“المونة” غياب من الأجندة الغذائية .. والمحاولات تصطدم بالأعباء المعيشية
تشهد الأسواق السورية ارتفاعاً جنونياً لمختلف السلع وخاصة الغذائية، فقد باتت “المونة” كلمة من الصعب على المواطن السوري سماعها، فالهم الأكبر له تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته من ملبس ومأكل، علاوة على أن تذبذب أسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار أنهك المواطن، فالتجار يرفعون الأسعار عندما يرتفع الدولار، ولكن لا تنخفض الأسعار عندما ينخفض سعره.
“حسبة المونة”
الحديث عن تكاليف “المونة” بات الأكثر حضوراً بين الناس نظراً لارتفاع أسعار المواد، وهذا ما أدى إلى تدني نسبة الإقبال على موضوع “المونة”، وقد كشفت جولتنا على بعض محلات بيع الخضار والفواكه في منطقة المزة 86 بدمشق ذلك، حيث أكد أصحاب محلات بيع الخضار والفواكه أن نسبة الإقبال منخفضة لأن الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالعام الماضي، حيث يصل سعر الكيلوغرام من الباذنجان الحمصي إلى “175” ليرة سورية بالجملة، ويتراوح وزن الكيس من (15-33) كيلوغراماً، أما سعر الكيلوغرام الواحد المفرد منه “250” ليرة سورية، إضافة إلى أن سعر الكيلوغرام من الباذنجان الأسود “185” ليرة سورية “بالجملة”، الباذنجان “الحموي”.
أما بالنسبة لأسعار الفليفلة الحمراء فيقدر سعر الكيلوغرام بـ 170 ليرة سورية “بالجملة”، فيما سعر الكيلوغرام الواحد المفرد بـ “325” ليرة سورية، وأشار أحد أصحاب المحلات إلى أنه في العام الماضي كان يحضر يومياً من 200-300 كيلوغرام باذنجان، وفليفلة حمراء، أما في العام الحالي فتتراوح الكمية ما بين من 50-70 كيلوغراماً فقط يومياً خوفاً من التلف بسبب درجات الحرارة.
كلام الناس
التقينا مع العديد من الزبائن الذين كانوا يتجادلون حول الأسعار مع أصحاب المحلات، حيث أكدت إحداهن أنها شاركت بجمعية لتغطية تكاليف “المكدوس”، حيث يحتاج لـ 1 كيلوغرام من الجوز، و6 عبوات زيت أونا، إضافة إلى 15 كيلوغراماً من الفليفلة الحمراء لتجهيز حوالي 30 كيلوغراماً من “المكدوس”، مشيرة الى أن سعر كيلوغرام الجوز 6000 ليرة سورية.
وأضافت: لدي 4 أولاد، وزوجي موظف، وللأسف يتزامن موسم الباذنجان مع بدء المدارس ومستلزماتها، ولكن لا يمكن الاستغناء عن طبق “المكدوس”، كونه وجبة غذائية متكاملة للطفل، إضافة لمذاقه الشهي المحبب للجميع.
طرق بديلة
أما “أم محمود” فلديها طريقة بديلة لصنع “المكدوس”، حيث ذكرت أنها تستبدل الجوز بـ “الفستق” لأنه أقل ثمناً، فيقدر سعر كيلوغرام الفستق بـ 1000 ليرة سورية، إضافة إلى أنها تستخدم زيت “الاونا” كبديل للزيت البلدي، فتقوم بتخبئته من الإعانات لتستخدمه لهذا الغرض، كما أنها تقلل كمية الحشوة داخل حبة الباذنجان للتقليل من شراء متطلبات الحشوة.
وأضافت “أم محمود”: من المؤكد أن الطعم مختلف، ولكن المهم ألا أحرم عائلتي من طبق “المكدوس” الذي كان بالماضي يزين مائدة الفقير قبل الغني.
من المستحيلات!!
وللأسف باتت مؤونة “المكدوس” اليوم مكلفة وعبئاً على أغلب العائلات السورية، بحسب ما ذكرت “أم أحمد”، ربة أسرة مؤلفة من ستة أشخاص، ومن المستحيل “المونة” بشكل عام، وخاصة “المكدوس” ومستلزماته من جوز وزيت وفليفلة حمراء، إضافة للثوم والغاز، في ظل ظروف المعيشة القاسية وارتفاع الأسعار.
وأضافت “أم أحمد”: بعد أن كان طبق المكدوس أساسياً على مائدة الشتاء، أصبح الآن من الثانويات، حيث اعتدنا سابقاً على تحضير المكدوس بكمية كبيرة، أما الآن فالحياة صعبة جداً، فلا يكفي المصروف لإيجار المنزل والمواصلات والمدارس.
تكاليف باهظة
ووفقاً للأرقام السابقة يمكن حساب التكلفة الكلية لصنع حوالي 25 كيلوغراماً من “المكدوس”، حيث إن سعر كيلوغرام الجوز “6000” ليرة سورية، مع 12 كيلوغراماً من مادة الفليفلة الحمراء، إضافة لـ 4 عبوات من الزيت البلدي، و500 ليرة سورية لمادة الثوم، فتتراوح التكلفة الكلية 25.075 ل.س.
رهف شحادة