“أوقفنا الطوفان” دعوة للأمل والحكمة
ضمن التنوع الذي شهدته فعاليات مهرجان حمص الثقافي لهذا العام، قدمت فرقة حماه المسرحية مؤخراً عرض “أوقفنا الطوفان” للمخرجة كاميليا بطرس عن نص للكاتب جوان جان، على مسرح دار الثقافة، وفيه سعت المخرجة بطرس مع مجموعة من الهواة لتقديم رسالة تدعو للتمسك بالأمل وتوحيد الكلمة والفعل لرأب الصدع الذي أحدثه العدوان على البلاد، عبر التمسك بالعلم والتسلح بالحكمة التي بهما نتغلب على كل الصعاب والأزمات.
وبين المسرح الفقير والمسرح الرمزي، بالمعنى العام وليس الأكاديمي تنطلق بطرس في بناء مداميك عرض يحمله هواة تمت قولبتهم في مشاهد ولوحات قصيرة تلخص الحال التي آلت إليها البلاد، وتقديم الحلول الناجعة لتخطي الوضع القائم عبر قراءة العبر من حوادث التاريخ الحديث ضمن مساحة زمنية قصيرة إلى حد ما، وفي فضاء يفتقر لأغلب العناصر المساعدة على إضفاء الحيوية في الإيقاع العام ودعم إحساس الممثل بالنص وإغناء الفرجة التي تجذب المتلقي.
الترميز للعدوان الذي تعرضنا له بالطوفان كان فكرة ناجعة للإيحاء بشمولية الخطر المحدق بالجميع دون استثناء، فالطوفان يجرف كل شيء في طريقه إذا لم تتضافر جهود كل الفئات الاجتماعية للحد من ضرره.
جمع العرض بين كل الأجيال في مواجهة الأزمة من طلاب المدرسة إلى الجامعة والسكان العاديين، وبدأ بمادة. فيلمية لأغنية “ياطير سلم لي ع سورية” ليدخل في أجواء الحياة ماقبل الأزمة، أناس يمارسون حياتهم الطبيعية، طلاب يتدربون على عرض مسرحي في المدرسة وطلاب يدخلون الحياة الجامعية، ومجلس مختار حي، قبل أن يبدأ صوت الرصاص يعكر الأجواء ويغير طبيعة حياة كل الناس وخاصة الشباب الذين يحزمون حقائبهم للهروب من مواجهة الأزمة قبل الاستجابة لإلحاح نداء الجيل الأقدم للبقاء والمواجهة، مستفيدين من تجارب الماضي من معركة ميسلون وحرب تشرين حيث انتصرت الإرادة على الاستسلام.
عرض يقدم فكرة بأسلوب مباشر، أقرب إلى الخطابية بإمكانات متواضعة، تفتقر للمفردات المسرحية الضرورية لتحريك التفاعل الجماهيري، لكنه خط أثر في النفوس. وهو العرض الثاني للمخرجة بطرس مع الكاتب جوان بعد عرض “حكاية المولود الجديد” مع المسرح القومي العام الماضي.
آصف إبراهيم