حشود عسكرية وشعبية عراقية تتقدّم باتجاه آمرلي لفك الحصار عنها في فشل استخباري جديد.. إسقاط طائرة تجـسس إسـرائيـليـة قـرب مـطــار بــغــداد
أفادت مصادر عراقية بإسقاط طائرة من دون طيار من نوع “هرمس” إسرائيلية الصنع قرب مطار بغداد، وأشارت إلى أنها “شبيهة بالتي تمّ إسقاطها في إيران قبل أيام”، وذكرت أن “القوات العراقية أرادت العمل لمعرفة أسباب سقوط الطائرة، وأن السفارة الأميركية في بغداد تدخلت وحضر فريق متخصص إلى منطقة سقوط الطائرة وجمع حطامها ونقله إلى السفارة”.
يذكر إلى أن إسقاط الطائرة هو الحادث الثالث خلال أيام بعد إسقاط طائرات شبيهة في إيران وغزة، في فشل استخباري إسرائيلي آخر.
يأتي ذلك، فيما تتصاعد حدة الخلافات بين التنظيمات الإرهابية التي ترعاها وتموّلها دول تسعى لتقسيم العراق، عاكسةً حالة التخبط التي باتت تعيشها هذه الجماعات التكفيرية نتيجة الهزائم المتلاحقة التي تتكبدها في حربها مع القوات المسلحة العراقية، وأفاد مصدر مطلع في محافظة نينوى، أمس، بأن عدداً من قيادات جماعة تنظيم ما يسمى بـ”دولة العراق والشام” الإرهابية قتلوا وأصيبوا باشتباكات اندلعت فيما بينهم جنوب الموصل، مضيفاً: إن “هذه الاشتباكات جاءت على خلفية الاختلاف على إصدار الفتاوى التكفيرية”.
وأحرزت القوات العراقية مزيداً من التقدّم في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد الجماعات الإرهابية في محافظة صلاح الدين والأنبار، فيما شهدت العاصمة بغداد عمليات نوعية، وأكدت وزارة الدفاع العراقية أن الفرقة 17 وغياري العراق بالتعاون مع المفارز الخاصة للاستخبارات العسكرية وجهوا 70 صاروخاً لتجمعات داعش في اللطيفية ما أدى إلى تدمير 13 وكراً وقتل من فيها بالإضافة إلى عدة مواقع للأسلحة الثقيلة.
إلى ذلك، ذكر الموقع الرسمي لوزارة الداخلية العراقية أن الطائرات الحربية العراقية، وبالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية، وجهت تسع ضربات لتجمعات الإرهابيين في صلاح الدين، ما أدى إلى مقتل 34 مسلحاً.
وبين مصدر أمني في المحافظة، في وقت سابق، بأن قوة كبيرة من متطوعي الحشد الشعبي تقدمت باتجاه ناحية آمرلي شرقي تكريت لفك الحصار عنها.
وفي الأنبار، قتل عشرات الإرهابيين من التنظيم بينهم مسؤول الدفاع الجوي المدعو “أبو عبد الله”، بعد أن قصف جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع طيران الجيش العراقي أحد الأوكار الرئيسية للإرهابيين في منطقة الكرمة، كما وجه الطيران أربع ضربات على عصابات التنظيم الإرهابي ذاته في الساحل الأيسر للموصل وأحرقوا صهريجين وعجلتين لهم ودمروا وكراً آخر للإرهابيين ما أدى إلى مقتل كل من فيه.
وكان مصدر أمني أكد أن قوات الجيش تمكنت من تحرير قرية تابعة لناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، فيما وجه طيران الجيش ضربات لتجمعات التنظيم في منطقة الحجير بجرف الصخر، وقتل 9 منهم من ضمنهم خمسة عرب الجنسية وجرح 8 من ضمنهم الإرهابي مشتاق علوان الجنابي وحرق عجلتين، كما وجه ضربات لتجمعات داعش في منطقة الروبعية قتل خلالها منهم وإصابة 9 آخرين وحرق أربع عجلات، كما دمر 30 سيارة تابعة للتنظيم في العباسي، ما أدى إلى مقتل كل الإرهابيين المتواجدين فيها.
سياسياً، طالب رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن باحترام السيادة العراقية، رافضاً دعوته إلى تقسيم العراق إلى أقاليم طائفية وعرقية.
وكان بايدن دعا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي.
ودعا المالكي في كلمته الأسبوعية، إلى عدم طرح مثل هذه التي تضر بوحدة العراق واحترام الدستور وإرادة العراقيين، وأن يكون صديقاً يمكن أن يسهم في وحدة العراق وليس طرفاً يمهد الطريق إلى التقسيم، وأعرب عن أمله بأن يرد الشعب العراقي على مثل هذه الدعوات التي تصدر من دول مختلفة ومن سياسيين موجودين يمارسون العمل على الأرض، وأن يكون رد الفعل مزيداً من التوحد والقرار الصارم برفض أي عملية تقسيم تحت أي مدعى لأنها ستجر البلاد إلى مزيد من الفوضى والدمار.
في الأثناء، تستمر الأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية بحق العراقيين، وأكدت مفوضية حقوق الإنسان مقتل 1000 طفل لغاية الآن، فيما أكدت نزوح أكثر من 400 ألف طفل آخرين، وطالبت الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسيف بتقديم مساعدات عاجلة لأطفال محافظتي نينوى وصلاح الدين بسبب جرائم داعش.
وقال عضو مجلس المفوضين فاضل الغراوي بمبنى البرلمان: إن أطفال العراق يعانون كارثة إنسانية حقيقية بسبب القصف الوحشي والاغتيالات التي قامت بها عصابات داعش في محافظتي نينوى وصلاح الدين، مبيناً أن عصابات داعش جنّدت الكثير من الأطفال في الموصل دون سن 15 عاماً لتنفيذ عملياتها الإرهابية ولاستخدامهم كدروع بشرية والاعتداء عليهم.