“التكامل” غاب عن تسجيل المازوت.. “تعددت الطرق والفشل واحد”! مواطنو ريف دمشق يستهجنون التخفيض و”محروقات” تطمئن بوفرة الكميات
يكثر في الآونة الأخيرة الحديث عن صعوبات ومعاناة المواطنين عند التسجيل على مادة المازوت عبر البطاقة الذكية، حيث تستنفر الأسر على مدار الساعة من أجل أن يحالفهم الحظ في الاتصال بالشركة، وكأن هناك مسابقة من مسابقات التلفاز، فالخطوط جميعها مشغولة، وفي حال اتبع المواطن الطرق الأخرى التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الشركة يصطدم بالفشل بعد خطوتين أو ثلاث من الخطوات الموضوعة لإتمام عملية التسجيل، ويؤكد المواطنون في شكواهم عبر “البعث” أنهم يقضون كل الوقت مع أفراد عائلاتهم لعلهم يصلون إلى نتيجة، مستغربين جميع تصريحات المسؤولين حول سهولة التسجيل وتأمين مادة المازوت، ولاسيما أن مدير شركة المحروقات مصطفى حصوية كان قد صرح لأكثر من وسيلة إعلامية “أن تزويد العائلات بالمازوت يتم خلال يوم واحد بعد التسجيل على المادة، لافتاً إلى أن المادة متوفرة وهناك أسطول سيارات توزيع كبير لتأمين العائلات بمازوت التدفئة”؛ مما جعل المواطنين يتسابقون بالسرعة الكلية بالاتصال، لاسيما أنه تم تحديد تاريخ معين لبدء التسجيل مما شكل ضغطاً كبيراً على الشركة المعنية “تكامل” حسب رأي أحد الموظفين فيها.
خطوات وأخطاء
ومع كثرة الشكاوى اليومية أصبحت أحاديث المواطنين اليومية مقتصرة حول آلية التسجيل وكيفية التسجيل، وهل هناك حلول وطرق أخرى وخاصة أن صفحات التواصل الاجتماعي تكفلت بنشر أكثر من طريقة للتسجيل، ولكن يبقى المواطن أسير الاتصال العادي عبر الرقم المخصص على البطاقة أو من خلال الجوال، علماً أن الكثير خسر قيمة اتصالات عبر الجوال، وفي النهاية وصلوا إلى طريق مسدود، ومن هذه المحاولات الفاشلة بعد ثلاث خطوات يأتيك رسالة مفادها “لم يتم العثور على الموسم …”؛ لتكون هذه الإجابة محيرة لأغلب من ظهرت على جولاتهم، ليؤكد متابعون أن شركة المحروقات أخطأت عندما حددت موعداً محدداً للتسجيل لجميع المحافظات؛ مما شكل ضغطاً، لافتين إلى أنه من الأجدى تقسيم المحافظات، وتخصيص كل محافظة أو مناطق معينة في كل محافظة بتاريخ معين للاتصال والتسجيل؛ مما سيخفف الضغط ويسهل عملية التسجيل.
تشكيك ونفي
وشكك متابعون بمصداقية تأكيدات المعنيين في شركة المحروقات المتعلقة بأن عند تسجيل المواطن على المادة سيتم الحصول عليها في اليوم التالي، معتبرين أن ما ينفي صحة هذه الوعود أن هناك من استطاع التسجيل في اليوم الأول من الموعد المحدد أو الثاني وحتى الآن لم يحصل على المادة وخاصة في محافظة ريف دمشق، حيث دخل البعض على صفحة الفيس لشركة “تكامل” وتم التسجيل من خلال رسالة، وتم الرد من الشركة أن التسجيل تم، ولكن عليك الانتظار لكون التوزيع مرتبطاً بالكميات المرسلة من الجهات المعنية.
معاناة واستغراب
ولم تقف معاناة الريفيين عند هذا الحد، حيث تفاجأ مواطنو ريف دمشق باختصار الكمية المحددة لمادة المازوت من 200 ليتر إلى 100 ليتر في الدفعة الأولى، علماً أن التصريحات للمعنيين -وعلى رأسهم مدير شركة محروقات- تقول إن التوزيع سيتم على دفعتين؛ في كل دفعة 200 ليتر، وذلك على مستوى المحافظات.
ويستغرب أهالي ريف دمشق هذا القرار المجحف بحق المحافظة وخاصة أن أغلب مناطق المحافظة باردة وباردة جداً، كمنطقة الزبداني ووادي بردى وما حولها ومناطق القلمون وقرى جبل الشيخ، ليتساءل أهالي هذه المناطق هل تكفي 100 ليتر بضعة أيام في مناطقهم في ظل البرد القارس والثلوج؟! في الوقت الذي يحصل سكان محافظة دمشق على 200 ليتر كدفعة أولى، والفرق واضح بين طبيعة مناخ المحافظتين!
عدالة التوزيع
ويوضح مدير محروقات ريف دمشق جهاد أبو حوى أن الغاية من تخفيض الدفعة الأولى إلى 100 ليتر كي يتم تغطية جميع المواطنين في المحافظة، ومن ثم سيتم توزيع 100 ليتر الثانية خلال شهر تقريباً، مطمئناً المواطنين إلى توافر الكميات، والمخازين جيدة وسوف يحصل كل مواطن على مخصصاته بالكامل.
ولفت أبو حوى إلى أن التوزيع عبر البطاقة الذكية سيحد من عمليات التلاعب وفوضى التوزيع وعمليات المتاجرة واستغلال المواطن وإيقاف الهدر، ولاسيما بعد حصر عمليات التوزيع بالشركة المعنية وعدم تدخل أي جهة أخرى.
يشار إلى أن مدير شركة المحروقات في حديث له حول عملية توزيع مادة مازوت التدفئة في دمشق وريفها، أكد أنه تم تخصيص 160 ألف ليتر لكل منهما يومياً، وهو رقم أولي قابل للزيادة.
طرق التسجيل
وعن طرق التسجيل على المادة أوضح حصوية أن هناك مجموعة من الطرق التي تساعد المواطن على التسجيل بدءاً من الاتصال على الرقم 0119884، أو من خلال طلب الرقم *9884# لخطوط «السيرتيل» والتسجيل عبر الخيارات المتاحة، وفي حال لم يتم تسجيل الطلب يكون هناك خطأ في التطبيق، أو من الممكن أن بعض المواطنين المقيمين في دمشق ونفوسهم من محافظة أخرى يقومون بالتسجيل في دمشق، وبالتالي هم بحاجة لإثبات إقامة (فاتورة كهرباء، فاتورة مياه، أو عقد إيجار)، مشيراً إلى إمكانية التسجيل عن طريق تطبيق مجاني، أو صفحة تكامل على الفيسبوك، أو من خلال موقع وزارة النفط، لافتاً إلى أن صفحة وزارة النفط تحوي على المعلومات الكاملة الخاصة بطرق التسجيل. وفيما يخص التسجيل لذوي الشهداء بين حصوية أنه يتم من خلال قوائم تعد من قبل أمناء الشعب الحزبية التابعة للمناطق، مؤكداً أنه العام الأول الذي يتبع فيه أسلوب الأتمتة في ريف دمشق؛ ما يساهم في إيصال المادة إلى جميع المواطنين، وكانت الشركة بدأت بتوزيع مازوت التدفئة لعائلات ذوي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري منتصف الشهر الماضي. أما بالنسبة للشخص الأعزب فذكر حصوية أنه يمكن التسجيل له بعد إثبات الإقامة وتقديمها إلى لجنة المحروقات في المحافظة التي بدورها تعد قائمة خاصة بهم يمكن من خلالها منحهم 50 ليتراً فقط.
والجدير ذكره أنه تم إصدار نحو 450 ألف بطاقة في ريف دمشق من خلال 50 مركزاً موجودة بشكل ثابت في المناطق الكبيرة، وبشكل متنقل من قرية إلى أخرى في الأرياف ليتم الوصول إلى جميع الأسر، مع إمكانية التوزيع بموجب البطاقة الأسرية لبعض المناطق التي يتعذر إصدار البطاقة الذكية فيها لأي سبب من الأسباب.
علي حسون