شراكة غير مكتملة
لم يأت اجتماع قدامى نادي الاتحاد الذي عقد مؤخراً في مقر النادي القديم في الجميلية بأي جديد، فالمشكلات والخلافات والمطالب داخل البيت الاتحادي هي ذاتها ومكررة منذ سنوات، ولم تلق حتى اللحظة أية استجابة، سواء من الإدارة الحالية، أو الإدارات السابقة المتعاقبة.
ولعل الجديد في هذا الاجتماع هو طريقة الحوار والنقاش التي اتسمت بالإيجابية، وبروح المسؤولية والغيرية على مصلحة النادي بعيداً عن ردات الفعل المتشنجة تجاه الكثير من القضايا والملفات التي تثير ومازالت الكثير من الجدل، وهو ما كان منتظراً من قدامى وخبرات وكفاءات النادي في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها ناديهم، وبالتالي مد يد العون والمساندة لإدارة النادي لحلحلة الكثير من العقد التي تعطّل مسيرة النادي، خاصة بما يرتبط بالجانب الاستثماري، وتقديم النصح والمشورة الإدارية والفنية والقانونية لإزالة كل أشكال اللبس حول قضية الفراغات الخمسة، وغيرها من الاستثمارات الضائعة التي فوتت على صندوق النادي ملايين الليرات سنوياً.
وبعيداً عن الغوص في التفاصيل والجزئيات نرى أهمية إيجاد قواسم مشتركة تكمل عقد الشراكة المفقود بين الطرفين، ما يوجب على إدارة النادي الاستجابة لمطلب اللجنة المنبثقة عن الاجتماع في عقد لقاء مباشر ومفتوح لمناقشة كل ما يتعلق بواقع النادي، وبكثير من الصراحة والشفافية لإثبات حسن النية من جهة، ومن جهة ثانية للتأكيد على أهمية العمل الجماعي والتشاركي والمؤسساتي إن صح التعبير في إدارة شؤون النادي بهدف الوصول إلى صيغ عمل حقيقية تسهم في تصويب مسار النادي، وتعيد له هيبته ومكانته، وتجنبه المزيد من المطبات والهزات.
وفي السياق ذاته نجد من المفيد توثيق العلاقة بين جديد وقديم النادي من خلال التخلي عن عقلية الأنا والتفرد بالقرار، وإشراك الجميع في العمل من خلال تشكيل لجان استشارية وفنية واجتماعية وقانونية فاعلة وليست على الورق وحسب، تكون داعمة للقرار الإداري والفني، خاصة ما يتعلق بلعبتي القدم والسلة، والأهم تشكيل مكتب قانوني لتنظيم العمل الاستثماري، ولضمان حقوق النادي المالية، ولاستعادة مستحقاته المسلوبة والمهدورة.
معن الغادري