مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال يعقد دورته الرابعة عشرة الهلال: الوطنية العنوان الأساسي للاستحقاقات الانتخابية القادمة خميس: المستلزمات الأساسية تُؤمّن دون المساس باحتياطي القطع
دمشق- البعث:
انطلقت أعمال المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال بدورته الرابعة عشرة في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال بحضور الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب.
ونقل الرفيق الهلال تحية ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد إلى عمال سورية الذين بذلوا جهوداً كبيرة للحفاظ على مؤسساتهم واستمرار دوران عجلة الإنتاج خلال سنوات الحرب الإرهابية وتأمين مستلزمات الصمود لأبنائه، مقدّمين عشرات الشهداء والجرحى، مؤكداً أن القائد الأسد أصبح رمزاً للاستقلال والسيادة على مستوى العالم أجمع، و قد قاد سورية إلى بر الأمان في مواجهة أعداء الاستقلالية الذين لم يرق لهم أن يروا دولة ذات سيادة وكرامة وقرار وطني حر في منطقة الشرق الأوسط، في وقت كانت بعض دول هذا الشرق عبارة عن بيادق ذليلة في يد سيدها الأمريكي، مشيراً إلى أن سورية حملت راية العروبة متمسّكة بقضية العرب المركزية، قضية فلسطين، ورفضت إملاءات الدول الغربية، وستبقى متمسّكة بثوابتها الوطنية والعروبية مهما تعاظمت المؤامرات.
وأشاد الأمين العام المساعد بأهمية لقاء الرئيس الأسد وفداً من المشاركين في الملتقى النقابي العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال وشعب سورية الذي انعقد مؤخراً في دمشق، وتأكيد سيادته على الدور الكبير الذي لعبه عمال سورية عبر تاريخها والذي تكرّس بشكل جليّ في الدفاع عن البلاد في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وشدد الرفيق الهلال على أن حزب البعث العربي الاشتراكي كان سبّاقاً إلى إدراك حيوية الدور الذي يقوم به العمال في بناء الوطن وتعزيز وحدته وتحقيق أهدافه، ولذلك شكّل الحضور العمالي الواسع في بنيته التنظيمية ثابتاً من ثوابته الراسخة التي تعكس انحيازه إلى الشرائح الاجتماعية المنتجة وتعبيره عن تطلعاتها ودفاعه عن مصالحها بما ساهم ويساهم في تعزيز دورها الاجتماعي والوطني الفاعل في تحقيق أهداف التنمية وفي التصدي لأعداء الوطن.
وقال الرفيق الهلال: إننا مقبلون على مرحلة انتخابية عمالية يجب أن تكون الخيارات فيها لأشخاص قادرين على تحمّل المسؤولية بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات، فالوطنية هي العنوان الأساسي، آملاً أن تكون القيادات النقابية بالمستوى المطلوب لتصون الأمانة، وتحفظ حقوق العمال الذين بذلوا عرقهم ممزوجاً بالدماء إلى جانب الجيش العربي السوري حفاظاً على المرافق العامة ودفاعاً عن اقتصاد سورية، ونوّه بأنه عندما تكون التنظيمات النقابية حرّة وفاعلة في عملها تستطيع سورية النهوض لتعود أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، وأشاد بالملتقى العمالي الدولي الثالث للتضامن مع عمال سورية لما له من دور كبير في نقل الصورة الحقيقية لما يجري في سورية في ظل التضليل الإعلامي الممنهج الذي يمارس ضدها.
وأكد الرفيق الأمين العام المساعد أهمية التدقيق في الخيارات عندما يتمّ انتخاب ممثلي الطبقة العاملة لتمثيلهم في مؤسسات العمل النقابي، مضيفاً: إننا لا نريد أشخاصاً يخافون من نقل الحقيقة، ويجاملون المسؤولين، ولا نريد أشخاصاً يشكّلون عبئاً على المنظمة، وبيّن أن الحفاظ على القطاع العام كان ومازال وسيبقى خطاً أحمر، وهذا محدد في استراتيجيتنا الوطنية، وأثبتت التجربة، وخصوصاً خلال هذه الحرب، أنه لولا القطاع العام الوطني، الذي شكّل رديفاً قوياً، لسقطت البلاد اقتصادياً.
وشدّد الرفيق الهلال على أن مرسوم العفو الأخير كان مكرمة من القائد الأسد، وشمل عدداً كبيراً من أبناء الوطن، مؤكداً على أن محافظة إدلب بكامل جغرافيتها أصبحت اليوم قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى حضن الدولة السورية، بفضل الجيش العربي السوري، الذي يقاتل بإيمان مطلق بالنصر، خلف قيادة الرئيس بشار الأسد الأمين العام للحزب.
من جانبه، أثنى رئيس مكتب العمال والفلاحين المركزي، الرفيق شعبان عزوز، على الجهد المميّز الذي تبذله اللجنة التنظيمية في الحركة النقابية لصون حقوق الطبقة العاملة، التي أثبتت أنها رديف حقيقي إلى جانب الجيش العربي السوري، مشيراً إلى أن قانون التنظيم النقابي هو الذي سيطبّق في الانتخابات القادمة، لكون التنظيم مهنياً مرتبطاً بممارسة المهنة، مضيفاً: ليس كل من سيغادر مهمته النقابية في نهاية هذه الدورة مقصراً أو متهماً، مستغرباً عدم معالجة الكثير من القضايا رغم أنها غير مكلفة.
بدوره، شرح رئيس المكتب الاقتصادي المركزي، الرفيق عمار السباعي، الواقع الاقتصادي الذي تمر به سورية في الآونة الأخيرة، مبيناً أسباب ارتفاع سعر الصرف ومحاولات بعض الدول الغربية المعادية ضرب الاقتصاد السوري لمحاربة المواطن في لقمة عيشه في محاولة يائسة منهم لإطالة عمر الحرب على سورية، وأضاف: في الاجتماع الأخير للمكتب الاقتصادي تمّ بحث 80 موضوعاً اقتصادياً وخدمياً تصب في مصلحة تحسين حياة المواطنين المعيشية.
وتحدّث الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال عن العديد من القضايا المطلبية التي كانت محل نقاش ومتابعة مع رئاسة مجلس الوزراء، والتي تمّت معالجتها، وفي المقابل كان هناك قضايا أخرى تمّ تأجيل البت بها، ولم تؤت الجهود النقابية ثمارها على صعيد الحل، ووضع غياب المكاشفة والمصارحة في مقدّمة المشكلات، وطالب باسم عمال سورية السلطة التنفيذية بأن ترتقي بأدائها في كل مفصل تنفيذي لتكون بمستوى التحديات، متسائلاً عن القيمة التي تحققها عشرات المشاريع، وبمليارات الليرات السورية، إذا لم تلامس حياة المواطن بعائداتها.
وتطرّق القادري إلى موضوع الانتخابات العمالية القادمة، والتي ستكون محطة مهمة في حياة التنظيم النقابي، وسيطبّق خلالها قانون التنظيم النقابي.
وتمحورت مداخلات الرفاق أعضاء المجلس حول عدة محاور، كان أهمها سبل تطوير العمل في صندوق التكافل المركزي لدعم شهداء وجرحى الطبقة العاملة، واستيعاب العنصر الشاب الذي أنهى خدمة العلم في شواغر الشركات العامة، وضرورة تدخل الحكومة في ضبط سعر صرف الدولار لما له من تأثير على المواطن البسيط، إلى جانب قضية إحداث شركات مساهمة في شركات القطاع العام، مثل شركة السكر وإسمنت الرستن ومصفاة حمص والأسمدة، وقد تحفّظ التنظيم النقابي على هذه الإجراءات.
كما تمّ طرح قضية ساحل طرطوس غير المستثمر سياحياً، والذي يقسّم إلى 3 مناطق، هي المنطقة الجنوبية ومساحتها 6 ملايين م2 خارج الاستثمار، كونها منطقة أثرية، والمنطقة الوسطى “الكورنيش” والتي 70 % منها عشوائيات، والمنطقة الشمالية وهي بمساحة 500 دونم على البحر والتي تتبع لمكتب نقل البضائع ومؤسسة الإسكان العسكرية وغيرها من المؤسسات، التي يمكن نقلها إلى أماكن أخرى، واستثمار مواقعها الحالية في مجال الاستثمار السياحي، وإقامة المنتجعات.
وناقش المجلس في اليوم الثاني من دورته الرابعة عشرة، أمس، التقرير الاقتصادي والخدمي، بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس، والذي شدد على أن جميع المستلزمات الأساسية للبلاد “المشتقات النفطية والقمح وأدوية الأمراض النوعية” يتمّ تأمينها دون المساس باحتياطي القطع الأجنبي في المصرف المركزي أو الاقتراض من أي دولة.