الصفحة الاولىمن الاولى

غزة تحت نيران العدو.. والمقاومة الفلسطينية تتوعّد "هيومن رايتس": عمليات الاحتلال عقاب جماعي وجريمة حرب

واصل جيش العدو أمس سلسلة اعتداءاته الهمجية والعنصرية بحق الشعب الفلسطيني، وشنت طائراته سلسلة غارات جوية على الضفة والقطاع، أوقعت إصابات بشرية وأضراراً مادية، وأصيب 11 فلسطينياً بينهم مصاب في حالة خطرة، أما الآخرون في حالة بين المتوسطة والطفيفة، كما أصيب نحو مئة فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبشظايا قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في أحياء وبلدات وقرى القدس المحتلة.
وذكر مصدر أمني أن طيران العدو شن أكثر من 12 غارة من طراز إف 16 على مناطق مختلفة في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة غزة ورفح، واستهدف خلالها عدداً من المواقع التابعة لفصائل المقاومة، ونادياً رياضياً ما أدى إلى إصابة سبعة مواطنين وإلحاق أضرار في النادي وفي عدد من المنازل.
وفي السياق، أفاد شهود عيان أن مواجهات متفرقة اندلعت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال اقتحام الأخيرة مدناً عدة بالضفة، أطلقت خلالها قوات العدو قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي مدينة القدس ساد هدوء حذر، بعد مواجهات عنيفة شهدتها حاراتها وأحياؤها وقراها أدت إلى إصابة ما يزيد على 250 مواطناً، واعتقال 3 مقدسيين، احتجاجاً على استشهاد الفتى محمد حسين أبو خضير، بحسب ما أفادت وكالة معاً الفلسطيني، ولا تزال شرطة الاحتلال تنصب الحواجز على كافة مداخل بلدة شعفاط، وهي مسقط رأس الشهيد أبو خضير، فيما قام الشبان لليوم الثاني على التوالي بتعطيل حركة القطار الخفيف، فيما يعمّ الحزن والحداد الشامل الحيّ، حيث تجددت المواجهات في شعفاط بين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
وتجددت عصر أمس المواجهات العنيفة، وتخلل المواجهات إطلاق قوات الاحتلال القنابل الصوتية باتجاه المحتجين الفلسطينيين، في حين رد الشبان الفلسطينيون برشق جنود الاحتلال المتمركزين عند مداخل الحي بالحجارة.
وفي سياق متصل توقع مراقبون أن تمتد المواجهات إلى مناطق أخرى في القدس، فيما توعدت المقاومة الفلسطينية “إسرائيل” أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء “ما يحدث لشعبنا في الضفة والقدس”، وذلك بعد استشهاد الطفل أبو خضير على يد مستوطنين صهاينة والتمثيل بجثته، والتصعيد العسكري في الضفة والقدس، وقالت: إن معركتها مع المحتل “هي معركة مفتوحة لا يحدها زمان ولا مكان”، مؤكدة أن الفلسطينيين يعيشون “حالة حرب حقيقية يخوضها المحتل”، وأضافت: إن “إسرائيل قد تملك قرار بدء المعركة، لكنها لا تعلم مآلها والفصائل لها ما تفاجئ به العدو والصديق”، متهمة إسرائيل بخرق التهدئة عشرات المرات، وأبدت جهوزيتها للدفاع عن الشعب الفلسطيني ورد الاعتداءات الإسرائيلية عليه، مؤكدة أنه تقدر الظرف الميداني وتستطيع إدارة المعركة.
وكانت المقاومة الفلسطينية قامت بالرد على هذه الاعتداءات، وأطلقت ثلاثة صواريخ سقطت في مستوطنة سدوت هنيغف، تسببت بأضرار مادية، وانقطاع التيار الكهربائي عن جزء من المستوطنة، فيما أفاد موقع والاه عن دوي صفارات الإنذار في المجلس الإقليمي أشكلول، وشاعر هنيغف، كما ذكرت القناة الثانية عن سقوط صاروخين في مستوطنتي “مرحفيم” و”أوفاكيم”.
إلى ذلك أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تُعنى بحقوق الإنسان أن الحملات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشمل الاستخدام غير القانوني للقوة والاعتقالات التعسفية وهدم منازل الفلسطينيين بشكل غير قانوني أو مداهمتها مع المكاتب الإعلامية ترقى إلى مصاف العقاب الجماعي، وقالت: إن عمليات إسرائيل العسكرية في الضفة الغربية في أعقاب مقتل ثلاثة إسرائيليين ترقى إلى مصاف العقاب الجماعي، محذرة من أنه وخلال تنفيذ القوات الإسرائيلية مداهمات لبلدات ومخيمات لاجئين وقرى فلسطينية قتلت أكثر من خمسة فلسطينيين بالرصاص واعتقلت واحتجزت 150 آخرين على الأقل دون وجود تهم تسوّغ ذلك، مشيرة إلى أن ما قام به الجنود الإسرائيليون يُعتبر جريمة حرب.