروبا وطبيعة علاقاتها مع الدول الأخرى.
ومن ضمن أعضاء الوفد أيضاً النائبان في البرلمان الأوروبي نيكولاس باي وفيرجيني جورون.
وخلال لقائه الوفد الفرنسي، أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أن الشعب السوري مصمم على القضاء على الإرهاب، لافتاً إلى فرض أعداء سورية إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب عليها بعدما فشلوا في مخططاتهم فيها، وأوضح أن سورية تحارب الإرهاب ليس دفاعاً عن نفسها فقط، بل نيابة عن شعوب العالم، مستنكراً الدعم الغربي للإرهاب في سورية، في الوقت الذي تدّعي بعض الدول الغربية مكافحته، مطالباً الوفد بالعمل على نقل الصورة الحقيقية التي لمسوها على الأرض السورية إلى دولهم.
من جانبه بيّن مارياني أن هدف الزيارة هو معرفة التطوّرات في سورية، ونقل حقيقة ما يجري فيها، وخاصة أن الرأي العام في فرنسا مغاير لرؤية الحكومة الفرنسية، حيث يعبّر الناس عن آرائهم الإيجابية تجاه سورية، ورأى أن حكومة بلاده أخطأت بتعاطيها مع الأحداث في سورية منذ البداية في عام 2011، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام الغربية تحاول طمس حقيقة ما يجري في سورية من انتصارات على الإرهاب.
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء عبّر مارياني عن ثقته بأن سورية ستواصل نجاحاتها وانتصاراتها على الإرهاب، وأن الأوضاع ستتحسن إلى الأفضل فيها، وتابع: سنعود إلى البرلمان الأوروبي حاملين رسالة واضحة عن تطور الأوضاع في سورية التي تستحق رؤية جديدة، داعياً إلى رفع الإجراءات الأحادية الغربية المفروضة على سورية والتي تمنع وصول الأدوية والتجهيزات الطبية وغيرها.
وفي الإطار نفسه، التقى الدكتور أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية والمغتربين، وفد البرلمان الأوروبي، وتمّ خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في سورية، حيث أكد سوسان قرار سورية بالاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين حتى القضاء عليهم، وتطهير كامل المناطق من الإرهاب.
وشرح معاون وزير الخارجية والمغتربين للوفد الضيف مخاطر السياسات الأميركية والتركية في سورية، التي تشكّل داعماً للإرهاب، وتعيق الخروج من الأزمة، مجدّداً التأكيد على ضرورة إنهاء تواجد كل القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير مشروع في سورية، والتصدي لأي مشاريع تمس وحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فقد أي دور إيجابي له على الساحة الدولية نتيجة فقدانه الاستقلالية وتبعيته العمياء للسياسات الأميركية، الأمر الذي يتناقض والمصالح الأوروبية، ويجعل الاتحاد الأوروبي شريكاً في المسؤولية عن المشاكل التي يشهدها العالم.
من جانبه أعرب النائب مارياني وأعضاء الوفد عن الارتياح للإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب، مؤكدين أن سورية بمكافحتها الإرهاب تدافع عن الإنسانية جمعاء، بما فيها أوروبا التي اكتوت بناره.
وأشار مارياني إلى أن تكتل اليمين القومي في البرلمان الأوروبي سيعمل على توضيح حقيقة ما يحصل في سورية، وتغيير مقاربة الاتحاد الأوروبي إزاء سورية، بما يؤدي إلى الخروج من الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إليها.
كما عبّر أعضاء الوفد عن سعادتهم للمشاركة في الاحتفال بافتتاح معرض دمشق الدولي والمشاركة المهمة لعدد كبير من الدول.
حضر اللقاء بطرس مرجانة رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب وعدد من أعضاء المجلس والسفيرة نادرة السياف مدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والمغتربين.