الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الهاربون من جحيم الإرهابيين في إدلب: هددونا بخطف أطفالنا لمنعنا من الخروج ميليشيا “قسد” تضيق الخناق على أهلنا في الجزيرة.. والفلتان الأمني يتصاعد

 

“خرجنا ليلاً.. ورشقات الرصاص العشوائية تلاحقنا.. مشينا مسافات طويلة في البراري.. خطفوا أولادنا للضغط علينا، ومنعنا من التوجه إلى المعابر والخروج إلى مناطق سيطرة الدولة.. سطوا على بيوتنا ونهبوها”، بهذه العبارات وغيرها استقبل عشرات الفارين من مناطق سيطرة إرهابيي “جبهة النصرة” في إدلب كاميرا سـانا، التي التقت عدداً منهم بعد وصولهم إلى ممر مورك بريف حماة الشمالي مستغلين فرصة تحرير مدينتهم خان شيخون، ووصول وحدات الجيش العربي السوري إلى مشارف المناطق التي كان إرهابيو “النصرة” يحتجزونهم فيها بريف إدلب.
يأتي ذلك فيما واصلت ميليشيا “قسد” ممارساتها الإجرامية على الأهالي في مناطق انتشارها، عبر إقامة مزيد من الحواجز المسلحة على الطرق الرئيسة ومداخل المدن والبلدات وتصعيد عمليات مداهمة الأحياء والقرى، بدعم مباشر من قوات الاحتلال الأمريكية، فيما تزايد الفلتان الأمني في منطقة الجزيرة.
ففي ريف إدلب، تقول امرأة في العقد الثالث من العمر: “إنها خرجت مع باقي الهاربين ليلاً تحت إطلاق الرصاص الحي من قبل الإرهابيين، ما اضطر أعداد كبيرة من الأهالي إلى العودة مجبرين تحت كثافة الرصاص”.
وحول الممارسات التي كانوا يتعرّضون لها ضمن مناطق سيطرة الإرهابيين في إدلب وقبيل نجاحهم بالعبور تضيف: “سطوا على ممتلكاتنا وأموالنا، وقاموا بضرب الأهالي، وحوّلوا حياتنا إلى خراب، بالمقابل استقبلنا الجيش العربي السوري بكل ترحيب وبفضله تمكنا من العودة”.
بدوره قال رجل أربعيني، وقد بدت عليه ملامح التعب بعد وصوله إلى الممر: “تعرّضنا للضرب والملاحقة، ونزعوا ثيابنا، ونهبوا بيوتنا وأموالنا”، معرباً عن أمله بعودة إدلب إلى كنف الدولة بفضل صمود وتضحيات الجيش العربي السوري.
فتاة أخرى، من سكان مدينة خان شيخون المحررة مؤخراً من دنس الإرهاب، تقول: “حاولنا عدة مرات الخروج والهرب من مناطق سيطرة الإرهابيين باتجاه مدينتنا بعد تحريرها وطرد الإرهابيين منها إلا أن محاولاتنا كانت دائماً تفشل بسبب إطلاق الرصاص علينا، إضافة إلى محاولاتهم اختطاف الأطفال للضغط على الأهالي، ومنعهم من الخروج إلى أن تمكنا أخيراً من الفرار والهرب زحفاً في البراري إلى أن وصلنا إلى هنا، واستقبلنا الجيش أحسن استقبال”.
ممارسات الإرهابيين بحق الهاربين طالت الأطفال، ويقول أحدهم وهو في التاسعة: “ضربوني على أذني وفمي، وقاموا بسرقة أثاث منزلنا إلى أن تمكنا من الهرب أخيراً، وتخلصنا منهم”.
وعادت أمس الأول مئات العائلات إلى منازلها في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي عبر ممر مورك بريف حماة، التي طهرها الجيش العربي السوري مؤخراً من الإرهاب.
يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر أهلية أن عناصر ميليشيا “قسد”، بغطاء جوي من طيران “التحالف الأمريكي” غير الشرعي، نفّذوا خلال الساعات الماضية عدة مداهمات بحق الأهالي شملت مختلف مناطق انتشارها في الجزيرة السورية ومدينة منبج بريف حلب الشمالي، وأشارت إلى أن المداهمات شملت مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي وقرية الجاسمي شمال شرق بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي وبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وحي الشيخ عقيل بمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وأسفرت عن اختطاف العديد من المدنيين واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وسوق عدد من الشبان إلى “التجنيد الإجباري” في صفوف الميليشيا الانفصالية.
ولفتت المصادر الأهلية إلى اتساع رقعة المناطق التي تشهد فلتاناً أمنياً، والواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد”، وتزايد عمليات السطو والنهب فيها، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من عناصر الميليشيا الانفصالية جراء إطلاق مجهولين قذيفة “آر بي جي” على حاجز تابع لهم قرب مفرق قرية الفاطسة بريف الرقة الشمالي، وانفجار 3 عبوات ناسفة زرعها مجهولون على حاجز “أم زر” عند المدخل الشمالي لمدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وبالقرب من طريق الرجب في بلدة الكشكية بريف دير الزور الجنوبي الشرقي وبالقرب من قرية شعيب بريف الرقة الشرقي.
بالتوازي، عثرت الجهات المختصة على أسلحة وألغام مضادة للدروع والأفراد في مزارع قرية الأربعين أثناء استكمالها عمليات رفع مخلّفات الإرهابيين من القرى والبلدات التي طهرها الجيش العربي السوري بريف حماة الشمالي، وذكر مراسل سانا أنه من خلال تمشيط القرى والبلدات المحررة من الإرهاب حفاظاً على حياة المدنيين وعودة آمنة لهم عثرت الجهات المختصة على كمية من الأسلحة والذخائر والقذائف المتنوعة من مخلّفات التنظيمات الإرهابية في مزارع  قرية الأربعين في ريف حماة الشمالي، وأفاد مصدر في الجهات المختصة بأن من بين الأسلحة المضبوطة قواعد إطلاق صواريخ وألغاماً مضادة للدروع والأفراد وقذائف هاون عيار 60 و120 مم وقذائف دبابات مع حشواتها وطلقات رشاش 14.5 مم وقنابل “إ. جي. سي”.
وفي درعا (دعاء الرفاعي) واصلت الجهات المختصة تمشيط المناطق المطهرة من الإرهاب، وعثرت على أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال من مخلّفات الإرهابيين في بلدة الحارة بريف درعا الشمالي، وأكد مصدر في الجهات المختصة أنه نتيجة المتابعة الأمنية الدقيقة، وبالتعاون مع المواطنين، تمّ الاستدلال على مجموعة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة ومعدات وتجهيزات مشفى ميداني كامل من مخلّفات المجموعات الإرهابية في بلدة الحارة، وأضاف: إن المضبوطات شملت منصات إطلاق صواريخ وصواريخ مضادة للدروع ومنصات رشاش مضاد للطيران وألغام دبابات وأخرى للأفراد وبنادق آلية ورشاشات “بي كي سي” ورشاشات 14.5 ملم ومسدسات حربية وقذائف ار بي جي وقذائف مدفعية وقذائف هاون وذخيرة متنوعة، إضافة إلى عبوات ناسفة ومعدات للحرب الكيميائية وأجهزة اتصال لاسلكية ومناظير ليلية، ولفت إلى أن من بين المضبوطات أيضاً معدات ومستلزمات مشفى ميداني مكونة من أجهزة ضغط وسكري وأدوات خاصة بالعمليات الجراحية.
وفي ريف دمشق، أصيب شخص بجروح خطيرة جراء انفجار رجّح مصدر في قيادة الشرطة أن يكون ناجماً عن لغم من مخلّفات الإرهابيين في مزارع المليحة بالغوطة الشرقية، وأفاد بأن الانفجار، الذي وقع في معمل للخرداوات، أدى إلى بتر يد ورجل أحد العمال، حيث جرى إسعافه إلى مشفى دمشق.